“حكاية أبو نزهة” عنوان العرض المسرحي الذي قدمه المسرح القومي مساء أمس على مسرح قصر الثقافة في حمص بحضور جمهور من المسرحيين والمهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية .
العرض الذي كتبه وأخرجه الفنان تمام العواني قدم قصة مؤثرة عن بائع الكتب المعروف من قبل المثقفين والقراء بحمص والذي كان يفترش السور الشمالي لمبنى محافظة حمص عارضا كتبه الثمينة للبيع والذي تمت إزالته ومكتبته بحجة تشويه المنظر العام الذي لا يتوافق مع الحركة السياحية في المدينة والتي تتشوه بوجوده وبوجود الكتب التي يعرضها للبيع فتبدأ معاناة (أبو نزهة) حيث يلجأ للجهات التي تُعنى بالثقافة لمساعدته في العودة لمكانه وبيع كتبه الثمينة وعلم أن مديرية الثقافة ليس من صلاحيتها إعطاء الموافقات اللازمة لبيع الكتب فيتم الاعتذار منه وكذلك المعنيين عن الكتاب الذين ينصحونه بمقابلة المحافظ الذي يملك الصلاحية في مثل هذه الحالات وبعد أن يحصل على موعد المقابلة يتأخر ( أبو نزهة ) عن الموعد المحدد بشكل غير مبرر دراميا وينشغل بعد ذلك حيث يطلب منه مراجعة إحدى الهيئات الرقابية التي تطلب منه أن يكف عن المطالبة بالعودة إلى مكانه لأنه مخالف ولا يوجد قانون يساعده على العودة إلى مكانه ليبيع كتبه وهكذا يرمي كتبه في الشارع .
جسد شخصية أبو نزهة الفنان تمام العواني الذي حاول مع فريقه المسرحي أن يقدم عرضا ماتعا من خلال أدائه المسرحي الذي اقترب في كثير من الأحيان من ملامسة الشخصية وكذلك كان حال بقية الممثلين حيث جسد الفنان محمد خير الكيلاني شخصية مدير الثقافة ،وجسد سعيد العدوي شخصية المسؤول عن المدينة ،ويارا العلي مثلت دور السكرتيرة في المحافظة وجهاد شرفلي قدم شخصية بائع الجوارب وعازف العود ببعض التفاصيل التي حرص على إيصالها إلى الجمهور كبائع وعازف العود .
عرض “أبو نزهة” يمكن أن نصفه بالعرض الفقير حيث احتاج إلى بعض القطع الخشبية التي توحي بوجود رصيف أو سور وطاولة تربعت على يسار المسرح حيث تناوب عليها الأشخاص الذين جسدوا أدورهم المسرحية كشخصية المسؤول عن المدينة والسكرتيرة.
إنه عرض بسيط ومؤلم لمعاناة بائع الكتب الذي فقد مصدر عيشه بسبب القرارات التي تبدو جامدة ولا تراعي تلك الحالات الإنسانية ولا أهمية الثقافة في المجتمع ودورها التنويري.
عبد الحكيم مرزوق