الدفاع المدني السوري لمسة تعافي من سنوات الحرب الطويلة .. العمل التطوعي بذرة أنتجت مؤسسة أثبتت دوراً فاعلاً في حماية المدنيين.. المبادرات التطوعية الشبابية بلسمت الآلام والجراح
قام الدفاع المدني السوري بجهود جبارة خلال سنوات الحرب بإنقاذ آلاف الأرواح من خلال العمل الإنساني التطوعي الذي دأبت المؤسسة عليه بشكل دائم
وتتجلى أهمية العمل التطوعي بالنسبةِ للفرد والمجتمع في ترسيخ أسس التضامن المجتمعي في مواجهة التحديات والصعوبات وتزيد من قدرة المجتمع على الصمود أمام الأزمات، فهي تعكس لوحة متكاملة من مساندة المجتمع لبعضه، أما على صعيد الفرد فالتطوع يزيد من مهارات الفرد على المستوى الشخصي ويزيد من ثقته بنفسه وتنمية قدراته وشعوره بالمسؤولية المجتمعية.
الدفاع المدني السوري هي مؤسسة سورية نشأت من مبادرات محلية تطوعية من الشباب الذين شعروا بالمسؤولية المجتمعية الملقاة على عاتقهم في مساعدة الأهالي عندما كان نظام الأسد يفتك بالسوريين قتلاً بحملات القصف الممنهج، وشعورهم بأهمية إسعاف المصابين وانتشال جثامين القتلى من تحت الأنقاض في ظل الوضع الكارثي الذي كانت تخلفه الغارات الجوية والقصف المدفعي على الأحياء السكنية، وتطورت المبادرات المحلية لتشكل مؤسسة ذات طابع اجتماعي خدمي يعمل من أجل المدنيين ويوصل رسائل للعالم والمجتمع الدولي بأن العمل التطوعي بذرة أنتجت مؤسسة أثبتت دوراً فاعلاً في حماية المدنيين.
دور الشباب في تعزيز العمل التطوعي
فئة الشباب في كل المجتمعات هي العمود الفقري لأي عمل تطوعي الدور الكبير للشباب في سوريا وفي العمل التطوعي برز بمشاركتهم بأعمال الدفاع المدني السوري بالاستجابات الطارئة كما حصل في الكثير من حالات القصف خلال السنوات الماضية والاستجابة لكارثة الزلزال المدمر في العام 2023 حيث تشكلت فرق تطوعية منتظمة من الشباب في المدن والبلدات التي لم يضربها الزلزال أو كان فيها أثر الزلزال ضعيفاً وتوجهت إلى الأماكن الأكثر ضرراً جراء الزلزال لتقديم المساعدة لفرق الدفاع المدني السوري، كما أن وجود الشباب بين صفوف الدفاع المدني السوري يضيف طاقة كبيرة ويعزز من قدرة فرقنا على التوسع والتأثير، ويسهم في ترسيخ ثقافة التطوع كجزء من الهوية المجتمعية.
دور الدفاع المدني في المبادرات التطوعية
شارك الدفاع المدني السوري في الكثير من المبادرات التطوعية الشبابية على مختلف مواضيعها وأهدافها حيث كانت هناك مبادرات تطوعية لإيواء النازحين خلال السنوات الماضية وعمل على نقل المدنيين ومتاعهم والمساعدة بتجهيز المخيمات وتوفير البنية التحتية لها، بالإضافة إلى مبادرات الشراكة المجتمعية التي كان له دور كبير فيها ومبادرات التدريب للفئات الشبابية على الطوارئ والأزمات وتقديم الإسعافات الأولية بهدف زيادة القدرات الشبابية في المجتمع لتكون مستجيبة ورديفة في حالات الطوارئ.
الإجراءات المتخذة لتعزيز العمل التطوعي
يوفر الدفاع المدني السوري كما ذكرنا سابقاً الكثير من التدريبات لبناء القدرات والاستجابة للأزمات ويفتح الباب أمام الجهود التطوعية بشكل منتظم للمساعدة في أعماله التي ينفذها ضمن برامج عمل المؤسسة ويوفر التسهيلات اللازمة لذلك.
الصعوبات التي يواجهها المتطوعون
خلال السنوات الطويلة الماضية من عمر الحرب في سوريا واجه متطوعو الدفاع المدني السوري صعوبات عديدة من أبرزها الاستهداف المباشر للفرق المستجيبة خلال حملات القصف حيث كانت تستجيب للغارات الجوية والمدفعية لإنقاذ المدنيين ليقوم نظام الأسد وروسيا بإعادة استهداف هذه الفرق بشكل متعمد ليمنعها من مواصلة الاستجابة، إضافةً لحملات التضليل الإعلامي التي كان يستهدف بها مؤسسة الدفاع المدني السوري لتشويه سمعتها، كما كان لحملات التهجير الممنهج الأثر النفسي الكبير على حياة المتطوعين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم جراء التهجير.
دور الجهات المعنية في دعم العمل التطوعي
للجهات المعنية والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في سوريا دور هام وكبير في تعزيز ثقافة العمل التطوعي ودعم التطوع في المجتمع السوري من خلال توفير المبادرات التطوعية ودعمها مادياً ولوجستياً ما يسهم في زيادة مشاركة الشباب في الأعمال التطوعية المدعومة، إضافةً لدورها في توفير التدريبات المتخصصة في إدارة المتطوعين وقيادة المبادرات التطوعية وتنظيمها.
إحصائيات عن عمل المتطوعين خلال الستة أشهر الماضية
الإطفاء 5970 عملية
الإسعاف 55 ألف عملية
الإنقاذ 296 مصاب تم إنقاذهم وانتشال 147 جثة من قبل فرقنا في 131 عملية استجابة لحالات قصف.
ختاما
نأمل ونتطلع بشكل كبير للدور الهام للجهات الحكومية في تطوير ثقافة العمل التطوعي ودعم المؤسسات والفرق التطوعية لتكون عاملاً هاماً في بناء المجتمع السوري المتماسك والمتكاتف في مواجهة الأزمات.
لانا قاسم