كان وما زال لدائرة تعليم الكبار في محافظة حمص دورا هاما في الحد من الأمية و تأهيل المنقطعين عن الدراسة للعودة إلى صفوف العلم والمعرفة.
و في لقاء أجرته العروبة مع مدير تعليم الكبار والتنمية الثقافية توفيق الموسى أوضح أنه بدئ العمل على خط التنمية الثقافية منذ عدة سنوات و تم تحقيق انجازات هامة في هذا المجال ولكن توقف العمل منذ عام ٢٠١١ بسبب الحرب التي تسببت بتهجير السكان ,و استمرت فقط دورات تعليم الأبجدية.
مبيناً انه تم وضع خطة لتنمية المسارين و لاسيما التنمية الثقافية التي تستهدف الفئات العاملة التي تتم تهيئتها للدخول إلى سوق العمل والإنتاج.
حيث تم افتتاح دورات بعدة مجالات أهمها الغرافيك و الديزاين و الإكسسوارات وصناعة الشمع و الحلويات بالتعاون مع الجمعيات بسبب ضعف الإمكانيات في الوقت الحالي نتيجة عدم تخصيص موازنة مالية حتى الآن.
مشيرا أنه يوجد إقبال كبير من قبل الشباب لإتباع هذه الدورات بالإضافة إلى دورات الأبجدية أيضا بالتعاون مع الجمعيات المحلية
موضحا أن خطة العام الحالي تتضمن إقامة ٢٤ دورة تعليم نفذ منها ٧ حتى الآن و٨ دورات تنمية ثقافية حققنا منها ٥ دورات و دورة حاسوب.
مشيرا أن دورة محو الأمية تستغرق ٦ أشهر كمستوى أول,ولمن يرغب المتابعة في المستوى الثاني يخضع لدورة مدتها ٣ أشهر
و المستوى الثالث وهو الأهم لأنه بمثابة امتحان تمكين لمن يمتلك مستوى جيداً تعليمياً و لم يتمكن من متابعة دراسته فتتم تهيئته و تدريبه ليخضع لامتحان تمكين يجري كل ٣ أشهر وفي حال نجح المتقدم يمنح شهادة تعادل شهادة الصف السادس سابقا تمكنه من تقديم امتحان التعليم الأساسي والحصول على شهادة بأقرب عام دراسي.
مشيرا أن عدد المتقدمين جيد لاسيما العائدين إلى المحافظة بعد التحرير خاصة الذكور.
و ذكر الموسى أن الإجراءات المتخذة للحد من الأمية تعتمد بالدرجة الأولى على المجتمع المحلي, وكذلك مديرية التربية التي لها دور في تأمين المكان و المدرسة والمدرسين إضافة إلى التواصل الاجتماعي مع المجتمع و الشؤون الاجتماعية والعمل و كافة الفعاليات الاجتماعية في المحافظة إضافة إلى المنظمات.
مبيناً أنه في كل عام يتم الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف في ٨ أيلول من كل عام و هذا العام أقيمت بعض المحاضرات عن أهمية العلم ..
و خلال السنوات القادمة حسب ما أكده الموسى سيتم افتتاح دورات في الريف والمدينة.
و بين الموسى أن نسبة الأمية في محافظة حمص تقدر بحوالي ١٣% وهي نسبة غير دقيقة, و النسبة الصحيحة تتطلب إجراء إحصاء دقيق
مشيرا أن نسبة الإناث هي المرتفعة و تبلغ ٩%.
و أوضح أن أهم أسباب ارتفاع الأمية هو الحرب والتهجير سواء الخارجي أو الداخلي و الصعوبات الاقتصادية خاصة في الريف بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة ,إضافة إلى التساهل في إلزامية التعليم خلال السنوات السابقة وعدم تطبيق العقوبات على ذوي الطلاب المتسربين مما ساهم في زيادة أعدادهم ,كما أن الحالات الاجتماعية في بعض المناطق تحرم الإناث من متابعة تعليمهن نتيجة العادات البالية و الجهل..
لانا قاسم