انطلقت أعمال القمة الأكاديمية السورية للابتكار والتعليم والبحث والإصلاح (سفير 2025)، اليوم على مدرج جامعة دمشق بحضور عدد من الوزراء وأكثر من 300 مشارك من الأكاديميين والطلاب وصنّاع القرار والباحثين من داخل سوريا وخارجها.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي في كلمة خلال أعمال القمة: ”نعلن من دمشق عاصمة الحضارة والعلم، انطلاق القمة الأكاديمية السوريّة التي نضع بها لبنَة جديدة فِي مسار بناء الجامعات وتجديد البحث”.
وأضاف الحلبي: “نعلن أيضاً عن حدث علميّ تاريخيّ وهو إطلاق “موسوعة التعليم العالي العالمية”، بما تمثله من جسر معرفيّ يصل ماضي الأمم بحاضرها ويمدّ يد العلم إلى المستقبل”.
وبين الحلبي بقوله: “عانت منظومتنا التعليمية طويلاً من التحديات والحروب والعُزلة، غير أنها لم تفقد يوماً إيمانها بأنّ العلم هو سلاح البناء بعدَ الدّمار، واليومَ نؤسس لرُؤية إصلاحية جريئة، تعيد للتعليم العالي استقلاليته، وللبحث العلمي نزاهته، وللمؤسسات الأكاديميّة حرّيّتها، تحت مظلة قانون عادل، وحوكمة راشدة، ورقمنة شاملة”.
وأشار الحلبي إلى أن إصلاح منظومة التعليم العالي في سوريا ليس ترفاً ولا خياراً، بل هو شرط البقاء في عصر تتسارع فيهِ المعارف والتقنيات والإصلاح الذي نريده إصلاح مُتدرّج متكامل، يبدأ من تحديث المناهج وأساليب التدريس، ويمتد إلى ربط الجامعات باحتياجات الاقتصاد الوطني، ويتوج بإنشاء مراكز تميز بحثي تسهم في صناعة العلم العالمي.
وأوضح الحلبي أن إطلاق موسوعة التعليم العالي العالمية من دمشق له دَلالات عميقة، فهو يُجسد إرادتنا في أن نكون شركاء حقيقيين في إنتاج المعرفة الإنسانيّة، وأن نسهم بخبراتنا وتجاربنا في نسج شبكات التعليم والربط الأكاديمي على المستوى الدولي.
وأكد الحلبي أن “هذه القمة ليست مراجعة للماضي فحسب، بل هي إعلان بدء رحلة جديدة نحو إصلاح عميق وشامل تجتمع فيه إرادة الدولة، وعزيمة الأكاديميين، ودعم المجتمع، في مسار واحدٍ يُعيد للتعليم العالي السوري مكانته الإقليمية والعالمية”.
وتهدف أعمال القمة إلى صياغة خارطة طريق وطنية لإصلاح التعليم العالي، وربطه بجهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة.