كانت ربات البيوت منذ سنوات تتفنن في إعداد أصناف متنوعة من المؤونة والمواد الغذائية ليتم تخزينها للاستفادة منها في فصل الشتاء، لكن غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من المواطنين دفع العديد من الأسر للعزوف عن تخزين مؤونة الشتاء بشكل كبير والاكتفاء بالقليل.
اعتادت الأسر مع نهاية شهر آب وبداية أيلول التجهيز لمؤونة الشتاء وخاصة (المكدوس) والملوخية وورق العنب والبقوليات بأنواعها، ودبس البندورة والفليفلة والمربيات ، والمخللات، إضافة إلى تجفيف الفواكه (التين والعنب ) مثلا، لكنهم في السنوات الأخيرة قننوا احتياجاتهم وأصبح إعداد المؤونة نوعا من الرفاهية للكثيرين خاصة وأن إعدادها يتزامن مع افتتاح المدارس وشراء مادة المازوت لغرض التدفئة، والتي باتت تثقل كاهل المواطنين بشكل عام.
“العروبة “جالت في الأسواق و استطلعت آراء المواطنين حول تكلفة إعداد مؤونة الشتاء فكانت اللقاءات التالية:
السيدة أم تيسير تقول :مع ارتفاع الأسعار المستمر وخاصة الخضار والفواكه وغيرها من المواد لجأنا إلى تخفيض كميات مؤونة الشتاء، في وقت اضطرت فيه بعض العائلات للاستغناء عنها تماماً، وبينت أنه رغم تحسن واقع الكهرباء حاليا قليلا، إلا أن وصل التيار لساعات قليلة لن يساعد في حفظ المؤونة من الخضار والبقوليات لاستخدامها في فصل الشتاء لفترة طويلة.
السيدة أم سمير قالت :مع بداية شهر أيلول ، تجد الأسر السورية نفسها أمام تحديات كثيرة ، حيث يتزامن تجهيز المؤونة مع بدء العام الدراسي، مما يشكل ضغوطاً مالية كبيرة على مختلف شرائح المجتمع وخاصة ذوي الدخل المحدود ورغم ذلك تسعى الأسر لتخزين بعض المؤونة التي تشكل جزءا كبيرا من طعام فصل الشتاء الطويل.
وذكرت السيدة أم تحسين أن معظم ربات البيوت استغني عن المؤونة نتيجة ارتفاع التكلفة، واكتفين بكمية قليلة تكفي لمدة أسابيع، موضحة أن معظمهن يقبلن على شراء نوع محدد من الباذنجان والذي لا يحتاج لكمية غاز كبيرة كنوع من التوفير.
وأشارت أن ظاهرة تفاوت الأسعار باتت واضحة بين محل وآخر، فكل صاحب محل يقدر هامش الربح الذي يناسبه دون أي رادع أخلاقي مما يتطلب وجود رقابة تموينية صارمة تلزم من خلالها البائعين إعلان الأسعار بشكل واضح.
وبينت أن تكلفة المكدوس باتت مرهقة فسعر كيلو الباذنجان 2000-3500 ليرة، أي ثمن 10 كيلو من الباذنجان حوالي 35000، ونصف كيلو جوز 40 ألفا، و ليتر زيت الزيتون بـ90 ألف، وكيلو الفليفلة(جاهزة للحشي) 35 – 65 ألف ليرة (حسب نوعها)، فالمجموع يفوق الـ 200 ألف ليرة، مضيفة أنه إذا فكرت ربة المنزل بشراء كيلو مكدوس جاهز للحشوة فعليها دفع 25 ألف ليرة وبالتالي يصل ثمن (15) كيلو مكدوس إلى 375 ألف ليرة .
دون باقي المستلزمات ( حشوة وغاز ووو)، وبالتالي تقليل الكمية هو الحل الأنسب في ظل ارتفاع الأسعار.
تشديد الرقابة
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك وائل برغل أكد أنه مع بداية موسم تجهيز المؤونة للمنازل تم تشديد الرقابة على محلات الخضار والفواكه وتم تنظيم ٤٥ ضبطا عدليا بمخالفات تتعلق بالأسعار والفواتير ومزاولة مهنة دون الحصول على الترخيص اللازم.
بشرى عنقة