جاليتنا في المهجر ..سفراء يحملون الوطن في قلوبهم

هم كالشهب منثورين في مختلف دول العالم….مهما بعدت المسافات، ومهما طال الغياب، يبقى الوطن في قلوبهم، يفرحون لفرح أهلهم ضمن جغرافية الوطن, ويتألمون عندما يتألم من يسكنون في ثنايا الجسد السوري أينما تواجد أبناؤه.

هم جسر حضاري، يربط الوطن الأم بالوطن الآخر في المهجر،ولنا تجارب عميقة يشهد لها التاريخ ،فقد أقام السوريون المهاجرون منذ القدم الجمعيات والروابط والملتقيات, ضمت شعراء وكتاب وأطباء ومن مختلف المهن والشرائح قدمت الكثير للإرث الثقافي والحضاري لسوريا الأم.

هم على العهد دائماً, فقد عبروا أمس في نيويورك ،خلال استقبالهم للسيد الرئيس أحمد الشرع،أنهم يعيشون في المهجر والمغترب جسداً,لكن العقل والروح معلقة برائحة تراب الوطن الغالي.

الحفاوة والتقدير التي أظهرها أبناء سوريا تؤكد الروح الوطنية التي تسكن أبناءنا أينما حلوا،وأهمية دورهم في تعزيز العلاقات مع شعوب العالم في الدول التي يقيمون بها.

هم ثروة وطنية  يجب أن يعول عليها اليوم وفي المستقبل ،سواء من خلال الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم ,ومن رؤوس الأموال التي يمكن توظيفها في مشاريع استثمارية في البلد الأم في مختلف القطاعات  تنعكس نتائجه الإيجابية على الوطن وأبناء الوطن.

أبناء سوريا,منتشرون في كل بقاع العالم،منذ أزمان بعيدة تركوا أرض الوطن مرغمين بحثاً عن الرزق،وأينما حلوا تركوا بصمات واضحة تثبت أصالة هذا الشعب،كانوا خير سفراء بدون مناصب رسمية،هم في وجدانهم يعتبرون أنفسهم كذلك.

وطالما هم أخوة وأشقاء وأبناء لنا،فإن لهم من الحقوق كما لأبناء الوطن ,والمشاركة في كل ما يتعلق بالوطن سواء من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وحتى المشاركة في بناء الدولة والمؤسسات وحتى الانتخاب والترشيح،وعليهم واجبات أن يقدموا خبراتهم وخلاصة خبراتهم  لتعزيز النهوض, والتطور في مختلف المجالات بعيدا عن الغوص في مجال الربح والخسارة.

وما أظهره أبناء سوريا اليوم ليس جديداً,والسوري تراه أينما حل يبحث عن السوري لمساعدته وتقديم واجب الضيافة، وعندما يحل ضيفاً بحجم الرئيس،فلابد أن تكون الضيافة تليق بمن يمثل كل السوريين بكافة أطيافهم وانتماءاتهم.

هكذا أبناء سوريا كرماء في العطاء، أمناء على حمل الأمانة مهما بعدت المسافات ومهما طال الزمن.

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار