ترسيخ البنية الإعلامية الجديدة

نحيي هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لبدء معارك التحرير، التي أسست حقائق هذه المرحلة التاريخية كما عاشها السوريون وكما صنعتها إرادتهم.
لقد كان التحرير قراراً سورياً خالصاً، صُنع بإرادة محلية، وبجهد وطني تراكم على مدى 14 عاماً، وليس نتيجة معركة قصيرة أو تدخّل خارجي،بهدف
تحقيق السيادة السورية الكاملة على كامل الجغرافية الوطنية، وإن ما تحقق هو ثمرة صبر طويل، وتضحيات متواصلة، وعمل مؤسساتي وشعبي ممتد بدأ منذ اليوم الأول للثورة السورية وصولاً إلى مرحلة إسقاط النظام البائد وبناء الدولة الجديدة.
لقد انتج التحرير تحوّلا سياسيا أعاد سوريا الى المجتمع الدولي عبر بناء علاقات متوازنة تقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل ، وإعادة انطلاق مؤسسات الدولة وفق رؤية متطورة تنسف عقودا من الفساد والروتين المقيت.
وكان هدف الدولة في الانطلاقة الجديدة على الصعيد الداخلي،بناء الثقة بين المجتمع والدولة، وبين الناس والإعلام الوطني.
وقد ظهرت قدرة سوريا أن تكون مستقرة وقادرة على إدارة معركتها وحدها دون وصاية،وقدرتها ايضا على المضي في مسار التعافي وإعادة الإعمار والعمران الاجتماعي.
واليوم ونحن نحيي الذكرى السنوية لبدء معارك التحرير ،نؤكد أن القرار انطلق من الداخل، من السوريين أنفسهم، ومن مؤسساتهم وقواهم الوطنية، المعركة خضناها دون تدخلات سياسية وخارجية،متمسكين باستقلالية القرار، والرد على كل الروايات المشكّكة.
التحرير ليس نتاج 12 يوماً… بل 14 سنة من العمل والتضحيات
تراكم خلالها الوعي،و التنظيم، والمقاومة الشعبية، وصمود مؤسسات الثورة،و مسار الحوار الوطني الثوري، والبناء الاجتماعي.
ها نحن اليوم بدأنا نقطف باكورات انتاج الثورة،فدمشق عاصمة الإعلام العربي 2028
، وأصبحت سوريا تنتج روايتها الإعلامية بيدها.
وأخذت الصحافة الرسمية، دورها كجزء أساسي من هذا التحوّل.
وترسخت البنية الإعلامية الجديدة، والهوية البصرية، والتحوّل الرقمي بما يواكب التطورات الحديثة ويؤهلنا لأن نأخذ موقعنا ضمن النسق الإعلامي العصري.

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار