الخسائر أكبر من أن تحصى .. الحــرب ترخــي بثقــل ظــلالها على دائـــرة النفــايات الصلبــة

تهدف التقارير المتتالية التي تنشر عبر صفحات العروبة لتتبع آلية عمل النفايات الصلبة و المخطط التوجيهي الذي قامت عليه و الخطط الإسعافية التي لجأت إليها في ظل الحرب واستبيان الواقع عن كثب ,وخاصة أن عمل هذه الدائرة ذو علاقة تخديمية بشكل مباشر مع المواطنين و حياتهم اليومية , وتتبع أهم الأهداف الإستراتيجية وفق الإمكانات المتاحة واستعراض الصعوبات لإمكانية الإفادة و المساعدة بتذليلها نظراً لما له من أهمية بالغة بإقامة التشاركية بين القطاعات الخدمية و الإعلامية في نقل و توضيح الصورة الواقعية و الحقيقية لآلية العمل بما ينعكس إيجاباً على النهوض بالواقع الخدمي الذي يلبي حاجة المواطن ..
وتهدف الدراسة التنفيذية لمشاريع إدارة النفايات الصلبة في الخدمات الفنية بحمص إلى وضع خطة متكاملة بدءاً من أعمال النظافة في الوحدات الإدارية ( جمع وترحيل القمامة ) وصولاً إلى محطات الترحيل التي تقوم بنقل النفايات إلى مراكز المعالجة وأماكن التخلص النهائي منها ( المطامر
) وفق معايير فنية وبيئية محددة .

19 محطة تجميع
و أشار مدير الخدمات الفنية المهندس أمين العيسى أنه تم و قبل سنوات الحرب وعن طريق جامعة البعث قسم الدراسات الهندسية وضع دراسات لمشاريع النفايات الصلبة في المحافظة بحيث تم اختيار و دراسة المواقع لهذه المشاريع بحيث تغطي كافة مناطق ريف المحافظة ,وتم الحصول على موافقات تقييم الأثر البيئي لهذه المواقع و تضمنت الخطة إنشاء تسع عشرة محطة تجميع و ترحيل نفايات بواسطة الحاويات المعدنية و الروافع الخطافية وإنشاء خمسة مطامر صحية معزولة صحياً لطمر النفايات العضوية فيها و تزويد بعضها بخطوط فرز ميكانيكي ووحدات معالجة بيولوجية لمعالجة المنصرفات السائلة و الرشاحة الناتجة عن عملية الطمر الصحي على طبقات في خلايا المطامر الصحية و هذه المطامر تغطي جغرافيا المحافظة وفق طريقة المعالجة في الأوتوغلاف (التعقيم بالبخار) ومن ثم طمر هذه النفايات بعد تعقيمها في المطامر الصحية و تمت المباشرة بتنفيذ هذه المشاريع بين عامي 2010-2011
قبل و خلال
و أضاف: ما إن انتهت فترة الإنشاء أو وصلت إلى خواتيمها حتى بدأت الحرب الكونية على بلدنا و كانت أغلب هذه المشاريع عرضة للعمليات الإرهابية من تدمير وخراب ونهب و سرقة كون معظمها يقع في مناطق ساخنة
وبالتالي خرجت هذه المنظومة كاملة عن العمل و توقف العمل بهذه المشاريع و سحبت الأعمال لبعض المشاريع وقام معظم المتعهدين برفع دعاوى قضائية على مديرية الخدمات الفنية بحمص لفسخ العقود في المحكمة الإدارية العليا و حكمت لهم باعتبار الأعمال منتهية في النقطة التي وصلت إليها هذه المشاريع الأمر الذي وضع الدائرة أمام واقع صعب و انتكاسة كبيرة في العمل لذا لجأت الدائرة إلى الخطة البديلة .
خطة إسعافية
و ذكر رئيس دائرة النفايات الصلبة المهندس محمد شلهوب أنه تم اللجوء للخطة الإسعافية ريثما يتم تأهيل و استثمار المحطات و المطامر الصحية و توفر الروافع الخطافية, و أصر كادر العمل و عناصر الدائرة أمام هذه التحديات على النهوض بواقع العمل في مجال معالجة النفايات و الحد من آثارها السلبية على البيئة و المجتمع و ضمن الإمكانات المتاحة …
و في ظل ظروف الحرب و تداعياتها انبرى فريق شاب من المهندسين الأكفاء و المخلصين لوضع خطط بديلة لمعالجة النفايات اليومية و التخلص الآمن منها ونقلها من التجمعات السكنية و الوحدات الإدارية التي أصبحت ذات كثافة أكبر من أحياء المدينة ,وعليه قام الفريق بإعداد دراسة لتجميع النفايات اليومية في مراكز تجميع أو ساحات أطلق عليها اسم المكب المركزي تقوم عدة وحدات إدارية ومن خلال محضر فيما بينها وبين الدائرة على اختيار موقعه وترحيل نفاياتها اليومية إلى هذه المكبات المركزية و إغلاق كافة المكبات العشوائية التي تم فتحها من قبل عدد من الوحدات الإدارية ومعالجتها بطرق فنية و بيئية آمنة وذلك من خلال طمرها بالمكان بتربة كدانية بعد رص النفايات القديمة وتجميعها في منطقة محددة ..
كما تم اتخاذ إجراء آخر في بعض المناطق وذلك عن طريق الترحيل المباشر إلى ساحات خاصة في المطامر الصحية التي لم تكن قد أُهلت بعد وذلك كخطط إسعافية و بديلة لمعالجة النفايات وترحيلها بأحسن المواصفات و أقل التكاليف من حيث إعداد الدراسة وتدقيقها بشكل ذاتي ضمن شعبة الدراسات في الدائرة نفسها و هذا أمّن وفراً في كلفة المشاريع مقارنة بالتكاليف في الدوائر الأخرى وعليه تم إغلاق كافة المكبات التي كانت منتشرة وازدادت بشكل كبير في ظل الحرب بحيث وصل عددها إلى 117 مكباً عشوائياً منتشرة على كامل ريف المحافظة ومناطق خارج التنظيم في الوحدات الإدارية المختلفة وأغلق منها حتى الآن ما يزيد عن 70 مكباً عشوائياً, و نعمل بشكل مستمر لمعالجتها بكافة الطرق والوسائل والإمكانيات المتاحة..
الإعتماد على الخبرات المحلية
وأضاف شلهوب :مع تحسن الظروف وبدعم من المحافظة و وزارة الإدارة المحلية و البيئة استطاعت دائرة النفايات الصلبة النهوض بواقع المشاريع التي كانت عالقة إبان الحرب و ذلك من خلال تأمين الدراسة الجيدة و التعاقد على مشاريع إعادة تأهيل محطات التجميع و الترحيل و في مقدمتها محطة ترحيل نفايات حمص و الحوز و صدد وتارين و تلكلخ و مطمري القصير و الفرقلس وتعتبر من المشاريع الحيوية و الإستراتيجية الهامة على مستوى القطر والتي تخدم قطاعاً واسعاً على مستوى المحافظة ,و توجهت شعبة الدراسات في دائرة النفايات الصلبة إلى ابتكار طريقة عملية بموافقة الوزارة تقلل من الكلفة الاقتصادية لتشغيل المحطات و ذلك بالاستغناء عن الروافع الخطافية غير المتوفرة و ذات الكلفة المالية العالية من حيث أسعارها و نفقات تشغيلها و ذلك بتصميم و تركيب شاسيهات مدولبة تثبت عليها الحاويات الموجودة في المحطات بعد صيانتها و تأهيلها من الناحيتين الكهربائية و الميكانيكية , كما تم تقديم مقترحات لمعالجة النفايات الطبية عن طريق تقديم منظومة متنقلة لمعالجة النفايات الطبية (مرمدات متنقلة تستخدم التعقيم بالأتوغلاف على الحرارة الجافة) و هي خطوة قيد التنفيذ بحال تم تأمين هذه المنظومات من الوزارة ..
بصدد الدراسة لمعالجة النفايات الخطرة
و أضاف شلهوب : تستمر دائرة النفايات الصلبة تقديم كافة الخدمات لمعالجة النفايات الصناعية غير الخطرة للقطاع الصناعي وفق شروط ومواصفات تقنية و فنية و بيئية مناسبة و هي بصدد وضع دراسات معالجة النفايات الخطرة
و أكد أن الفريق لديه طموحات و رؤى إستراتيجية تتمثل بعدة نقاط و أهمها الانتهاء من عمليات تأهيل وصيانة كافة مشاريع النفايات الصلبة و حل كافة القضايا العالقة من الناحية القانونية لهذه المشاريع ومع المتعهدين الناكلين بما يضمن و يحقق مصلحة الإدارة و المصلحة العامة و حماية المال العام , وإغلاق مطمر دير بعلبة الصحي و تحويله إلى أكبر تجمع للحدائق و الملاعب و المسطحات الخضراء و ذلك عن طريق تشغيل مطمر الفرقلس الصحي ومحطة حمص بعد الانتهاء من تأهيلهما و تجهيزهما بما يلزم ….
كما أنه من الضروري تأمين كافة مستلزمات العمل الضرورية لخدمة المحطات و المطامر الصحية و الروافع الخطافية و التركسات و الضواغط لجمع القمامة و غيرها من المعدات ..
دولبة الحاويات…ذات جدوى اقتصادية
و هنا أشار شلهوب إلى أنه تم الاعتماد على خطة بديلة و أكثر جدوى اقتصادية لحل مشكلة عدم توفر الروافع الخطافية و غلاء أسعارها وتكاليف تشغيلها وهي دولبة الحاويات المعدنية عن طريق تركيبها على شاسيات و قطرها برؤوس قاطرة إلى المطامر الصحية…
و أوضح أن العمل جاد لإتمام تأهيل كافة محطات تجميع وترحيل النفايات و بالتالي إغلاق المكبات المركزية المستثمرة حالياً و تأهيلها بالطرق الفنية البيئية المناسبة ..بالإضافة لضرورة استكمال تأهيل و صيانة المطامر الصحية في القريتين و السخنة و تدمر و استثمارها بالشكل الأمثل..
كما تحدث شلهوب عن ضرورة الاعتماد على تفعيل الفرز المنزلي و القيام بحملات التوعية و التعريف بأهمية قطاع النظافة من كافة النواحي الاجتماعية و الاقتصادية و البيئية وتوظيف اليد العاملة في قطاع النظافة و استثمار القوى البشرية و جذب رؤوس الأموال و تشجيعها للاستثمار في قطاع النظافة لمواكبة التطور و إعادة الإعمار وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين..
مصادر للطاقة
و أكد شلهوب أنه من الضروري اليوم التوجه لمشاريع استخلاص الطاقة و توليدها كالغاز و الكهرباء من الغازات الدفيئة والأسمدة و المنتجات الورقية و المعدنية و الزجاجية و البلاستيكية .. وغيرها من المشاريع الحيوية التي يمكن تطبيقها على النفايات و ذلك عند رصد الاعتمادات اللازمة لذلك..
بالإضافة إلى تشجيع البحوث العلمية لإيجاد الحلول و الطرائق الخلاقة لمعالجة النفايات و الاستفادة منها و تحقيق عائد ووفر على خزينة المال العام..
و أوضح شلهوب أن كل ما سبق ذكره يمكن تحقيقه بعد تشكيل فريق و كادر مدرب لإدارة النفايات و تأمين الدورات و البعثات العلمية لهم واختيار الأفضل منهم للاستفادة من هذه الطاقات للتصدي لهذه المهمة ..
