يساهم التعليم المهني في خفض نسبة البطالة بين الشباب من خلال توفير فرص عمل سريعة بعد التخرج، وبالتالي تلبية احتياجات سوق العمل ودعم التنمية الاقتصادية الشاملة.
وانطلاقاً من ذلك قامت الثانوية الصناعية الأولى بدعم من مديرية التربية على تنفيذ مشروع المقاعد المدرسية من خلال ورشات عمل ينفذها طلاب الثانوية والكادر التدريسي .
العروبة قامت بزيارة إلى المدرسة الصناعية الأولى، والتقت الطلاب والمشرف عليهم ومدير المدرسة ليحدثونا بشكل موسع عن هذا المشروع.
مع الطلاب.
جميع الطلاب الذين التقيناهم قالوا : اخترنا التعليم المهني لأننا نحب العمل بهذا المجال ، وصقل موهبتنا بشكل عملي. وأوضح البعض أنه ضمن قسم النجارة والأثاث يقومون بتنظيف الخشب وتهيئته ، وتشكيله حسب الشكل المطلوب منهم، كما يعملون على إعادة صيانة المقاعد المدرسية المتضررة والتالفة، لتصبح صالحة للاستعمال، وتعويض نقص مقاعد المدارس.
وفي قسم الحدادة أيضا نقوم بأعمال الحدادة وإصلاح ما هو تالف في المقاعد، وآخر مرحلة هي عملية البخ.
وأضافوا: نقوم بتطبيق الدروس النظرية بشكل عملي وهذا يفيدنا بشكل كبير على تطوير مهاراتنا وصقلها لنكون جاهزين للانطلاق إلى سوق العمل.
وأشاروا إلى بعض الصعوبات التي يواجهونها ، وأهمها النقص في بعض الآلات والأجهزة أثناء العمل ضمن الورش ، وخاصة أن معظمها قديمة، ولكن مع ذلك دائما هناك البدائل من أجل استمرارية عملنا وعدم توقفه.
ونوهوا أن عملهم مأجور وحسب ساعات العمل والتي تصل إلى 12 ساعة في الأسبوع.
إعادة الإعمار
فادي العيسى رئيس قسم حرفة النجارة قال : نهتم في ثانويتنا بالعملية التعليمية بالدرجة الأولى، وحاليا الطلاب يعملون كورشات “ترميم وتصنيع وإصلاح”، منوها إلى وجود الآلات في الثانوية لتعليم الطلاب المهن الحرفية بكافة أنواعها ، ورغم أن الثانوية تضم حِرف عديدة، إلا أننا نركز في الفترة الحالية على حرفة النجارة والحدادة، للمشاركة في إعادة الإعمار.
وأضاف : يتم في السنة الأولى تعليم الطلاب استخدام الآلات اليدوية التقليدية( منشار- ازميل- المطرقة- بانسة)وفي العام الذي يليه يتم إطلاعهم على جزء من الآلات الحديثة “، فيكون التعلم عليها على مراحل لسلامة الطالب، وبالتالي البدء بتصليح قطع بسيطة، حتى يصل إلى السنة الثالثة والأخيرة، فيكون قد أتقن فيها استعمال كافة الآلات بالشكل الصحيح، وطبعا هذا كله لا يتكلل بالنجاح إذا لم يكن الطالب يحب التعلم والمهنة ويصقل مهارته بالطريقة الصحيحة, وعلامة الطالب هي التي تحدد مهاراته المهنية، لأننا نوفر له كل الوسائل التعليمية التي تضمن له أن يكون معلم حرفة ناجح في سوق العمل .
عام استثنائي
ويتابع: يتلقى الطالب في المدرسة الصناعية المادة النظرية ويطبقها بشكل عملي، ولكن هذا العام استثنائي، بسبب حرص الجميع على المساهمة في إعادة الإعمار، و تقوم ورشة النجارة والحدادة بالعمل الأكبر ضمن الورشات الطلابية, وخاصة أن المديرية زودتنا بكمية وفيرة من مادة الخشب ما ساهم في تعلم الطلاب بشكل مكثف والعمل بشكل متكرر واستثمار وقتهم على جميع الآلات.
