في الذكرى الأولى بعد التحرير .. حمص عاصمة الثورة تزدان بالنصر التاريخي

تعد مدينة حمص واحدة من أبرز المدن السورية، وتقع وسط البلاد ، مما يجعلها مركزاً حيوياً يربط المحافظات الشمالية والجنوبية بالساحل ,وحمص ليست مجرد مدينة تاريخية وثقافية بل اكتسبت أهمية إستراتيجية خلال الثورة السورية,وتعد حمص ثالث أكبر المدن السورية بعد دمشق وحلب، فهي تمتد على حدود لبنان والعراق والأردن، وأكبر المحافظات السورية مساحةً على الإطلاق.

حمص “مدينة ابن الوليد” فيها جامع الصحابي الجليل خالد بن الوليد وفيها ضريحه ، بالإضافة إلى جامع النوري الكبير وكان معبدًا وثنيًّا ثم تحوَّل بعد الفتح الإسلامي إلى مسجدٍ رمَّمه وجدّده الملك الزنكي محمود نور الدين، فحمل اسمه “النوري”. وتتميز حمص بتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين منذ العصر البرونزي.

تقع المدينة على مفترق طرق استراتيجي يربط بين جنوب سوريا وشمالها M5، وهي بوابة دمشق الشمالية، بالإضافة إلى قربها من الساحل الغربي، مما يعزز أهميتها الجغرافية والتجارية.

حمص “عاصمة الثورة” أو “قلعة الثورة”،كانت إحدى المدن الأولى التي اندلعت فيها التظاهرات السلمية في بدايات الثورة السورية منتصف شهر آذار عام 2011, حيث كان “الحماصنة من أكثر السكان حماسة لإسقاط نظام الأسد، وساهمت تظاهراتهم في إلهام  السوريين والمدن الكبرى بالخروج على نظامه, وبعد استخدام العنف والقوة من قبل قوات النظام شهدت حمص مواجهات عسكرية بين الثوار وقوات النظام البائد ومن أبرز المعارك:معركة بابا عمرو: كانت من أولى المعارك الكبرى بين الثوار  والنظام المخلوع في عام 2012، فخلال شهر شباط من ذلك العام شن النظام البائد حملة عسكرية شنيعة أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين وإصابة الآلاف وقد جاءت المجزرة في اليوم الذي صادف إحياء الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة التي وقعت عام 1982,كما تعرضت حمص لأطول حصار في الثورة، مما أدى إلى دمار كبير وخسائر بشرية كبيرة  وتهجير الأهالي من منازلهم واستمر الحصار ثلاث سنوات.

في الثامن من كانون الأول 2024 وبعد أكثر من نصف قرن من القمع والرعب أشرقت شمس الحرية وانتصرت الثورة ,وسقط النظام البائد ودخلت سوريا  الحرة مرحلة جديدة مزدانة بالنصر والفخر بأبنائها الذين سطروا التاريخ والنصر بأحرف من نور ونار ,سوريا الحرة التي طالما حلموا بها وبذلوا لأجلها أرواحهم ودماءهم بدأت مرحلة الحرية والبناء .

في الثامن من كانون الأول 2024 كان أهالي حمص على موعد مع النصر, نصر الحق على الباطل بإسقاط ‏النظام المجرم الذي دمر حجارتها السوداء وشرد سكانها, حمص التي عبر أهلها عن فرحهم بالنصر التاريخي الذي انتظروه لسنوات، ليعود الألق ‏إلى ساحة الساعة الجديدة وستشهد أحد أكبر الاحتفالات بالنصر.

 

 

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار