تعد آلة الكمان من أكثر الآلات الوترية تعبيراً لأنها تجسد كل التعابير الإنسانية و يرى البعض أنها تعبر عن أرق المشاعر والأحاسيس لتصل إلى أقوى الانفعالات (كالغضب واليأس) وتتعدد تقنيات العزف عليها مما يعطيها قوة تعبير خارقة، وقد لاقـت آلة الكمان رواجاً عظيماً وانتشارا كبيرا ، ومن العازفين الذين تعلقوا بهذه الآلة وعشقت أناملهم العزف عليها العازف ايهم سعد الذي اتخذ منها رفيقا لدربه ليبوح من خلالها عن مشاعره وأحاسيسه ليذهب الى عالم من السحر والجمال الروحي.
عشق الموسيقا
وعن بداياته ونشاطاته الموسيقية قال : عشقت الموسيقا منذ الصغر وبدأت بدراستها في عمر 15 سنة وتعلقي بها هو الذي جعلني أخوض في هذا المجال الرائع مؤمنا بأن الإنسان يستطيع أن يحقق النجاح في الهدف الذي يحدده ، فالحب والشغف كانا دافعيّ القويين لتحقيق النجاح وإتقان العزف ،فتعلمت كيفية مسك آلة «الكمان» والتعامل معها بالشكل الصحيح، وكيفية وضع الكمان على الكتف ومسك القوس، فضلا عن الطريقة المثلى لإخراج النغمة الموسيقية بشكل متناغم ،وبعد أن نلت الثانوية العامة عام 2007 درست في كلية الآداب قسم التاريخ فعندما تقدمت لكلية التربية الموسيقية كان فحص الآلة يتطلب من المتقدم تقديم مقطوعات غربية وأنا كنت اعزف موسيقا شرقية ولكن تعلقي بالموسيقا وشغفي بها لايوصف وهذا الأمر لم يثن من عزيمتي وزادني إصراراً على المتابعة وتابعت دراسة الموسيقا بجهد شخصي وعلى أيدي أساتذة مختصين ومحترفين منهم الأستاذ صفوان عويل والأستاذ عمار يونس حتى اصبح لدي إلمام كامل بالموسيقا الغربية والشرقية ،ودائما أختار المقطوعات الصعبة حتى يسهل علي غيرها، فلا يهدأ لي بال حتى أتمكن من عزف أصعب الألحان.
وما أريد التأكيد عليه هو أن الوصول إلى مستويات عالية من الإتقان لا يشترط لها إلا الجهود الحثيثة المتواصلة والإصرار على تطور الأداء.وأنصح كل شاب موهوب بصقل موهبته، فان إصابة الهدف تحتاج إلى معرفة كيفية الوصول إلى ذلك الهدف.
مشاركات متنوعة
وعن نشاطاته الموسيقية قال :شاركت بالعديد من الفرق الموسيقية وفي فرقة نقابة الفنانين في حمص وشاركت بعدة حفلات وأهم الفرق التي عملت معها فرقة أميسا وفرقة كلية التربية الموسيقية وحاليا ً ومن مدة ثلاثة أشهر بدأت العمل مع فرقة مديرية الثقافة بقيادة الأستاذ حسان لباد .
الآلة المفضلة
و عن اختياره لآلة الكمان قال :آلة الكمان هي الآلة المفضلة بالنسبة لي وهي من أكثر الآلات قدرة على التعبير ونقل أحاسيس ومشاعر العازف وأكثر قدرة على عزف العديد من الأنماط الموسيقية المتنوعة وهذا السبب كان أساسا ً في حبي وتعلقي بالكمان .
له خصوصية
وعن رأيه بالعزف الانفرادي والجماعي قال : كل واحد له خصوصية والعزف الفردي يبرز قدرات العازف وإمكانياته والعزف الجماعي يخلق جواً من الفرح والمتعة لدى العازف .