و أشار إلى أنه من المفيد اليوم العمل على تفعيل قرار فصل دائرة النفايات الصلبة و تحويلها إلى مديرية مستقلة بحد ذاتها و تحقيق استقلاليتها من الناحية الإدارية و المالية و الفنية و تأمين كافة المستلزمات المادية و اللوجستية وتوفير البنية التحتية لهذه الخطوة , و وضع دراسات مستقلة لمعالجة النفايات الصناعية والطبية و تأمين كافة المستلزمات الضرورية لذلك و البحث الدائم عن الطرق الأحدث و الأكثر كفاءة وملاءمة للواقع..
ضعف التمويل أولها …
و أشار شلهوب أن العمل في الدائرة يعترضه العديد من المعوقات التي تحول دون تحقيق الطموح بالسرعة المطلوبة وأولها غياب الاعتماد الكافي لتمويل مشاريع النفايات الصلبة , إضافة إلى غياب الحوافز و المكافآت المحفزة وطبيعة العمل لكافة العاملين في الدائرة ..
كما أن المتميزين بالعمل لم ينالوا أياً من المكافآت لتقدير جهودهم المبذولة في الدراسة و التدقيق و إيجاد الحلول ذات الجدوى الاقتصادية الأفضل.. و أكد أن الغياب التام للبعثات والدورات التدريبية للكوادر له دور في إعاقة سير العمل بطرق متطورة …
و أشار شلهوب إلى الدور السلبي الذي يلعبه التأخير في تصديق عقود الدائرة بشكل خاص تلك التي لا تحتمل التأجيل أو التأخير ..
أخيراً
بما أن إدارة النفايات الصلبة تتم على أساس نظام متكامل لايمكن فصله بين عمل الوحدات الإدارية و عمليات المعالجة إذ تتضمن أعمال الأولى جمع ونظافة ورش المبيدات وترحيل النفايات إلى محطة الترحيل) , وتختص الثانية بالمعالجة والتخلص من النفايات بالطرق العلمية المناسبة كالمطامر و معامل الفرز الميكانيكية و معالجة النفايات الطبية و إدارة الأنقاض وطمر ومعالجة النفايات الصناعية الخطرة و تأهيل المكبات العشوائية.. وبهذا التكامل يتم التخلص من الآثار البيئية السلبية على اختلاف مستوياتها ..
و يبدو – بحسب المتخصصين – أنه من الضروري الموافقة على مقترح وزارة الإدارة المحلية بإحداث مديرية إدارة النفايات الصلبة وتتولى هذه المديرية الإشراف على أعمال النظافة واستثمار وتشغيل منشآت المعالجة ومحطات النقل وغيرها من المهام ,وأصبح الاستقلال الإداري والمالي لعمل دائرة النفايات الصلبة ضرورة ملحة لحسن سير العمل لأن دائرة النفايات الصلبة تتطلب سرعة البت بالقرارات لحل المشاكل اليومية وخاصة في ظل الظروف الراهنة..
هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار
جراء العدوان الإسرائيلي على المعابر الحدودية… أضرار كبيرة تلحق بمعبر الدبوسية الحدودي وجسر قمار بريف... الصرف الصحي في الفحيلة وتل زبيدة ينذر بتلوث بيئي... عبد النور :نطالب بتوسيع المخطط التنظيمي ... كلية العلوم الصحية بجامعة البعث تكرم 260 طالباً وطالبة من خريجيها الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... البدء بأعمال إعادة تأهيل الطريق الدولي بين معبر جديدة يابوس والحدود اللبنانية قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة عدد العروبة 15638 'pdf"ليوم الأربعاء 27-11-2024 مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق بعلامة ٩٣ وبتقدير امتياز...منح الطالب يوسف غازي كاجان درجة الدكتوراه في الرياضيات