وأضاف: منذ فترة وجيزة كان عمل الطلاب يقتصر على صيانة الأبواب والطاولات والشبابيك في المدارس,ولكن اليوم عمل الطلاب يشمل إعادة تصنيع وترميم وإصلاح المقاعد المدرسية، لأنه مشروع ضخم جداً.
دعم سوق العمل
وأشار: أغلبية ما يتم إعطاؤه للطلاب هذا العام تطبيق عملي، لمساعدتهم بالدخول إلى سوق العمل، بحيث يتخرج الطالب من الثانوية وهو قادر ومتمكن أن يبدأ عمل خاص به بكل ثقة،
الآلات والأجهزة
وأضاف : تتوفر لدينا كافة الأجهزة وهي قديمة، وأغلبها صنع ألماني وإيطالي منذ عام 1960 ولكنها تتميز بجودة عالية تضاهي الأجهزة الموجودة في منطقة حسياء الصناعية ولكن قدم الآلات وتكرار الاستخدام يتسبب بتكرار الأعطال والصيانات ، علما أن نسبة الأعطال فيها لا تتجاوز 10% مقارنة مع الحديثة.
اختصاصات متعددة
المهندس علاء عباس مدير الثانوية الصناعية قال: يوجد في الثانوية سبعة اختصاصات وهي: صيانة الأجهزة الطبية- ميكانيك المركبات- التقنيات الكهربائية- النمذجة والسباكة- صهر المعادن- لحام وتشكيل المعادن- النجارة والأساس,وعدد الطلاب 158 طالبا .
وتابع: من الأفضل أن يتم تبديل الآلات القديمة، بغيرها حديثة ليتم الاستفادة منها بشكل عملي عن طريق الاستثمار مثلا .
و مع بداية العام الدراسي تم تزويد مديرية التربية بكميات وفيرة من الخشب، حيث قامت المديرية بتكليفنا على إعادة هيكلة وتصنيع الهياكل المعدنية القديمة في جميع مدارس حمص، وهذا المشروع أعطى حيوية كبيرة لحرفة اللحام والتشكيل والنجارة، لتهيئ الطالب الدخول لسوق العمل، بالإضافة إلى صرف أجور المعلمين والطلاب من هذا المشروع، والذي خلق بدوره روح العمل والتنافس ما بين الطلاب.
وطبعا أية عملية إصلاح للمقاعد المدرسية تتم حصراً عن طريق مديرية التربية، ضمن كتاب رسمي موقع من قبلها.
ونوه أنه: تم تزويد مجمع القصير بـ 400 هيكل خشبي كامل, ومدرسة الزهراوي بـ 168 مقعداً، ومدرسة عز الدين القسام 70 مقعداً، وكلها تمت إعادة إصلاحها وإرسالها حسب الطلب بموافقة مديرية التربية.
صيانة المقاعد
المهندس مؤيد خلف المدير المساعد للتعليم المهني بحمص قال : نقوم حالياً بإجراء صيانة للمقاعد الدراسية خدمة للعملية التعليمية.
والمرحلة الأولى كانت عبارة عن ترميم 1500 مقعد والمرحلة الثانية باشرنا بها وهي ترميم 3500 مقعدا، و تم توزيع 1200 مقعد,والعملية مستمرة لتوزيع باقي المقاعد, بالإضافة إلى ذلك هناك حاجة للهياكل المعدنية، وتتم دراسة مخطط لتنفيذ 1000 هيكل معدني يتم تجهيزها ضمن الثانويات المهنية لرفد المدارس بالنواقص اللازمة.
مبينا أنه يتم تنفيذ هذا المشروع في الثانويات المهنية وفق القانون /38/ الذي يعطي فرصة للطلاب مشاركة مدرّسيهم بإنجاز العمل والدخول إلى مرحلة العمل التنفيذي، والذي من خلاله يكونون قادرين أن يصبحوا أصحاب حِرف وورش.
بقي أن نقول:
التعليم المهني يلعب دوراً كبيراً في رفد سوق العمل بالخريجين وتعزيز توجه الطلاب نحو التعلم المستمر وتحفيزهم على التطوير الذاتي في مجالاتهم المهنية وتلبية احتياجات السوق من خلال دعمه بمختلف الاختصاصات المطلوبة.
تحقيق :رهف قمشري

