مشكلة الصرف الصحي في القصير تنذر بكارثة صحية و بيئية … حصوة : الخدمات شبه معدومة و البنى التحتية مدمرة إما كلياً أو جزئياً

مدينة القصير الواقعة في ريف محافظة حمص الجنوبي الغربي و التي عانت كثيراً خلال السنوات السابقة بسبب التدمير و التخريب الممنهج الذي مارسه النظام البائد و منذ انطلاق الثورة ، و بحسب رئيس مجلس المدينة طارق حصوة فإن عدد السكان قبل الثورة كان قرابة 63 ألف نسمة أما اليوم و مع عودة المهجرين يبلغ عدد السكان حوالي 30 ألف نسمة إلا أنه في ازدياد مستمر مع عودة الأهالي إلى منازلهم ، مشيراً أن 40 % من منازل المواطنين مدمرة بشكل كلي و 40 % تدمير جزئي علماً أن المدينة تضم حوالي 10 آلاف منزل ، و طبعاً هذا التدمير طال أيضاً البنى التحتية من طرق و شبكات كهرباء و هاتف و مياه و صرف صحي و غيرها ، كما طال التدمير كافة الدوائر الحكومية و المدارس ، و لم يسلم القطاع الزراعي من التخريب حيث أزيل الكثير من البساتين مع تخريب وسائل الري و الزراعة عموما.

و ركز حصوة على مشكلة الصرف الصحي التي تشكل خطراً جثيماً على المدينة ، مؤكداً أنه في حال عدم المعالجة فهناك كارثة كبيرة اجتماعية و صحية و بيئية ستحل بالمدينة.

و أوضح أن شبكة الصرف الصحي مسدودة بالكامل ، و منذ أكثر من ثمانية أشهر منصرفات الصرف الصحي لا تصل إلى أحواض الترسيب الواقعة إلى الشمال من مدينة القصير بحوالي 2 كم ، و هذا يعني أن منصرفات  الصرف الصحي تتجمع و تترسب في المدينة ، إضافة لحالات ارتداد هذه المياه إلى المنازل في عدة حارات ، و هذا طبعاً ينذر بكارثة صحية على المواطنين و قد يؤدي لانتشار الأمراض و الأوبئة ، عدا عن الروائح الكريهة التي لا يمكن التعايش معها ، و زادت المشكلة مع عودة المهجرين إلى منازلهم و ما نتج عنه من زيادة الضغط على الشبكة .

لافتاً أنه تتم مخاطبة جميع الجهات المعنية ، إضافة للتواصل مع المنظمات الدولية ، و هناك استجابة من بعض المنظمات التي تقوم حالياً بدراسة واقع الشبكة على أرض الواقع ، و ثمة دراسات جدية ووعود بالقيام بأعمال تسليك الشبكة و تنظيف الريكارات المسدودة بالحجارة منذ أيام النظام البائد ، وصيانة الخطوط وغرف التفتيش و التجميع التي تعرضت للتكسير و التخريب ، و استبدال أجزاء من الشبكة ، مشيراً أن كلفة صيانة الشبكة التقديرية بحسب دراسة المكتب الفني تصل إلى حوالي 200 ألف دولار ، مضيفاً أن مشكلة الصرف الصحي محصورة في مدينة القصير و لا يوجد معاناة بهذا الأمر في القرى التابعة لها .

و بالنسبة لمياه الشرب أكد حصوة أن الأمور جيدة باستثناء أحد الأحياء الذي تصله المياه من بئر مياه موجودة في القصير تغذي أيضاً المنطقة الصناعية إلا أن البئر و مجموعة التوليد خارج الخدمة منذ سنوات طويلة في عهد النظام البائد نتيجة تعرضها للسرقة و التخريب .

و فيما يتعلق بقطاع الكهرباء هناك نقص كبير بمحولات الكهرباء تصل إلى ثمانية محولات من أصل 13 محولة ، كما أن الأحياء الشمالية الغربية من المدينة غير مخدمة بشبكة كهرباء إطلاقاً نتيجة السرقة التي تعرضت لها الخطوط و الأعمدة ، و هناك تواصل مستمر مع شركة الكهرباء بهذا الخصوص إلا أنه لا يوجد أي وعود بحلول قريبة ، علماً أن معظم السكان في هذه الأحياء يعتمدون على المدخرات و ألواح الطاقة على الأقل للإنارة و لكن لا بد من القول إنهم يعانون بشكل كبير من انعدام الكهرباء في منازلهم، و هم يشكلون قرابة 30% من سكان المدينة، و أيضاً عودة المهجرين شكلت ضغطاً كبيراً على المحولات الموجودة مما يتسبب بالكثير من الأعطال خاصةً في أوقات الذروة .

و بالنسبة للمدارس بين حصوة أنه من أصل 24 مدرسة يوجد 6 مدارس في الخدمة و البقية إما مدمر بالكامل أو جزئياً و بالنتيجة خارج الخدمة ، مستدركاً أنه خلال الفترة الأخيرة تم ترميم مدرستين لتدخلان الخدمة مع بداية العام الدراسي القادم ،علماً أن المدارس الموجودة لا تستوعب العدد الكبير من الطلاب فعلى سبيل المثال إحدى المدارس درس فيها خلال العام الدراسي المنتهي حوالي 850 طالباً و طاقتها الاستيعابية لا تتعدى 300 طالب و هذا الأمر يعمم على باقي مدارس المدينة ، لافتاً أن هناك جمعيات تعمل في الوقت الحالي على ترميم و صيانة المدارس لحل مشكلة التعليم العام و نأمل أن تكون مشكلة المدارس و التعليم قد تم تذليلها مع بداية العام الدراسي القادم.

و أشار أن المدينة تعاني أيضاً من مشكلة كبيرة بالشوارع فمعظمها سيء ، إلا أن الأمر مرتبط بمشكلة الصرف الصحي ، و لا يمكن إجراء صيانة للطرق قبل الانتهاء من صيانة شبكة الصرف الصحي .

العروبة – يحيى مدلج

المزيد...
آخر الأخبار