في السادس من تشرين الأول من كل عام نستعيد أمجاد العزة والبطولة التي سطرها ميامين الجيش العربي السوري وكتبوا ببطولاتهم وتضحياتهم ملاحم العزة والكرامة ,وسطروا أروع البطولات ليبقى الوطن حرا كريما منيعا,وصنعوا مجداً لسورية كان مفصلياً في تاريخها الحديث,وسجلوا صفحات ناصعة مشرقة ومشرفة في سفر الوطن وتاريخه .
وبانتصاره في حرب تشرين التحريرية على كيان العدو الإسرائيلي أسس جيشنا البطل لزمن الانتصارات التي كتبها بواسله بأحرف من نور في سجل النضال الوطني عبر تضحياتهم وبطهر دماء الشهداء الأبرار الذين أناروا طريق الأجيال لبناء مستقبل مشرق .
و شكلت حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد نبراسا ومحطة في طريق النضال لتحرير الأرض المغتصبة فكانت إعلانا واضحا لبدء زمن الانتصارات والمقاومة ونهاية لزمن الهزائم لتكون الحرب العربية الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من ألفها إلى يائها التي كسرت جدار اليأس بعد نكسة حزيران عام 1967 وكرست حقيقة أن سورية العروبة لم ولن تبخل بتقديم التضحيات دفاعا عن الحقوق العربية في وجه الكيان الصهيوني المدعوم من حلفائه من دول الغرب الامبريالية المتصهينة.
في الذكرى الـ 51 لحرب تشرين التحريرية، ورغم مرور عشرات السنين، يبقى الانتصار صفحة مضيئة في حياة من عاصروا الحرب.. كيف لا وهم من يرون في تشرين التحرير سفينة حملت مشاعرهم وطموحاتهم إلى شاطئ النصر والعزة والكرامة.
إن سورية منذ حرب تشرين التحريرية حتى اليوم تزداد قوة وإيماناً بأهدافها، وفي مقدمة هذه الأهداف حماية الاستقلال وتعزيز الوحدة الوطنية والدفاع التاريخي عن العروبة.
جسدت حرب تشرين التحريرية بنتائجها ومدلولاتها حدثاً مهماً ومفصلياً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، معيدة ثقة المقاتل العربي بنفسه وبجيشه وأسست لمعادلة جديدة قوامها الإرادة وامتلاك المبادرة والثقة بالنفس وبالقدرة على تحقيق النصر.
إن معارك الدفاع عن الوطن وترابه المقدس لا تزال مستمرة، ولم تتوقف منذ حرب تشرين، فقد خاضت سورية خلال سنوات طوال حروباً للدفاع عن ترابها واستقلالها الوطني وعن سيادة واستقلال لبنان الشقيق وصولاً إلى الحرب التي تخوضها اليوم ضد الإرهاب، والتي ستكلل بالنصر لأننا أصحاب حق.
في ذكرى حرب تشرين يتجلى الدور الوطني المميز لقواتنا المسلحة الباسلة ،التي بفضل تضحياتها ستظل سورية منبع التاريخ و صخرة المجد والقلعة الحصينة التي تحطمت عليها المؤامرات والمخططات.
إن معاني ودلالات هذه الذكرى الخالدة هي معان عظيمة تحكي تاريخ جيش عربي سطر ملاحم البطولة والفداء على امتداد تاريخه في مواجهة قوى البغي والعدوان ذودا عن كرامة العرب جميعا ووطننا الحبيب سورية خصوصا ,ودلالاته اليوم في هذه الأيام بالذات تبقى ناصعة واضحة وضوح شمس صباح النصر الذي ننتظره وهو قاب قوسين أو أدنى في هذه المعركة الشرسة التي يخوضها بواسل جيشنا البطل بكل عنفوان وبسالة وعزة وقوة دفاعا عن وحدتنا الوطنية وكرامتنا وعزتنا في مواجهة أقذر حرب شنت على شعبنا .
إن الشعب الذي صنع حرب تشرين وحقق الانتصار فيها بصموده والتفافه حول الجيش والقوات المسلحة هو ذاته الشعب الأبي الذي يمضي خلف الجيش لتحقيق الانتصار على الإرهاب والأعداء .
بهذه المناسبة نوجه التحية لرجال قواتنا المسلحة الأبطال الذين يشكلون قوة الحق ويرفعون صرح الوطن المنيع وإلى أبطال تشرين التحرير وننحني بكل خشوع وإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار الذين لبوا نداء الوطن وأدوا الواجب خير أداء ,وضحوا بأرواحهم ليبقى الوطن شامخا قويا.