بتكلفة متدنية مقارنة بالمستورد جامعة البعث نحو مركز لتصنيع الأطراف الصناعية

أكد الدكتور المهندس المهند مكي رئيس قسم الميكاترونيك في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة البعث ورئيس قسم الأطراف الاصطناعية أن فكرة تصنيع الأطراف الصناعية أتت نتيجة الحرب التي تعرض لها بلدنا وما خلفته من إصابات وبتور حيث بدأ العمل على الفكرة منذ حوالي ثلاث سنوات وذلك في مخبر التشغيل المبرمج الذي يتم تصنيع الأطراف فيه بشكل كامل ,وأوضح أن العمل تم في مخبر التشغيل المبرمج لوجود آلات وتقنيات تساعد على عمليات تصنيع الأطراف وأكثر مايميز عمليات تصنيع الأطراف في المخبر هو الاعتماد على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مما يعطي مرونة في التصميم وميزات أكثر في التصنيع وكان الهدف كخطوة أولى تصنيع أطراف صناعية سفلية أما الخطوة الثانية كانت تهدف لتصنيع أطراف علوية ذكية .
و أوضح أن الطرف الذكي هو عبارة عن طرف مزود بدارات الكترونية وحساسات صوتية تتيح للمريض استعادة إمكانيات الطرف الحقيقي المبتور بدرجة عالية ليكون المصاب قادراً على ممارسة حياته اليومية لأبعد حد مؤكدا أنه خلال السنوات الثلاث الماضية تم تصنيع طرفين سفليين واختبارهما على حالتي بتر حقيقيتين وتكللت عمليات التركيب بالنجاح التام وعلى اعتبار أن الهدف من الأطراف العلوية جمالي غير وظيفي تم تصنيع طرف علوي ذكي واحد يحمل اسم (إميسا بيونك هاند) أي الطرف البيولوحي الالكتروني مع العلم أنه مازال طور التجربة والتطوير لشاب تعرض لبتر في كفيه و يتم العمل على نسخة ثالثة منه متطورة أكثر.
الجدير ذكره أن سعر الطرف الذكي المستورد يتراوح بين٣٥ألف دولارو١٤٥ألف دولار إلا أن تكلفة الطرف الصناعي المصنع في المخبر لا تتجاوز 3 آلاف دولار مبينا أن عمليات اختيار المصابين تتم من خلال الوسط المحيط /أقارب طلاب / مثلا و تقوم الجمعيات الخيرية بدفع ثمن الطرف الصناعي, كما أوضح أن جامعة البعث هي المسؤول الحصري عن عمليات تمويل تصنيع الأطراف على اعتبارها مواضيع بحثية علمية علماً أن المخبر غير مصمم لتصنيع الأطراف وإنما لتشغيل القطع الهندسية المعدنية عن طريق الربط مع الحاسب وأشار أن دور جامعة البعث هو دور أساسي في دعم النشاطات والأعمال البحثية في محال الأطراف الصناعية بالمخبر وذلك عن طريق تأمين التجهيزات والقطع اللازمة والمواد الأولية, مشيرا إلى أن هذا الدعم يكتمل بالموافقة على استحداث مركز للأطراف الصناعية لوجود مساحات كافية ضمن الجامعة وذلك للعمل بشكل مؤسساتي.
كما أشار د. مكي أن وجود مثل هذا المركز حاجة ماسّة وحتمية لذلك هنالك فكرة لربط الجامعة كهيئة أكاديمية علمية بالمجتمع وذلك عن طريق وضع خطة درسية ضمن المنهاج لرفد قسم الأطراف الصناعية المتوقع استحداثه خلال ثلاث سنوات تقريبا من الآن بكوادر اختصاصية وخبيرة .
وأوضح أن هذا المركز سيكون مركزا بحثيا في مجال تصنيع وتطوير الأطراف الصناعية وكذلك العمل في مجال التعويضات والأجهزة التقويمية ومن ضمن الرؤى المستقبلية أيضاً ورشة تكون تابعة للمركز تعنى بتصنيع وتركيب الأطراف الصناعية كما يُلحق بالمركز عيادات للمعالجة الفيزيائية والتأهيل النفسي والفيزيائي وبذلك يكون المركز قادراً على تقديم حلول حديثة ومتكاملة وعلمية ونوه أنه سيتم الاعتماد على الخبرات المحلية ضمن المركزلأن هذا المركز لن يكون مجرد مركز تركيب أو تأهيل بل سيكون له رديف أكاديمي (دكاترة مهندسين ودكاترة أطباء مختصين وباحثين بهذا المجال) مما يتيح إمكانية إجراء البحوث العلمية من خلال مشاريع الماجستير والدكتوراه التي تدعم أعمال المركز بصيغة متجددة علماً أن هذا المركز الوحيد في سورية لتصنيع الأطراف الصناعية ..
وبين الدكتور مكي أن المخبر الذي يمتد على مساحة 300 متر مربع يضم 9 آلات تدريبية وصناعية احترافية بالإضافة إلى التجهيزات التدريبية والتأهيلية والإنتاجية وقسم النمذجة السريعة والتصنيع بالإضافة إلى مخرطة مبرمجة وآلة حفر بالتفريغ ومنصات تدريبية للطلاب إلى جانب ماسح ليزري ثلاثي الأبعاد وطابعة ثلاثية الأبعاد استخدمت فعليا للمرة الأولى في سورية في جامعة البعث.

العروبة – شذا الغانم

المزيد...
آخر الأخبار