بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير سوريا من النظام البائد أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص بالتعاون مع جامعة حمص فعالية ثقافية مشتركة تضمنت معرضا للكتاب و ندوة توثيقية و أمسية شعرية في مبنى كلية الهندسة المدنية بجامعة حمص.
رئيسة فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص عبير النحاس ذكرت أن المعرض يتضمن مطبوعات الاتحاد بشكل عام من رواية و قصة و شعر و دراسات و كتب أطفال،
مشيرة إلى أن الكتب تباع بأسعار رمزية، و يستمر المعرض حتى يوم الخميس القادم.
اصدارات قديمة قبل ٢٠١٩ و سعر الكتاب ١٠٠٠ ليرة فقط و الاصدارات الحديثة منذ عام ٢٠٢٠ و مابعد و يباع الكتاب بحسم ٤٠% من سعره.
و بينت النحاس أن أهمية التحرير تكمن في الوصول إلى سقف الحرية التي يتمناها الشعب السوري عامة و الكاتب والشاعر خاصة بعدما كان مقموعا ومراقبا و مهمشا.
تلا المعرض ندوة توثيقية لمراحل الحصار الذي عانت منه حمص و أيضا حكاية التحرير.
بدأ الندوة عبدالحفيظ الحافظ الذي وثق و كتب كل ما يتعلق بحصار حي الوعر و سرد مجموعة من القصص التي عايشها سكان الحي خلال سنوات الحصار والقصف الذي استهدف الحي وحول الحدائق إلى مقابر ، ودمر أكثر من١٠ مدارس في الحي .
وشرح التفاصيل اليومية لأهالي الحي و معاناتهم من الجوع والبرد بسبب عدم توفر المحروقات و المواد الغذائية الأمر الذي اضطرهم لتناول الأعشاب كي يبقوا على قيد الحياة .
وتحدث فراس النجار عن حصار حمص القديمة وقدم صورة عن المحاصر و معاناته وبحثه عن بقايا الطعام.
واستذكر كيف بدأت المظاهرات في مختلف المدن السورية والتي قوبلت بالعنف والاعتقال من قبل النظام البائد ، حيث بدأت مظاهرة حمص الكبرى بتاريخ ٢٥ آذار عام ٢٠١١ حيث اكتظت الساحات بأبناء حمص من كل المناطق والأرياف و من كافة المكونات .
ثم بدأ حصار أحياء حمص بدءا من حي بابا عمرو مما قطع الإمدادات عن الثوار في حمص القديمة ثم تم اقتحام حي جورة الشياح و أطبق النظام المخلوع الحصار على حمص القديمة بتاريخ ٩ حزيران ٢٠١٢ و استمرت هذه المرحلة حتى ٢ تموز ٢٠١٣ حيث جرت معركة الخالدية و انقطع استجرار الدقيق من المطاحن و ازدادت المعاناة و الجوع والحرمان
والمرحلة الثانية التي كانت عبارة عن معارك موت لم يبق أبنية حتى يتحصن بها الثوار
وبين النجار أنه تم تشكيل مجلس مدينة لتسيير أمور الحي و تأمين الغذاء والدواء
و شكلت محكمة أيضا لتسيير عقود القران و توثيق الولادات والوفيات، إضافة إلى الاستمرار بتعليم الأطفال قدر الإمكان .
عبد السلام البيطار كان من المشاركين الأساسيين في عملية التحرير و تقدم الثوار بدءا من حلب وصولا إلى حمص وتحدث عن مراحل التحرير منذ بدايته مبينا أنه عاد إلى حمص صباح يوم التحرير بعد غياب ٤٧ عاما
وشرح كيف بدأت الثورة وكيف انتهت و كيف ضحى الشعب السوري بكل ما يملك .
مضيفا الأمل بالتحرير خرج من رحم الألم و الذي أثبت أن نظام بشار الأسد هش و ضعيف لكنه كان يحتمي بالدول الأخرى.
مبينا أن جميع أطياف الشعب من طلاب و مدرسين و أطباء ارتدوا اللباس العسكري للمشاركة بعملية ردع العدوان سرعان ما تم تحرير حلب خلال عدة ساعات و بعدها استمر التقدم باتجاه حماة و بعدها حمص حيث استقبل اهالي المدينتين المقاتلين القادمين بأهازيج الفرح والانتصار
هذا النصر يكتمل بالتعاون والمحبة والتكاتف لإعادة بناء سوريا الحرة القوية.
وبما أن الشعر يعبر عن مكنونات النفس بأسلوب أجمل و أرقى، كان للشعر حضور كبير في فعالية اليوم حيث شارك في الأمسية الشعرية التي حملت عنوان قصائد في الذاكرة والتحرير كل من الشعراء : د .عبد الرحمن الضيخ _ صلاح الخضر _ياسر الأقرع _عبد السلام صبرة _ضياء الدين شعبان .
وتناولت قصائدهم مواضيع متنوعة أهمها ذكرى تحرير سوريا من النظام البائد و محبة أبناء حمص لمدينتهم و استعدادهم للتضحية في سبيلها.
الشاعر ياسر الأقرع ذكر أنها المشاركة الأولى له في حمص بعد غياب ١٤ عاما في الأردن وتناول في قصيدتيه الأولى والثانية مدينة حمص
وقصيدة ثالثة بعنوان سوري أنت التي لاقت صدى كبيرا لدى المتابعين.
مبينا أن فرحة التحرير تركت أثرا ايجابيا لدى الجميع و بعد مرور عام ربما لم يدرك الناس أبعاد هذا التحرير و لكن بعد مرور وقت سيدرك البعض أنهم ظلموا هذه الثورة لأنهم لم يقفوا معها منذ بدايتها لأن النصر الذي تحقق هو نصر للجميع.
الشاعر صلاح الخضر أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب ذكر أنه يشارك بثلاثة قصائد الأولى تحمل عنوان انطلاق الثورة و الثانية رحلة التهجير والثالثة بعنوان العودة صور فيها الفترة الطويلة التي عاشها الشعب السوري بلسان الشعراء و الأدباء ،مشيرا أن الثورة السورية لم تكن ثورة جوع وإنما من أجل الكرامة والحرية لذلك لن تقيد الحرية و سيكون للكاتب حريته الكاملة في انتاج أدبه دون ضغوط أو قيود .
لانا قاسم
