احتفى العدد الجديد من جريدة الأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب بدور الأدباء في كتابة تاريخ الثورة السورية، حيث تناول العلاقة بين الإبداع الأدبي والعمل التأريخي، وأهمية التوثيق الأدبي في حفظ الذاكرة الوطنية للثورة السورية وتضحيات شعبها.
الأدب والتاريخ.. تلاقي الإبداع والذاكرة
الملف الذي حمل عنوان “هل للأدباء دور في كتابة تاريخ الثورة؟” طرح سؤالاً محورياً حول التقاء المؤرخ بالأديب في تناول الحدث الوطني، وشارك في مناقشته عدد من الكتّاب والنقاد، منهم سعاد جروس، نور الدين إسماعيل، الدكتور فادي أوطه باشي، ورضوان السح، حيث قدّموا قراءات فكرية توضح كيف يمكن للأدب أن يكون سجلاً وجدانياً للتاريخ ومكملاً للتوثيق الواقعي.
وكتب الناقد محمد منصور افتتاحية العدد بعنوان “تاريخ الثورة ومسؤولية الأدباء”، متناولاً التحديات التي تواجه الكاتب في التوفيق بين حرية التعبير وصدق الشهادة الأدبية، ودور الأديب في صون الذاكرة الجمعية من النسيان.
دراسات نقدية وقراءات أدبية
ضم العدد مجموعة من الدراسات والقراءات النقدية، منها قراءة الدكتورة آمنة حزمون من الجزائر في ديوان العصافير تسرق خبزي للشاعرة آلاء القطراوي، ودراسة حسام الدين خضور حول الترجمة كرافد ثقافي في الثورة السورية، باعتبارها فعلاً مقاوماً يسهم في بناء ذاكرة جماعية موازية.
كما تضمنت الصفحات الأدبية قراءات في أعمال أيمن ناصر، نوار الماغوط، الدكتور طارق العريفي، وآيات القاضي، إضافة إلى دراسة الدكتور عبد الرزاق الدرباس عن بنية الحدث في رواية فجر للكاتبة إخلاص هنو.
ملف إبداعي وفعاليات ثقافية
تضمن الملف الإبداعي قصائد وقصصاً لعدد من الشعراء والكتّاب من سوريا والعالم العربي، بينهم سمية اليعقوبي، محمد وحيد علي، إياد القاعد، وعبد الله سرمد الجميل، فضلاً عن تغطية موسّعة لفعاليات مهرجان أيام البردة الذي استضاف شعراء عرب احتفاءً بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي كلمة العدد الأخيرة، لمحمد زكريا الحمد بعنوان: (جسور بين الأدب والحياة)، تناول فيها ثلاثة جسور، هي التعاطف والثورة والاكتشاف الذاتي، معتبراً أنها تشكّل شبكة متينة تنقذنا من الغرق في سطحية الحياة اليومية، وتُبنى لتعبر بنا من ضفة الواقع الخشنة إلى ضفة المعنى الناعمة.
رسالة العدد.. الأدب ذاكرة الوطن
يعبّر العدد الجديد من الأسبوع الأدبي عن توجه تحريري يعزز ثقافة التوثيق والمسؤولية الأدبية في حفظ ذاكرة الثورة السورية، مؤكداً أن الأدب ليس ترفاً جمالياً، بل فعل وطني ومعرفي يرسّخ حضور الإنسان السوري في مواجهة النسيان.