الجفاف في حمص يلقي بظله الثقيل على واقع الزراعة والمياه

تعرضت مناطق سوريا هذا العام لجفاف و قلة أمطار انعكست سلبا على واقع المياه والزراعة و سببت انخفاضا  كبيرا في الإنتاج…

د. عبد المالك المصري رئيس دائرة الصحة والإنتاج الحيواني في مديرية زراعة حمص ذكر أن الجفاف يؤثر بشكل مباشر وكبير على رفع أسعار المواد الغذائية، وخاصة القمح، وذلك بسبب انخفاض الإنتاج الزراعي نتيجة نقص المياه، مما يقلل المعروض في السوق ويرفع الأسعار, بالإضافة إلى ذلك يزيد الجفاف من تكاليف الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلى انعكاسها على المستهلك,وتتضح آثار الجفاف بانخفاض الإنتاج حيث يؤدي نقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة إلى جفاف الأراضي الزراعية، مما يقلل بشكل كبير من إنتاج  المحاصيل الزراعية، وعلى رأسها القمح.

وأضاف :كذلك تتضح آثاره على العرض والطلب, فمن المعروف أنه عندما ينخفض الإنتاج، يقل المعروض من القمح والمواد الغذائية الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة الطلب وعدم كفاية العرض، وبالتالي ارتفاع الأسعار.

منوها أن الجفاف يزيد من تكاليف الزراعة، إذ يحتاج المزارعون إلى الاعتماد على المياه الجوفية أو الوقود لضخ المياه للري، وهذا يضاف إلى سعر المحصول النهائي.

مبينا أن الجفاف ليس مشكلة محلية فقط، بل يؤثر على الأسواق العالمية للحبوب إذا حدث في مناطق إنتاج رئيسية، مما يزيد المخاوف من الجوع العالمي ويرفع أسعار الغذاء بشكل عام.

مشيرا  أن  للجفاف تأثير على الأمن الغذائي في مناطق تعتمد بشكل كبير على القمح كغذاء أساسي، فانخفاض إنتاجه بسبب الجفاف يهدد الأمن الغذائي للسكان ويزيد من احتمالات انعدامه.

وبين المصري أن أضرار الجفاف على الواقع الزراعي بشقه الحيواني “المجترات” تتركز في غلاء أسعار التبن وهي مادة أساسية في التغذية كعليقة مالئة, وغلاء أسعار المواد العليقة , و ارتفاع تكاليف إنتاج اللحم والحليب , وانعدام المراعي وارتحال الأغنام للمنطقة الغربية كما أدت قلة الأمطار إلى جفاف السدود في المناطق الشرقية وبالتالي ارتفاع تكاليف الحصول على مياه السقاية للأغنام .

من ناحية أخرى فإن قلة الأمطار والجفاف أثرا بشكل ملموس على واقع المياه في محافظة حمص الأمر الذي تطلب تطبيق نظام ترشيد استهلاك المياه من خلال التقنين المائي الذي لمسه المواطن خلال العام الحالي.

و بحسب ما ذكره معاون مدير مياه حمص عمر شمسيني أنه تمت المحافظة على منسوب مياه عين التنور إلى حوالي ٣٢ سم٣  كما تم تأهيل ٧  آبار  بمحيط عين التنور ووضعهم بالخدمة بشكل كامل  إضافة إلى بعض الآبار الخاصة  التي تمت إضافتها بمحيط عين السمك بعد إجراء التحاليل اللازمة  الأمر الذي ساهم في الحفاظ على منسوب المياه  لاسيما وأنه في حال انخفض المنسوب أكثر من ذلك ستحصل مشكلة في تشغيل المضخات  نتيجة سحب الهواء أو الطمي ..

و ذكر شمسيني أنه تم إعداد ورشة عمل بما يخص مياه الشرب بمحافظة حمص  بمشاركة كافة المختصين من جامعة حمص و الدراسات المائية والموارد المائية  ومؤسسة المياه  لمناقشة واقع المياه و الحلول  الممكنة  و تطبيق خطة طوارئ للحفاظ على المياه و دراسة إمكانية حفر آبار إضافية  لرفد مصدر المياه الرئيسي عين التنور و تخفيف أعباء انخفاض المياه عن المواطنين.

لانا قاسم

 

 

المزيد...
آخر الأخبار