زيت الزيتون خارج موائدنا  !

تقارير مصالح الزيتون في المحافظات السورية،أشارت إلى انخفاض كميات الإنتاج بشكل غير مسبوق، طبعاُ الحق ليس على الأشجار لأنها لم تعط كما يجب،فقد انخفض عن سنوات المعاومة بأرقام كبيرة،الشجرة مثلها مثل كل الكائنات الحية تحتاج إلى مقومات الحياة، وحتى تعطي ما تتوقعه منها،يجب أن تكون المقومات مثالية.

وبعيداُ عن أعمال الخدمات الزراعية التي تحتاجها والتي يتوجب على صاحبها القيام بها، هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية عن الخدمات الزراعية،ويبدو أنها أكثر تأثيراُ،وهي العوامل المناخية والبيئية وهي المسؤولة عن الحالة البائسة لأشجار الزيتون،أنا لست خبيراُ زراعياُ،ولكن من معايشتي لهذه الشجرة كما كل من يزرعها،أصبحنا نمتلك بعض المعرفة حول التنبؤ بما ستعطيه الشجرة استنادا إلى العوامل المناخية.

شجرة الزيتون،يقول الخبراء في هذا المجال ،إنها بحاجة إلى الري الغزير بعد القطاف مباشرة،لكن هذا لم يحصل لدى الغالبية،هي بحاجة إلى عدد محدد أيضاُ من ساعات البرد،وهذا أيضاُ لم توفره الطبيعة لها،كنا نعلم من موسم التزهير أن الإنتاج سوف يكون سيئاً،وخاصة مع كل “البلاوي” السابقة، ومارافقه من الرياح الشديدة والتي اتحدت مع العطش لتجعل الإنتاج هامشياُ.

كميات الإنتاج رغم ضعفها،تختلف من منطقة لأخرى،في بعضها مقبول، وفي أخرى ضعيف،وفي مساحات كبيرة غير موجود،وهنا الطامة الكبرى،من يعملون بالزراعة وخاصة الزيتون يجدون أنفسهم اليوم بحاجة لشراء الزيت، خاصة لمن باعوا إنتاجهم العام الماضي، أو لمن لم ينتجوا ما يكفيهم لعامين، أي من لا يملك الاحتياط الإستراتيجي وقع في مطب الحاجة للشراء.

هنا تدخل التجار على الخط لشراء كل الكميات التي يستطيعون الوصول إليها وبأسعار مغرية،وهذا يعني ارتفاع في أسعار الزيت البلدي ليدخل في قائمة الغياب عن موائد الغالبية من أصحاب الدخل المحدود والمهدود.

إنتاج زيتنا سوف يدخل إلى المستودعات ،و ستطرح كميات قليلة منه في الأسواق وبأسعار مضاعفة عما كانت عليه قبل البدء بعصر الزيتون،وهذا يعني أسعار لا تتناسب مع المداخيل وبالتالي وداعاُ للأصلي وفوائده،والسؤال الذي يطرحه المستهلكون،هل هناك إمكانية لوضع أسعار واقعية توافقية بحيث ترضي الجميع….نتمنى ذلك.؟؟؟

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار