البيئة هي المنزل والمكان الذي يتواجد فيه الكائن الحي ، وهي مجموعة العناصر الطبيعية والاصطناعية التي تحيط بالكائنات الحية ، والبيئة هي جميع الظروف الخارجية التي تؤثر وتتأثر بما حولها .
والبيئة في مفهومها العام هي الوسط الذي تعيش فيه الكائنات الحية ومنها الإنسان ، وهي الظروف الطبيعية التي تحيط به من ماء وهواء وأرض ونباتات وكائنات مختلفة .
وتعاريف كثيرة للبيئة لكنها جميعها تؤكد على أن عناصرها تؤثر ببعضها البعض تأثراً دقيقاً ، وقد وجدت هذه البيئة بشكل متوازن أو أنها توازنت مع الزمن الطويل .
وعندما جاء الإنسان وعمل في هذه البيئة بدأ يؤثر فيها لكن وللأسف كان تأثيره سلبياً في معظم الأحيان ، وقد بدأ هذا التأثير يزداد ويزدادوخاصة مع التطور الصناعي الكبير الذي بدأ يستهلك الكثير من العناصر الحية ، ويعيد قسماً منها بعد معالجتها ، وهكذا وقع الخلل في البيئة .
خلل في الهواء وخلل في التربة والماء ، و..هذا الخلل بدأ يؤثر على صحة الناس تأثيراً بالغاً ، وعلى كل المخلوقات بمختلف أنواعها وأشكالها ولم يعد التوازن البيئي كما كان .لم يعد كل مخلوق لديه ما يكفيه حتى يعيش عيشاً هنيئاً، فالمخلوقات الأخرى انقضت على مايحتاجه وخربته حتى تكسب هي وتعيش بشكل أفضل دون النظر إلى الآخرين عاشوا أصحاء أم لم يعيشوا وكلما زاد عدد السكان في العالم زادت الحاجة إلى أشياء كثيرة منها الغذاء السليم والهواء النقي و..لكن الاستخدام الجائر لبعض العناصر استمر حتى بدأ الآخرون يشعرون بالخطر الداعم .
فالبيئة تعرضت لتحديات وكوارث جسيمة أدت إلى تغيير في المناخ وتهديدات استهدفت الحياة الآمنة لهم .
لم يطل الوقت حتى أدركت الدول والشعوب أن الوضع يستدعي التحرك فكانت المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية وكلها تتحدث عن ضرورة التنبه إلى ماهو قادم ،فقد انقرضت أحياء كثيرة وماتت نباتات كثيرة أيضاً وتخربت التربة وتلوث الهواء ..
غير أن الذي خرب ، هو الذي يملك المصانع الهائلة التي تنفث سمومها ، والمعامل التي توزع مبيداتها و..وهي مستمرة في ذلك وتجني الأرباح الطائلة ..أما الخطر فيحيق بالجميع وخاصة في الدول الفقيرة التي لا تملك الإمكانات للتعويض عما أصاب مواطنوها وثرواتها وليس هذا وحسب فإن الأقوياء يستنزفون خيرات الضعفاء دون أن يقدموا لهم شيئاً ،جرى ذلك على مستوى الدول ، حتى أمريكا التي توزع سمومها عن طريق مصانعها العملاقة رفضت أن تبقى مع الدول التي تبحث المسائل البيئية وانسحبت من المنظمة حتى لا تدفع قليلاً من المال قياساً بما تجنيه من أرباح وماتسببه للعالم من كوارث .
سورية من الدول التي أدركت أهمية هذه المسألة وكانت دائماً مع المنظمات والدول التي تبحث في المسائل البيئية وهي عضو في جميع تلك المنظمات كما أنها من الدول السباقة لإحداث وزارة خاصة بالبيئة و دائماً ملتزمة بقراراتها وتوصياتها وهي تشارك باليوم العالمي للبيئة مشاركة فعالة .
وهي الحريصة على مواطنيها حرصاً معروفاً للعالم كله ، وخصصت يوماً وطنياً للبيئة وحددته في الأول من شهر تشرين الثاني من كل عام .سورية الدولة التي تهتم بصحة أبنائها ، بسلامة مناخها ، بتمتين اقتصادها ، بتثقيف مواطنيها الثقافة السليمة ، سورية التي تحارب كل المستغلين والمرتزقة والمتآمرين من أجل أن تبقى مزدهرة قوية بأبنائها الأصحاء الأقوياء.
احمد تكروني
المزيد...