تشكل صعوبات التعلم عند الأطفال مجموعة من التحديات التي تؤثر على قدرة الطفل على تلقي ومعالجة المعلومات، وهي لا تعكس نقصاً في الذكاء أو الدافعية” حسب رأي الاختصاصيين” ، بالرغم من شمولها مشاكل في القراءة والكتابة والانتباه ومهارات التواصل، وغالباً ما تتضمن أعراضها صعوبات مثل الإملاء و بطء الكتابة ، وقلة التركيز وغيرها..
ولا شك أن للأسرة والمدرسة دورا كبيرا في اكتشاف صعوبات التعلم عند الأطفال، ومحاولة التغلب عليها بما فيه مصلحة الطفل..
“العروبة “تواصلت مع بعض أهالي الأطفال الذين لاحظوا معاناتهم أثناء التعلم واختلافهم عن أقرانهم في طريقة استقبال المعلومات ومعالجتها، كما تواصلنا مع مديرية التربية لمعرفة هذه الصعوبات وتأثيرها على تعلم الطفل ودور المعلم الاختصاصي في تخفيف هذه الصعوبات.
عدم القدرة على التركيز
أشار معظم الأهالي الذين التقيناهم أنهم لاحظوا أن أبناءهم يجدون صعوبة في قراءة وتهجئة الكلمات والبطء في كتابتها، إضافة للخط السيئ، وصعوبة إجراء العمليات الحسابية الأساسية، وتنظيم الأفكار و عدم القدرة على التركيز لفترات طويلة، والنسيان والتشتت بسهولة.
وأضافوا : حرصنا على التواصل مع المدرسة لمعرفة آلية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبة التعلم وذلك بالتعاون مع مدرس المصادر المختص لقناعتنا بتكامل دور الأهل والمدرسة في هذا الموضوع.
ليست ضعفا عقليا
مديرة تربية حمص الدكتورة ملك السباعي قالت : إن صعوبات التعلم تشمل القراءة والكتابة (الخط والإملاء والتعبير)، بالإضافة إلى صعوبات في مادة الرياضيات مثل العدّ والحساب وفهم الرموز، منوهة أن هذه الصعوبات لا تعني ضعفاً عقلياً، بل اختلافاً في طريقة استقبال المعلومات ومعالجتها.
أثر نفسي وسلوكي
وأوضحت أن لهذه الصعوبات أثرا نفسيا وسلوكياً كبيرا، إذ تؤثر على اندماج الطفل في البيئة المدرسية والاجتماعية، فيصبح أكثر خجلًا وترددا في التحدث أو القراءة أمام زملائه كما يُعاني من تشتت في الانتباه وضعف في الثقة بالنفس، مما يجعله عاجزا عن المشاركة في الأنشطة الجماعية أو الانضمام إلى مجموعات طلابية.
دعم نفسي وتربوي
وتؤكد الدكتورة السباعي أن المعلم هو العنصر الأهم في اكتشاف حالات صعوبات التعلم، فهو الأكثر ملاحظةً لتصرفات التلاميذ من حيث طريقة القراءة والكتابة، ومستوى التردد أو ضعف الثقة بالنفس,و على المعلم رصد هذه المظاهر والتواصل مع الأسرة لإيجاد حلول مشتركة، في حين يقع على المدرسة وضع خطة تعليمية فردية وساعات دعم إضافية للمواد التي يعاني منها الطفل.
مشيرة إلى أهمية تعاون معلمة المصادر والمرشد الاجتماعي لتقديم الدعم النفسي والتربوي للطفل ومساعدته على الاندماج.
مهارة الكشف المبكر
وأكدت أن مديرية التربية تتحمل مسؤولية كبيرة في تعيين خريجي كلية التربية ممن تلقوا تدريباً أكاديمياً في مجال صعوبات التعلم والمناهج وطرائق التدريس، ليكونوا مؤهلين لتقديم الدعم التعليمي المناسب.
وأنه من الضروري إخضاع المعلمين لدورات متخصصة في صعوبات التعلم، ليكتسبوا مهارة الكشف المبكر والتعامل التربوي الصحيح مع هذه الحالات.
دورات تدريبية
وأشارت الدكتورة السباعي أن تجهيز غرفة المصادر بالوسائل التعليمية المناسبة هو الخطوة الأولى لتفعيل دورها. وتشمل التجهيزات الأساسية: خزانة، وطاولات فردية وجماعية، وكراسٍ، وكمبيوتر، وآلة برايل، ووسائل تعليمية متنوعة، وأدوات هندسية وسبورة.
مؤكدة أن معلم غرفة المصادر يجب أن يحمل إجازة في أحد الاختصاصات التالية ” معلم صف أو تربية خاصة أو مدرس لغة عربية أو رياضيات أو خريج كلية التربية” ، على أن يخضع جميعهم لدورات تدريبية متخصصة في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.
وشددت على أهمية وجود مرشدين نفسيين وسلوكيين يتعاونون مع معلم المصادر لدعم الطلاب وتعديل سلوكهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
بشرى عنقة