يتوسط حي باب الدريب أحياء مدينة حمص القديمة، و التي نالت الحرب القاسية من معالمه محولة منازله إلى كتل من الدمار الجزئي والكلي ،إلا أن هذه الصورة الضبابية والسوداوية التي خلفتها الحرب تبددت مع مع فجر التحرير وتصميم الأهالي على العودة إلى منازلهم للنهوض من جديد و إعادة شريان الحياة إليه لينبض من جديد.
“العروبة “تواصلت مع مختار الحي عبد الله الشعار للتعرف على الواقع الخدمي لهذا الحي والصعوبات التي تعترض الأهالي ،حيث أشار أن باب الدريب من الأحياء التي تحتاج إلى الاهتمام بعد سنوات الحرب التي أثرت بشكل سلبي على الخدمات، وتسببت في تدمير منازل الأهالي سواء بشكل جزئي أو كلي، منوها أنه تم ترحيل جزء بسيط من الأنقاض, والحي مازال بحاجة ماسة لإزالة باقي الأنقاض وفتح الشوارع تسهيلا لحركة الأهالي .
وأضاف : يبلغ عدد سكان الحي حوالي 20 ألف نسمة وهذا العدد قابل للزيادة بسبب عودة العائلات المهجرة إليه بعد التحرير .
وأوضح أن أغلب شوارع الحي محفرة بسبب الحرب وحالتها الفنية سيئة وهي بحاجة تزفيت.
اختناقات وانسدادات
وبالنسبة لشبكة الصرف الصحي أوضح أن الشبكة قديمة ومتهالكة وعمرها حوالي خمسين عاما ،وتعاني من الأعطال الكثيرة والاختناقات المتكررة، وتضررت كثيرا خلال السنوات الماضية ،ما أدى إلى ازدياد الأعطال و سيلان منصرفات الصرف الصحي في الطرقات.
شبكة قديمة
وأضاف: يعاني أهالي الحي أيضا الأمرّين جراء قلة مياه الشرب ، لعدة أسباب أهمها أن أغلب المنازل الواقعة في المناطق المرتفعة محرومة من المياه نتيجة ضعف الضخ ، ناهيك عن الضرر الكبير الذي لحق بالشبكة خلال سنوات الحرب ،و تراكم الأوساخ فيها بالإضافة إلى ضيق القساطل .
أمراس مهترئة
و معاناة الأهالي لم تقتصر على قلة المياه فحسب بل امتدت لتشمل الشبكة الكهربائية نتيجة اهتراء الأمراس وتبديلها بأخرى من الألمنيوم و التي تتعرض للأعطال الكبيرة كونها ضعيفة و لا تحتمل الحمولات الزائدة.
غير كافية
وأضاف : أما بخصوص الإنارة في الشوارع فهي مازالت قليلة أو ضعيفة- إن صح التعبير- رغم القيام بتركيب حوالي 40 جهاز إنارة يعمل على الطاقة الشمسية ولكنها غير كافية وشوارع الحي مازالت مظلمة ، وبحاجة إلى تركيب المزيد من الأجهزة وخاصة في الشوارع الفرعية .
شبكة سيئة
ونوه أن خدمة الهاتف الأرضي سيئة للغاية فالشبكة مهترئة، ويوجد نقص كبير في تغذية العلب لعدم وجود كابلات التغذية مما يجعل الأهالي يواجهون مشاكل كثيرة لا تعد ولا تحصى من كثرة الأعطال ،بالإضافة إلى مد خطوط هوائية تقطع الشوارع ومنظرها غير لائق .
وأوضح أنه يتم ترحيل القمامة يوميا في سيارة تقوم بنقلها ،والحي يحتاج عمال كنس و مزيد من الاهتمام وتمنى التزام الأهالي برمي القمامة في الأماكن المخصصة لها .
إلغاء خدمة العيادات
يوجد في الحي مركز صحي ، ولكن خدماته معدومة وألغيت جميع العيادات التي كانت موجودة فيه رغم الحاجة الماسة لها ،وتم تحويلها إلى عيادة سمعية لمرضى السمع مما حرم بقية أهالي الحي من الخدمات التي كانت تقدمها هذه العيادات لهم ولأهالي الأحياء المجاورة .
مكب للأنقاض
يوجد في الحي ثلاث حدائق تقع في الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية ولكنها بحالة سيئة ،ومهملة حيث تحولت إلى مكب للأنقاض والأوساخ و يتعامل البعض مع الحدائق وكأنها أملاك خاصة ويضعون مواداً وبضائع فيها كالخشب وغيره, وهذا الإهمال يطال حتى الحدائق المحيطة بالحي ودوار جامع كعب الأحبار ودوار مركز باب الدريب الذي يحتاج إلى إعادة تأهيل والى المزيد من العناية للارتقاء بالواقع الخدمي لهذا الحي المهمل.
مدرسة واحدة
يوجد في الحي مدرسة واحدة وهي ” مطانيوس حنا ” يدرس فيها طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية وتفتقر لأبسط مستلزمات العملية التعليمية ،و إلى خزانات مياه, أما الكهرباء فهي ضعيفة و تحتاج المدرسة أيضاً إلى صيانة الأبواب والنوافذ فأغلبها مكسر بينما يتوجه تلاميذ المرحلة الابتدائية إلى المدارس المتاخمة والمجاورة للحي مثل وليد النجار.
هيا العلي
