التفوق لا يأتِي من فراغ فهو حصيلة عدة عوامل مجتمعة، و يمنح الطالب العديد من الفرص والمزايا في حياته الأكاديمية والمهنية ،ويعزز من ثقته بنفسه ويقدم له دافعًا لمواصلة العمل الجاد وتحقيق المزيد من النجاحات ليس فقط على صعيد الدراسة بل العديد من المجالات الحياتية ،وهناك الكثير من الطلاب المتفوقين الذين تميزوا ليس فقط بدراستهم وإنما أيضا في مجالات أخرى في حياتهم ،و تجربة طلاب ثانوية الباسل للمتفوقين الأولى تجسد معان هذا التفوق ليس فقط على مستوى الدراسة وإنما أيضا في مجالات فنية ، فقد برزت مواهبهم من خلال مشاركتهم في العديد من المعارض سواء داخل المدرسة أو خارجها من خلال مشاركة ثلاثة موهوبين في معرض ملتقى اورنينا للهواة الشباب وأطفال التوحد الذي أقيم في ثقافي حمص …
“العروبة” أجرت حواراً مع الموهوبين المشاركين في المعرض و تحدثوا عن هوايتهم ومشاركتهم.
الطالب جلال محفوض “ثالث ثانوي علمي ” أشار انه بدأ بالرسم بعمر 11 سنة و كان يقوم بتفريغ طاقته وكل ما يدور بداخله من خلال الألوان والورق إلى أن أصبح الرسم جزءاً من حياته، وأضاف انه لم يكتف بالبقاء في حدود الهواية، بل أحب أن يطور من موهبته في الرسم من خلال المشاركة في المعارض الفنية داخل المدرسة وخارجها وإتباع دورات تعلم فيها تقنيات الفحم لافتا إلى دور الأهل وإدارة مدرسته باكتشاف موهبته وتوجيهه وتشجيعه على الاستمرار في تطوير موهبته وخاصة مدرسة مادة التربية الفنية .
وأشار أنه شارك في العديد من المعارض سواء كانت داخل مدرسته أو خارجها، منها معرضان مع ملتقى اورنينا ومعرض مع مدى مؤكدا أن مشاركته في المعارض دفعته لرسم المزيد من اللوحات، والتنوع في الرسومات المعبرة مؤكدا على أن هناك ارتباط وثيق بين تنمية الموهبة والحرص على ممارستها والتفوق الدراسي، و أن ممارسته لهوايته في الرسم تدفعه للتفوق الدراسي.
ويجد جلال في الرسم متنفسا في التعبير عما يدور في داخله ، ويتمنى أن يكمل دراسته في مجال الطب مشيرا إلى أن طموحاته لاحدود لها في محال الفن من (تمثيل وعزف ورسم ).
أما الطالبة منى خالد زكريا “حادي عشر علمي ” ذكرت أن موهبتها بدأت بعمر صغير انطلاقاً من رسومات الانمي ورسم شخصيات واقعية والرغبة في رسم البورتريه وكان والديها من أول الداعمين والمشجعين لها وقاما بتنمية موهبتها،وتوفير كافة المستلزمات والأدوات التي تحتاجها من أوراق وألوان منوهة إلى الدور الكبير الذي لعبته مدرستها في دعمها وتشجيعها لتطوير موهبتها . .
وذكرت أنها تستهويها رسومات الطبيعة والبورتريهات و تستخدم الألوان الخشبية والزيتية والفحم والباستيل مؤكدة أنها شاركت في العديد من المعارض منها مع رابطة بيت المغترب بالحواش بجامعة الوادي ومعرض مع مدى مواهب واعدة 1″_2_3_4_5 ” ومعرض مع ملتقى اورنينا بالمركز الثقافي بحمص .
وأكدت منى أن رسمها لا يقتصر على مواضيع معينة ، و تستهويها الطبيعة الجميلة، و تتعدد الألوان التي تستخدمها، والأدوات .
وتابعت أن ممارستها لهويتها تشجعها على الإبداع وتدفعها للتفوق الدراسي، وتجد في الرسم متنفسا للتعبير عما يدور حولها، وتتمنى أن تكمل دراستها وتدخل كلية الطب وان تصل بموهبتها إلى أبعد من ذلك بكثير
أما الطالبة نور الهدى عصام الفواز ” حادي عشر علمي ” أشارت أنها اكتشفت موهبتها بالصدفة بعمر 13 عاما وأول لوحة لها بورتريه بقلم رصاص وبعدها انتقلت لرسم الاكريليك “طبيعة عادية وصامتة” وبعدها تعلمت الرسم بالحبر الجاف .
