السلطانية في طور التعافي رغم شدة الدمار وعودة نبض الحياة لها يتطلب دعماً من الجهات المعنية.. المنصرفات الآسنة تتسرب إلى المنازل وهدر مياه الشرب يضعف الضخ.. الأنقاض تعيق الحركة والظلام يخيم على الشوارع
رغم عودة الأهالي تدريجيًا إلى منازلهم في منطقة السلطانية التابعة لحي بابا عمرو، لا تزال التحديات الخدمية تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية, فالأنقاض ما زالت تغلق العديد من الطرقات، وشوارع بأكملها تفتقر إلى الأعمدة والأسلاك الكهربائية، بالإضافة إلى ضعف شديد في ضخ مياه الشرب، ومشكلات كبيرة في شبكة الصرف الصحي، تؤدي إلى تسرب المياه الآسنة إلى بعض المنازل بسبب الانسدادات المتكررة.
“العروبة” تواصلت مع رئيس لجنة الحي سامر الجوري للحديث عن الواقع الخدمي للحي عن قرب
دمار واسع
قال :تُعد منطقة السلطانية من أكثر المناطق تضررا خلال سنوات الحرب، حيث تجاوزت نسبة الدمار فيها 80%، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية والمنازل بشكل شبه كامل، واضطر معظم السكان إلى مغادرتها, ورغم ذلك، عاد عدد من العائلات إلى منازلهم المدمرة جزئيا أو ما استطاعوا ترميمه، حيث بلغ عدد العائلات العائدة 600 عائلة فقط، في حين يبلغ العدد الإجمالي للعوائل المقيمة حاليا في السلطانية 800 عائلة، يشمل هذا الرقم أيضا بعض العائلات الوافدة.
أعمدة مفقودة
وأضاف :لا تزال بعض شوارع السلطانية بدون أعمدة أو أسلاك كهربائية، كما تعاني اللوحات الكهربائية في خزانات السلطانية من اهتراء كبير، مع نقص واضح في العدادات نتيجة تعرضها للسرقة ورغم ذلك، نجحت لجنة الحي مؤخرا في تركيب إنارة في الشارع الرئيسي، مما ساهم ببسط الأمان ليلاً.
اختناق في الشبكة
تعاني شبكة الصرف الصحي من انسدادات مزمنة، خاصة بين الجسرين وحارة الجيلاني، حيث تسربت المنصرفات الآسنة إلى بعض المنازل, كما أن منطقة الحاكورة تعاني من واقع كارثي في هذا الجانب، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة.
تسريبات وهدر وضعف في الضخ
تؤدي تسريبات مياه الشرب في المنازل المتضررة إلى هدر كميات كبيرة منها، مما يتسبب بضعف شديد في الضخ، ويزيد من معاناة السكان في ظل حاجة ماسة لصيانة شاملة للشبكة.
افتتاح مركز متطور للعلاج الفيزيائي
يوجد في المنطقة مركز صحي يقدم خدماته للأهالي، إلا أن الحاجة ملحّة لافتتاح قسم خاص بالنسائية والتوليد لتأمين الرعاية الصحية للأمهات، خصوصا مع عودة العائلات واستقرار السكان, كما تم افتتاح مركز متطور للعلاج الفيزيائي يخدم أبناء السلطانية والمناطق المجاورة، ويُعتبر خطوة مهمة في دعم القطاع الصحي.
مدرسة واحدة
في ظل تدمير مدرسة الدوماني بالكامل، تعتمد المنطقة حاليا فقط على مدرسة السلطانية التي تم ترميمها مؤخرا, هذا الواقع يشكل ضغطا كبيرا في الشعب الصفية، ويؤثر على جودة التعليم نتيجة الكثافة الطلابية العالية.
مطالب لتفعيل الخطوط القديمة
لا توجد باصات نقل داخلي مخصصة للمنطقة حاليا، وتقتصر حركة النقل على الخطوط التي تمر بأطراف الحي, وتطالب لجنة الحي بإعادة تفعيل خط باص “باباعمرو – الإنشاءات – السوق”، لتسهيل تنقلات السكان بشكل يومي.
خبز بجودة مختلفة
يتوفر الخبز في عدة مخابز ضمن المنطقة، لكن تختلف جودته بين مخبز وآخر، مما يدفع السكان إلى اختيار الأنسب حسب الجودة والتوفر.
الردميات عائق يومي
رغم التزام البلدية بترحيل القمامة بشكل شبه يومي، إلا أن الردميات متراكمة في عدة شوارع، خصوصا في منطقة الحاكورة، مما يعيق الحركة ويتطلب تدخلا سريعا لترحيلها, كما أن 90% من شوارع السلطانية تحتاج إلى مدّ قميص إسفلتي وصيانة فورية لتأمين بيئة آمنة ومناسبة للسكان.
وختم : عدد العوائل الأصلية في السلطانية غير محدد بدقة حاليا بسبب نزوح عدد كبير منها.
أما عدد العوائل المقيمة حاليا 800 عائلة،و عدد العوائل العائدة من أبناء السلطانية: 600 عائلة
أما نسبة الدمار فتتجاوز 80%، و عدد المنازل السليمة قليل جداً وغالبيتها بحاجة ترميم أو مدمّرة
بقي أن نقول :
السلطانية في طور التعافي، وعودة الحياة فيها تتطلب دعماً حقيقياً من الجهات المعنية، إلى جانب جهود الأهالي الذين أعادوا الأمل رغم قسوة الواقع.
بشرى عنقة