لشهر رمضان خصوصية فهو شهر الخير والبركة والرحمة وله طقوسه وعاداته وتقاليده المرتبطة به ومن هذه العادات في حمص موائد رمضان التي كانت تقام في الساحات أمام المساجد أو حول الجدار الخارجي له (على نفقة أهل الخير) وهي عادة قديمة ربما بدأت في العصر المملوكي أو بعده لأن ولائم رمضان كانت قبل ذلك تقام في بيوت أصحاب الخير.
كان الوجهاء والميسورون يحرصون على تواجد التمر في المساجد القريبة وفي مساجد الحي، حيث تملأ صحون كبيرة به، وتوضع على أطراف المساجد وأيضا كانت تسند جرار الماء الكبيرة على الحائط الشمالي لمسجد الصحابي الجليل “خالد بن الوليد” وكان أهل الخير يطيبونها بماء الزهر، أما لو أتى رمضان في موسم الفل فإنها تطيب به (هذا ما كان في بلاد الشام) أما في بلاد الحجاز فكان الماء يطيب بالمسك.
ومن الأكلات الرمضانية الدائمة الفول و الحمص و المكدوس و الفتات و المحاشي و الكبب و التمر و قمر الدين و الحساء و السمبوسك باللحم أو بالجبن وفي الصيف عصائر ومأكولات خفيفة كالعرقسوس، منقوع قمر الدين، التمر الهندي، التوت الشامي، السلطة، الفتوش، التبولة، بابا غنوج .
وللحلويات أنواع كثيرة لا تزال منتشرة حتى الآن كالناعم، الوربات، الكنافة، المشبك، المعمول، القطايف، البقلاوة .
بعد الإفطار يذهب الرجال لصلاة العشاء والتراويح، ثم يعودون إلى منازلهم للسهر والتسلية وتناول المأكولات الخفيفة من مكسرات، زبيب، فاكهة وحلوى, وقد اعتاد عدد من الناس ارتياد المقاهي الشعبية ولعبة الدومنا وهي أقدم من طاولة الزهر، أما الحكواتي فلم يكن يخلو مقهى منه وكان يروي السير الشعبية, وأيضا كان لعروض كراكوز وعواظ نصيبها في المقاهي وفي اهتمام الناس، وعدا ذلك فقد تميزت السهرات الرمضانية الحمصية بإنشاد المدائح والقصائد الدينية والمواويل والأهازيج والقدود .
وللمسحراتي بطبلته وعصاه وصرته طقوسه ومن أشهر ما كان ينادي به ..
“يا نايم وحد الدايم”
“وحد مولاك اللي خلقك وما بينساك”
وأحيانا كان ينادي صاحب الدار باسمه وللنداءات مكانها ووقتها منها مدائح نبوية وأشعار.
ومن الطقوس التي مازالت مستمرة حتى يومنا هذا هي العزائم والدعوات بين الأقارب على الإفطار” عزيمة رمضان “ وفيها نوع من التآلف وزيادة الروابط الأسرية وتوطيد العلاقات الاجتماعية