وأوضحت أنها رغم انشغالها بدراستها كطالبة إلا أن ذلك لم يقف عائقاً بوجه موهبتها في ممارسة هواية الرسم التي تسكن أعماقها.
وذكرت أنها شاركت بالعديد من المعارض منها معرض في مدارس الغسانية الخاصة وبمعرض داخل المدرسة ومع ملتقى اورنينا الذي أقيم مؤخرا بالمركز الثقافي والذي شاركت فيه بلوحتين والذي أضاف لها خبرة وفتح لها آفاقاً جديدة من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين وبينت أنها عملت جاهدة على صقل موهبتها بالرسم من خلال الاجتهاد الشخصي مؤكدة أنها تسعى لتحقيق طموحها سواء مجال الدراسة ودخولها مجال الطب أو في مجال الفن من خلال الانتساب للمعهد العالي للفنون المسرحية وتكريس موهبتها في رسم المشهد التمثيلي و أن تصبح فنانة لها أسلوبها المميز وبصمتها الخاصة .
كما التقينا مع مدرسة مادة التربية الفنية في ثانوية الباسل للمتفوقين زينة الاتاسي التي أشارت إلى الدور الكبير للمدرسة في رعاية الطلاب الموهوبين في مختلف المجالات وذلك من خلال تشجيع وتنمية هذه المواهب وتنظيمها وتقديم كافة أشكال الدعم والرعاية لها وتحفيزها للمشاركة في كافة النشاطات والفعاليات كل في مجاله .
وأضافت : في مجال الفنون قدمت ثانويتنا كل الدعم لمواهبنا الفنية الشابة من خلال تأمين المستلزمات والأدوات والمواد الخاصة بانجاز الأعمال الفنية المتنوعة ضمن المدرسة (الرسوم الجدارية )وتأمين” الستاندات ” الخاصة بقاعة المعرض المدرسي والمواد اللازمة لانجازه على الوجه الأمثل إضافة لدعم الطلاب في المشاركات الخارجية ضمن المعارض التي تنظمها مديرية الثقافة بحمص بالتعاون مع عدد من الملتقيات الفنية وكان أخرها مع ملتقى اورنينا للثقافة والفنون الذي شارك فيه ثلاث مبدعين من طلابنا وتم اصطحاب مجموعة من طلابنا مع كادر إداري وتدريسي إلى افتتاح المعرض كدعم معنوي للمشاركين والذي كان له الأثر الكبير في تشجيعهم على الاستمرار ودفع الطلاب الجدد على المشاركة في النشاطات والفعاليات .
وقالت :يتم اكتشاف المواهب من خلال خطة توضع في بداية العام الدراسي تعتمد على الأنشطة والمبادرات ضمن حصة التربية الفنية والتي تظهر من خلالها إبداعات الطلاب ومواهبهم في المجالات الفنية المختلفة كالرسم والخط والزخرفة والتصوير الضوئي ثم توجيه هذه المواهب واستثمارها في الأعمال الفنية ضمن المدرسة أو المشاركات الخارجية ضمن الفعاليات أو المسابقات والتحضيرات للمعرض المدرسي كمشاركة الطلاب في المعارض الخارجية ومسابقة ألوان وأفكار كما تساهم مادة التربية الفنية في المراحل الدراسية على صقل مواهب المتعلمين وبناء الموهبة على أسس سليمة وبخاصة في التظليل والمنظور والتعرف على المدارس فنية .
وأضافت :عندما يكون الطالب مؤمنا بموهبته لن يكون هناك أي عائق بينه وبين دراسته وتحصيله العلمي بحيث يستطيع تنظيم وقته بين ممارسة الهواية وتنميتها وبين قدراته فالموهبة تنمو من خلال الممارسة والتدريب فهي عنصر مشترك بين العقل والقلب واليد .
وتابعت :تعتمد تحضيراتنا للمعرض المدرسي على شقين الأول يعتمد على إظهار ودعم المواهب الفنية في مجالات الفنون المختلفة وتسليط الضوء عليها والشق الثاني على دعم الأعمال الفنية الفردية لدى باقي الطلاب و المعروضات لوحات فنية ومجسمات تعتمد بشكل أساسي على فن إعادة التدوير مع المحافظة على فكرة التنوع والتجديد في الأعمال.
مشيرة إلى دور المدرس وأثره في نفوس الطلاب من خلال المحبة أولا والدعم والتشجيع ثانيا فليس علينا انجاز عمل متكامل مباشرة ولكن من خلال التصميم والمحاولة نستطيع الوصول إلى غاياتنا .
هيا العلي