ومن ابرز الموسيقيين المفضلين لديه قال : أحب من الموسيقيين محمود الجرشة واحمد الحفناوي ومحمود سرور وسعد محمد حسن وغيرهم الكثيرين ومن أهم المؤلفين الموسيقيين الفنان محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي هذا فيما يخص الموسيقا الشرقية وما فيما يخص الموسيقا الغربية منهم ديفيد اويسترخ وكوكان وهيفيتس ومن المؤلفين باخ .
البيئة الحاضنة
وعن دور الأهل في تنمية مواهب أبنائهم قال :كل شخص يُخلق وبداخله إنسان مبدع، ولكن الظروف المحيطة والبيئة الحاضنة إما أن تلعب دورًا إيجابيًا في تطوير إمكاناته وقدراته أو تحد من إمكانياته وتحطم أحلامه لذلك فان تنمية مواهب وهوايات الأبناء يقع بالأساس على عاتق الأسرة بالدرجة الأولى في متابعة الأطفال وتشجيعهم على الاستمرار في ممارسةهوايتهم كما أن تأخر الأهل وعدم وعيهم وإدراكهم لمواهب أبنائهم قد يتسبب في ضياعها فالأطفال الصغار يكونون في سن صغيرة ولا يدركون معنى امتلاكهم الموهبة و لا يدركون معنى أن يكونوا موهوبين ولا يعرفون طرق تطوير وتنمية مواهبهم وفي غالبية الحالات يكون السبب في هذا التأخر انشغال الوالدين بمتطلبات الحياة اليومية أو نقص الوعي لديهما بأهمية استثمار مواهب أبنائهما فالمواهب هي نعمة من الله، و تحتاج إلى من يرعاها ويحافظ عليها وبالنسبة لي كان أهلي هم الداعم الأساسي منذ الصغر .
عامل هام ومؤثر
وعن أهمية الموسيقا في حياتنا فال : تعتبر الموسيقا شيئاً أساسياً في حياة الإنسان وهي عامل هام في بناء كيانه وتهذيب أحاسيسه بالإضافة إلى تأثيرها على سلوكه وتنمية قدراته الفكرية وهي لغة العالم وللموسيقا فوائد كثيرة نفسية واجتماعية أهمها العلاج وستبقى تغذي الروح، وتنعش النفس، وتجعلها أكثر سموًا وجلالًا وجمالًاو تهذب الأخلاق والإحساس بشعور الآخرين وتنعكس الموسيقا ذات النغمات المفرحة وتعطي النفس الكثير من الفرح والنشاط على عكس حالة الموسيقا الحزينة التي يمكن من خلالها أن يشعر الفرد بالحزن والاكتئاب، لذلك للموسيقا تأثير ملموس على النفس وعلى الأحاسيس البشرية، فهي تنقل الإنسان من حال إلى حال، وتجعله أكثر صفاء وقدرة على الإنصات والفهم،لذلك من الأهمية الأخذ بالاعتبار الدور الهام للموسيقا في حياتنا وتوظيفها في مجالات مختلفة كالتربية والتعليم باعتبارها وسيلة اجتماعية وتربوية من مستوى رفيع ولها دور ملموس في تنمية الحس الذوقي لدى المرء.
امتلاك أسلوب خاص
وعن مقومات العزف الناجح قال :التمرين المستمر والالتزام والتمتع بالأخلاق العالية وبإحساس موسيقي رفيع،ومواكبة كل شيء في عالم الموسيقا والتواجد في بيئة فنية جيدة وان يكون له أسلوبه الخاص ورؤيته الموسيقية المميزة وعدم تقليد الآخرين وقادر على أداء العمل بكفاءة ، وعلى الموسيقي ان يسعى بشكل مستمر لتقديم أفضل ما لديه للنهوض بالمستوى الفكري و الفني في مجتمعه .
وعن طموحاته المستقبلية قال : اطمح أن أصبح عازف صولو وأشارك بأهم الفرق الموسيقية في بلدنا …
المزيد...