محصول الزيتون وعصره أمام تحديات كبيرة عاما بعد آخر .. ارتفاع تكاليف الإنتاج يرهق المزارعين ويبعد البعض عن زراعته … اختلاف مدة التخمير بين معصرة وأخرى ينعكس على كمية الزيت المستخلصة .. نسبة الزيت المسموح بها في البيرين ٥% فقط.. “بيدون الزيت” بعيد المنال.. والمستهلك يشتري الليتر بشق الأنفس ..
يعتبر محصول الزيتون من المحاصيل الهامة ومصدر دخل ورزق للغالبية العظمى من الأسر الريفية بالرغم من الصعوبات التي تعيق إنتاجه سنويا.. وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات حشرية ومحروقات وغيرها… ويشكل الزيت الناتج عن عصر الثمار أحد أهم عناصر الأمن الغذائي..
مع بداية شهر تشرين الأول الجاري بدأ موسم جني ثمار الزيتون ومن ثم اتجه المزارعون إلى معاصر الزيتون ليحصدوا ثمرة تعبهم عاما كاملا…
العروبة تواصلت مع رئيسة لجنة مراقبة عمل المعاصر في المحافظة المهندسة لمى قسيس حول جاهزية المعاصر لهذا الموسم والآلية التي يتم فيها العصر وتصريف مياه (الجفت).. قالت :يبلغ عدد المعاصر المرخصة ٥٤ معصرة ومن المتوقع أن تعمل كلها لهذا الموسم.. أما تسعيرة العصر لهذا العام ٥٧٥ ليرة والبيرين لصاحب المعصرة أما إذا كان البيرين للمزارع فالتكلفة ٧٢٥ ليرة .
وأضافت : يتم تحديد التسعيرة وفق اجتماع في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحضور عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين ولجنة تحديد الأسعار ومندوبين عن اتحاد الفلاحين ومندوب عن المعاصر..
تسعيرة العام الماضي
وتصدر التسعيرة من مديرية التجارة الداخلية علما أن التسعيرة لهذا العام بقيت نفس تسعيرة العام الماضي (موسم ٢٠٢٣)
وبرأيها أن أغلبية المعاصر لا تأخذ تسعيرة ٥٧٥ ليرة بل هناك معاصر يتقاضى أصحابها ٥٠٠ ليرة وأقل بسبب ازدياد عدد المعاصر و التنافس بين أصحابها لجذب أكبر عدد من المزارعين..
وأوضحت أن خدمة نقل المحصول وتوصيل الزيت هي خدمات شخصية , ويقوم بعض أصحاب المعاصر الغربية القريبة من طرطوس بهذا الدور ولكن ضمن التسعيرة النظامية لا يوجد بدل خدمات نقل..
وأشارت أن اللجنة المشكلة من المحافظة (لجنة مراقبة عمل المعاصر) مؤلفة من مندوبين من عدة مديريات منها الزراعة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك و البيئة و الصناعة و الموارد المائية.. تعمل اللجنة مجتمعة وتمارس دور الرقابة على المعاصر كل مندوب باختصاصه ويتم سحب عينات من قبل مندوبي التجارة الداخلية من مادة العرجوم (البيرين)المنتج الثانوي الصلب الناتج عن عصر ثمار الزيتون علما أن نسب الزيت المحددة والمسموح بها في مادة البيرين ٥% فقط..
جولات ميدانية
وبينت أن اللجنة تقوم بالجولات الميدانية على أغلبية المعاصر
وقد تمت زيارة حوالي ١٨ معصرة خلال ٤ جولات قامت بها اللجنة إلى الريف الغربي منذ بدء موسم العصر… منوهة أن هناك مخالفات عديدة قد يرتكبها أصحاب المعاصر.. علما أن مكتب الشكاوى في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك جاهز لاستقبال آراء المزارعين.. وبإمكان أي مزارع تقديم شكوى عن أي معصرة.. مبينة أن معظم الشكاوى تكون عن سبب اختلاف نسب العصر بين الموسم الحالي والموسم السابق.
وهناك شكاوى عن تصريف مياه الجفت بطريقة خاطئة وعندما تقدم هذه الشكاوى للجنة عمل المعاصر تتم معالجتها مباشرة بعد التحقق منها.
اختلاف مدة التخمير
ولدى سؤالنا عن دور مدة التخمير في استخلاص كميات الزيت بالشكل الأفضل أوضحت أن آلية التخمير تكون حسب درجة نضج الزيتون والقدرة على استخلاص الزيت من الثمار وكل معصرة يوجد بها ٦ – ٨ عجانات يتم وضع عجينة الزيتون فيها تدريجيا لحين امتلاء العجانات ويتم مراقبة العجانات من قبل المشرف الفني على المعصرة.. وحتى ينفصل الزيت يبدأ بسحب العجينة للفرازة… فمن امتلاء أول عجانة للنهاية وبداية السحب للفرازة تأخد فترة كافية ورغم ذلك عند شعور أي مزارع بقلة مدة التخمير يمكن تقديم شكوى.. فيتم سحب عينات من البيرين والنتائج تصدر عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
وعن سؤالنا حول مراقبة عمل المعاصر في تصريف مياه الجفت بالطريقة الصحيحة قالت : القرار رقم ١٩٠ /ت الصادر عن وزارة الزراعة يحدد إمكانية التصريف الصحيحة,حيث يتم سقاية الأراضي الزراعية بتلك المياه عن طريق مرش يكون على الصهريج.. حيث توزع المياه بعيدا عن محيط الشجرة,
علما أن هناك صعوبة في آلية التصريف أحيانا بسبب وعورة المناطق والأراضي .. مؤكدة أنه لا يمكن تصريف تلك المياه في أراضي المزارعين دون الحصول على موافقتهم.. علما أن البعض منهم يطلبون ذلك والبعض الآخر يرفضون..
حفر تجميع
وبينت أن أغلبية المعاصر حاليا قامت بإنشاء حفر تجميع للمياه يتم تنشيفها والاستفادة منها (طبقة تظهر على السطح عند تجفيف المياه تستخدم للتدفئة)… وتقوم لجنة المعاصر بالإشراف على تصريف المياه باستمرار.. فمندوب الزراعة يقوم بتعيين مهندس من الإرشادية يشرف على تصريف المياه وإرسال تقارير أسبوعية للجنة..
كما يشرف مندوبا البيئة والموارد المائية على منع تصريف هذه المياه إلى الأنهار أو المسيلات المائية أو السدود وهناك مواقع حراجية يمكن نقل مياه الجفت إليها..
مبينة أنه حتى الآن لا يوجد مخالفات أو مشكلة بالتصريف .. علما أنه في العام الماضي تم تنظيم الضبوط بحق عدد من أصحاب المعاصر المخالفة.
وأشارت أنه في حال كانت عينات البيرين المسحوبة مخالفة تقوم مديرية التجارة الداخلية باتخاذ الإجراءات المناسبة وإغلاق المعصرة ويحال الأمر للقضاء إضافة لوجود غرامات مالية ، حتى في حالة عدم الإعلان عن تسعيرة العصر تتم مخالفة صاحب المعصرة .
بقي أن نقول :
الكثير من المزارعين اشتكوا من ارتفاع تكاليف الإنتاج وخاصة ( حراثة الأرض بالدرجة الأولى والتي تحد من الحرائق التي تلتهم تعب وجهد المزارع لأعوام كثيرة و ارتفاع أسعار الأسمدة والمحروقات وغلاء أجور اليد العاملة) وأوضحوا أن ذلك ينعكس على إنتاج وسعر زيت الزيتون بشكل كبير وبالتالي سيحرم المستهلك من شرائه أيضا .. فمن جهة.. المزارع مظلوم ومن جهة أخرى المستهلك “معدوم ومحروم” من أن يتذوق ملعقة من زيت الزيتون الذي بات شراء الكيلو الواحد منه كابوسا يقض نوم شريحة واسعة من المواطنين.. فأين الحلول التي تضمن حقوق الجميع؟ وماذا عن خطط الجهات المعنية لضمان حق المزارع.. وبالتالي المستهلك.. ؟؟..
بشرى عنقة