العلاج رفاهية

“الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى ” .. توصيف لنعمة إن فقدت عرفت قيمتها وخاصة في زمن بات العلاج فيه رفاهية إن استطعت إليه سبيلاً ..

القطاع الصحي مترد ورحلة المريض الفقير مليئة بالمعاناة والركض ودوامة مراجعات كانت سائدة تزيد المرضى وجعاً  وألماً في ظل تراجع الخدمات وغياب الضوابط والروادع في أجور  ماخلق الله بها سلطانا ً ، لا تحتكم إلى منطق عقلاني أو إنساني فالتكاليف التي يتكبدها في اقل عملية جراحية تفوق المليوني ليرة سورية في المشفى الخاص ..

الوضع المعيشي الصعب وفقر الحال يضني من اعتلت صحته والمشافي الحكومية والتي هي ملاذ للمرضى الفقراء لا يمكن للمريض أن يأخذ حقه فيها من العلاج ، فالدواء والتحاليل والصور و.. معظمها يتم  إجراؤه خارج أسوار المشفى إضافة إلى الضغط الكبير على المشافي الحكومية أفقدها الكثير من الخدمات والرعاية الصحية إلى درجة أنه قد يطلب منك دواء تدوخ السبع دوخات دون إيجاده وإذا كان الوقت ليلاً ، قد يتعذر عليك إحضاره .. وتردي واقع المشافي الحكومية ليس وليد اللحظة وإنما يعود لسنوات سابقة بين تعكير وتعجيز ، والالتجاء إلى المشافي الخاصة هروب المستجير من الرمضاء بالنار ، فلا تسعيرة منطقية تحتكم إليها المشافي الخاصة ، والاتكال على الأخلاقيات وترك الحابل على الغارب أوجد خللاً وتراخياً كبيراً في التعاطي مع المرضى ، وتحولت صحة المريض إلى تجارة يستثمر فيها دون وازع أو رادع والعلاج في المشافي الخاصة بات حكراً لأصحاب الأموال ..

ويوجد خلل ، وتراخ في ضبط الواقع الصحي الذي يسوق وفق السوق ، والسوق منفلت كل فيه يغني على ليلاه ، ويفترض حيالها اتخاذ إجراءات وخطوات إسعافية عاجلة والمشافي الحكومية شريان وبلسم المواطن الفقير ، وملاذه في رعاية صحية آمنة هي من حقه قبل كل شيء آخر.

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار