الكاتب والناقد غسان لافي طعمة : وسائل التواصل الاجتماعي تمنح لقب شاعر أو شاعرة مجانا لمن لا يجيدون ألف باء الشعر…
شاعر وكاتب وناقد، كتب عن الشعر في الصحف وأضاء على الشعراء الذين أصبحوا ذوات أسماء لامعةٍ، على الساحة الأدبية والشعرية، و كان له باع طويل في تخريج أدباء وشعراء موهوبين من خلال صفحة عبقر” الأسبوعية في جريدة العروبة من خلال الآراء البناءة التي كان يبديها في قضايا الثقافة والأدب عموماً، بما يناسب أولويات النشر على الصفحات ..
الشاعر والكاتب والناقد غسان لافي طعمة ،استضفناه يوما كشاعر واليوم نسأله كناقد عن رأيه على صعيد الشعر، فتحدث قائلا: في أيامنا أساءت إليه كثيرا وسائل التواصل الاجتماعي وهذه المواقع تمنح لقب شاعر أو شاعرة مجانا لمن لا يجيدون ألف باء الشعر…الشعر في الأساس موهبة ومن ثم تصقل هذه الموهبة بالقراءة والاطلاع على نتاج الاسبقين.
و على الرغم من وجود كم هائل من المتعدين على الكار لكن هناك أسماء موهوبة أثبتت ذاتها في مجال الشعر وهنا تقع المسؤولية ليس فقط على وسائل التواصل الاجتماعي بل هناك المؤسسات الثقافية الذين يمنحون شهادات دكتوراه وألقاب شعراء وهذه ظاهرة مرضية .
وعن الأساطير تحدث قائلا: الأساطير هي الأم الأولى للفكر البشري والأسطورة موجودة في كل الشعر العربي إن بحثنا عنها.
وعن دور الأمسيات في هذه الظاهرة تحدث قائلا :للمنابر الثقافية كافة دور كبير في الغربلة فينبغي على المراكز الثقافية واتحاد الكتاب ورابطة الخريجين الجامعيين وغيرهم ألا يصعدون إلى هذه المنابر إلا الجديرين
وعن رأيه بالنقاد قال: إن النقد إن وجد اليوم فهو نقد انطباعي سريع وللأسف النقاد قلة، وهناك أسماء كبيرة لم تعد تتابع الحركة الشعرية أو التواصل معها، ونلاحظ البعض ممن يدعون النقد يحابون الشعراء أو الكتاب ويجاملوهم بما ليس فيهم وهؤلاء برأيي ليسوا نقادا، وأنا شخصيا إذا قرأت نصا جيدا أثني عليه وإلا فأتجاهله لأنه حتى الرأي السلبي فيه يعطيه دعما ، حتى أنني لا أجيد لغة الذم والقدح, النقد اليوم شبه غائب لأنه يحتاج إلى ثقافة موسوعية وأضاف : فأنا إذا أردت أن أنقد الشعر يجب أن أكون ملما بالميثولوجيا و الأساطير، ملما بعلم الجمال وعلم النفس بالإضافة للمعرفة العميقة بالشعر.
وحول كتبه النقدية قال: هناك أطروحتان، أطروحة الماجستير كانت نقدية عن التمرد الأنثوي في الأدب النسائي السوري درست فيه الشاعرات وكاتبات القصة في الأدب السوري من خلال ظاهرة التمرد في كتابات غادة السمان وهيفاء البيطار، قمر كيلاني وكوليت خوري، والكتاب الآخر هو عن رسالة الدكتوراه الأنماط الأسطورية في سورية وانزياحاتها في شعر التفعيلة في سورية درست فيه شعراء سورية فايز خضور،، أحمد يوسف داوود،، نزيه أبوعفش هذه الأسماء الهامة من خلال الأنماط الأسطورية التي كانت تبدو في أشعارهم، ومنذ سنتين صدر لي كتاب في دولة الإمارات العربية عن تجربة الأديب هيثم يحيى الخواجة .
من الجدير ذكره أن الدكتور “غسان لافي طعمة” من مواليد مدينة “القصير” التابعة لريف محافظة “حمص” عام 1950، متزوجُ ولديه ابنتان، وهو عضوٌ في اتحاد الكتَّاب العرب منذ عام 1993، وتمَّ تكريمه مؤخراً من قبل وزارة الثقافة خلال مهرجان “حمص الثقافي الثاني”.
عفاف حلاس