دور السينما الحمصية هياكل بلا أرواح… هل تُبْعث من جديد؟

إعادة الحياة لصالات السينما بحمص و ترميمها بعد التخريب و الدمار الذي أصابها بفعل الجماعات الإرهابية المسلحة أصبح مطلبا ملحا خاصة و أن الحياة الطبيعية عادت إلى مركز المدينة كما أن الإقبال الجماهيري لحضور ومشاهدة الأفلام السينمائية على مسرح دار الثقافة كبير جدا و أحيانا تكاد الصالة لا تتسع للجمهور الذي من حقه أن يحظى بصالات عرض سينمائية أسوة بحلب التي طردت الإرهابيين منذ عدة أشهر وعادت صالاتها للعمل بعرض الأفلام السينمائية… و للتذكير ففي حمص وقبل الحرب الكونية على سورية كان لدينا ثلاث صالات  سينمائية قيد الخدمة هي سينما حمص و الأمير والكندي « موقع سينما الزهراء سابقا» والتي تم ترميمها وتزويدها بأجهزة عرض سينمائية متطورة وعرضت الكثير من الأفلام و منها أفلام «مهرجان دمشق السينمائي» كما احتضنت الكثير من المهرجانات السينمائية وخاصة تلك التي سميت بـ أيام  رفيق أتاسي السينمائية وعروض الأفلام التسجيلية للشباب وبعض الأنشطة الهامة في الوقت الذي توقفت بعض الصالات السينمائية ومنذ وقت طويل عن العمل مثل صالة سينما الأوبرا والتي هدمت وبني مكانها مجمعات تجارية في المنطقة وكذلك سينما الشرق والفردوس والحرية ..
في ظل هذا الواقع ظهرت جهود بعض الفعاليات الثقافية بحمص وخاصة مديرية الثقافة التي تصدت لهذه المهمة وجهزت مسرح دار الثقافة المخصص للعروض المسرحية بشاشة كبيرة  وجهاز «إسقاط» لعرض الأفلام السينمائية ، كما كان لنادي السينما بحمص دور بعرض الكثير من الأفلام السينمائية في الجامعة وفي  المركز الثقافي العربي خلال السنوات الست الماضية .
حول هذا الموضوع أوضح مدير الثقافة معن إبراهيم للعروبة أن حمص قبل عام 2011 كان فيها عدد لابأس به من دور السينما الخاصة و العامة لم تكن ضمن التجهيزات الممتازة و لكنها كانت جيدة بتقديم بعض الأفلام و تنشيط الحركة الثقافية و خلال الحرب على سورية دمر الإرهاب و حرق عددا كبيرا منها حتى أن سينما الكندي التي تتبع للمؤسسة العامة للسينما و كانت الأفضل بالتجهيزات تعرضت لحرق و تخريب و نهب بشكل كامل و لأن مدينة حمص تحتاج لدور سينما جيدة أبرمت المؤسسة العامة للسينما عقدا مع مجلس مدينة حمص لإعادة تأهيل سينما الكندي مع بداية عام 2019 بكلفة 700 مليون ليرة سورية.
و يضيف إبراهيم بأنه تم إعادة شكل من أشكال الحياة السينمائية بانتشار العديد من أماكن السينما و الملتقيات إضافة إلى المكان الوحيد و هو مسرح دار الثقافة الذي تم تجهيزه بجهاز عرض سينمائي و تقوم المديرية بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما بعرض فيلم كل أسبوع إضافة لأفلام ترسلها المؤسسة و لاحظنا عروضا لعدد كبير من الفنانين و المنتجين الذين شاركوا بافتتاح أفلامهم الجديدة و الملاحظ استقطاب عدد كبير يصل إلى الألف في كل عرض لتبقى الحركة السينمائية في هذه المحافظة.
الدكتورة ديالا بركات رئيسة شعبة التنقيب و معاونة رئيس دائرة الآثار و المتاحف قالت: الحرب تركت أثارا سلبية على البنية التحتية لمدينة حمص و منها دور السينما التي هي أكثر مكان يرغب الناس أن يتواجدوا فيها بشكل طبيعي و هي و إن كانت في بلادنا ترفا ثقافيا إلا أنها حاجة معرفية و أهميتها كأهمية المدارس التعليمية و ليست أمرا ثانويا و نحن نتمنى افتتاح و لو «دار سينما» واحدة بالحد الأدنى بعد أن عادت الكثير من الفعاليات التجارية و الاقتصادية إلى مركز المدينة و بالموازاة مع عودة المقاهي التراثية مثل مقهى الفرح و مقهى الروضة بعد ترميمهما و دائرة الآثار و المتاحف و إذا ما تم ترميم سينما “الكندي” يمكن تنشيط الحركة و الحياة للراحة و التسلية و القراءة علما أن المبنى حافظ على نفسه و يحتاج لترميم بسيط ليحافظ على هويته بنوع المواد المستخدمة و نمط العمارة و يمكن العمل على استقطاب الكثير من الفعاليات و الجمهور إلى السينما باتفاقيات مع الجامعة و المدارس و مديرية الثقافة لعرض الأفلام و استخدام المسرح لفعاليات فنية على أن يكون هناك ضوابط بنوع الأفلام التي سيتم عرضها و ثمن البطاقة و تنوع الجمهور خاصة الأطفال و أن تكون العروض تثقيفية و مفيدة بنفس خفيف يكسر روتين الجدية للتسلية و المتعة .

العروبة- بديع سليمان

المزيد...
آخر الأخبار