أهمية دعم المرأة في العمل السياسي

أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري يوم أمس نتائج الانتخابات الرسمية في المناطق التي جرت فيها العملية الانتخابية بالمحافظات وفي وقفة متأنية عند هذه النتائج ندرك بشكل واضح أن مشاركة المرأة في هذه الانتخابات كانت خجولة ولا ترقى إلى مستوى الطموح .
ضعف مشاركة النساء كان بارزا حيث بلغت نسبته نحو 4 بالمئة فقط، مقابل 96 بالمئة للرجال ,وهذا ما أكده المتحدث باسم اللجنة نوار نجمة خلال مؤتمر صحفي عقد في مبنى مجلس الشعب بدمشق ,ومن هنا تبرز أهمية مسألة تعزيز الوعي السياسي والاجتماعي تجاه قضايا المرأة، باعتبارها قضية عالمية تواجهها مختلف دول العالم، وليس سوريا فقط وانطلاقا من أهمية دور المرأة في المجتمع وتأكيدا على ضرورة مشاركتها جنبا إلى جنب مع الرجل في شتى ميادين العمل والإنتاج لبناء المجتمع والمشاركة الفاعلة في جميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تبرز أهمية مسألة دعم المرأة السورية في العمل السياسي، وفسح المجال أمامها للمشاركة في مسيرة البناء والاعمار التي تشهدا سوريا اليوم .
المرأة السورية مشهود لها وعبر التاريخ بمدى وعيها وقدرتها على أداء العمل والإبداع والنجاح وتحقيق التميز ومشاركتها اليوم في انتخابات مجلس الشعب الجديد يؤكد حضورها الفاعل في المشهد السياسي لتؤدي دورها كاملا وبكل جدارة و على أكمل وجه في ميدان العمل السياسي وهذا يعكس عمق رؤية وتوجه الجميع بأن تتاح للمرأة جميع الفرص وتفتح أمامها الأبواب المغلقة لأنها تشكل نصف المجتمع الذي لايمكننا الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال .
لاشك أن تمثيل المرأة السورية في البرلمان يعكس مدى التطور الحضاري والوعي لأهمية المرأة وصونا لحقوقها وفرصة هامة أمامها لتخرج من عزلتها التي فرضت عليها عبر حقب زمنية غابرة بسبب التخلف والجهل المجتمعي الذي كان سائدا ويقزم دورها ويحجمها ويعتبرها ضعيفة غير قادرة على العمل والإنتاج .
المرأة السورية اليوم استعادت الثقة بنفسها وفي ظل التطور والتقدم الفكري والحضاري الذي وصلت إليه سوريا نفضت المرأة غبار الجهل والانحطاط ونهضت بكل قوة لتقول للجميع أنا موجودة ومعكم في جميع مفاصل الحياة ولي حقوق وعلي واجبات أقوم بها بكل جدارة وأشارك بصنع القرار والهدف الأول والأخير خدمة الوطن والمواطن وتعزيز قدرات بلدنا ليصل لمصاف الدول المتقدمة وليغدو محط فخرنا و اعتزازنا جميعا .
إن الآمال الشعبية المعقودة على مجلس الشعب الجديد كبيرة وكثيرة جدا وبالتأكيد نجاح جميع أعضاء المجلس رجالا ونساء في أداء دورهم وواجباتهم المناطة بهم هو نجاح لهذا البلد الصامد الذي عانى ما عاناه من قهر وظلم ودمار حتى استعاد حريته وألقه من جديد ويدا بيد ومعا في خندق واحد لبناء سوريا وإعادة الإعمار والبناء.

محمود الشاعر