أيام قليلة, ويقف السيد الرئيس أحمد الشرع على أكبر منبر عالمي ليخاطب العالم بأثره حول الواقع الذي تمر به بلادنا بعد سنوات طويلة من الحرب والتدمير,يقف ليخاطب الضمير العالمي،ممثلاً لشعب يحمل أحلامه وأمانيه في أن يساعد هذا العالم في التخفيف من محنته ومعاناته نتيجة ماتعرض له من أضرار.
سنوات طويلة من الصراعات والحروب استنزفت الاقتصاد السوري,ووضعت الغالبية من أبناء هذا الشعب تحت خط الفقر, و جاءت العقوبات التي فرضت على البلد من مختلف الهيئات والدول,وفي مقدمتها قانون قيصر الأمريكي لتزيد المعاناة، فازدادت أعداد الذين هاجروا خارج البلد، وعاش الكثيرون لاجئين في مخيمات تفتقر لمقومات الحياة العادية.
الرئيس ذهب للأمم المتحدة التي غابت سوريا عن حضور اجتماعاتها بهذا المستوى, منذ أكثر من ستين عاماً, ذهب بحمل ثقيل وملفات معقدة تحتاج إلى جهود استثنائية لحلحلتها، لأن الحلول ليست بأيدي السوريين,ولابد من مساعدة الدول التي لها علاقة بهذه الملفات من أجل تحقيق نتائج إيجابية تتيح للسوريين المضي في إعادة ما دمرته الحرب، وإعادة أيضاً دوران عجلة الإنتاج لإعادة بناء الاقتصاد المنهك.
على الجانب الآخر,وهو الأهم موضوع السيادة السورية على أراضيها،والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة تحت نظر العالم وسمعه, هذه المسألة تزيد في المعاناة وتحمل الدولة مالا طاقة لها به حالياً,ولابد من تحرك المجتمع الدولي في هذا الاتجاه لكبح جماح هذه الانتهاكات الخطيرة على مستقبل سوريا.
السوريون يعلقون آمالاً عريضة على العمل الكبير الذي تقوم به القيادة, ويأملون أن تنعكس إيجابياً على حياتهم ومستقبل أبنائهم,وأن يتجاوزوا المحن التي عاشوها خلال السنوات الماضية.
الذهاب إلى الأمم المتحدة،دون شك هي نقلة نوعية تؤكد انفتاح سوريا على العالم، وعودتها إلى العالمية بعد معاناة مريرة, وستكون العودة ميمونة من الباب الواسع, والخطوة الأولى والأهم في التأسيس لمستقبل عنوانه التعاون مع الجهود الدولية الصادقة من أجل تجاوز سوريا للمرحلة السابقة التي أحدثت شرخاً واسعاً في علاقاتنا مع الكثير من دول العالم.
عادل الأحمد