شركة الوليد للغزل تبحث عن حجم عمل حقيقي وليس مجرد أرقام… المبيعات 1,946مليار ليرة وقيمة الإنتاج 2،267 مليار ليرة

تعتبر شركة الوليد للغزل من الشركات القديمة و العريقة في صناعة الغزل , وبمغازل يزيد عمرها عن أربعين عاماً ومع نقص حاد باليد العاملة ، و بظروف عمل استثنائية تحافظ الشركة على ريادتها في صناعة الغزول القطنية 100% و الممزوجة (قطن وبوليستر) وتلبية حاجة السوق للقطاعين العام و الخاص …
(العروبة)جالت في أرجاء الشركة و التقت مديرها المهندس مضر رومية والذي أشار إلى أنه و في سنوات ما قبل الحرب على سورية بين عامي 1995 -2004 تم تجديد مجموعة هامة من آلات الشركة و أقسامها و استبدالها بآلات حديثة وبقي قسم الغزل النهائي آلاته قديمة يعود تاريخها لعامي 1976-1978 و رغم ذلك حافظنا على وتيرة عمل جيدة و تميز الإنتاج السوري من الغزول على مستوى العالم و في زمن مضى – ليس بعيداً- كان التصدير لبلدان متعددة منها إيطاليا و مصر و العراق و إيران و غيرها من الدول .

و أضاف : قبل سنوات الحرب كان الاهتمام يبدأ من المادة الأولية في الأرض إذ كان محصول القطن ينال الاهتمام الحكومي المناسب بدءاً من استنبات البذار المناسب للبيئة إلى عمليات العناية بالأرض و تأمين الأدوية و الأسمدة للمزارعين وتوجيههم بكافة الإرشادات اللازمة للوصول بمحصول القطن بنوعية عالية و هذا بدوره يؤثر بشكل مباشر على جودة المنتج و الذي ذاع صيته عالمياً.
انتعاش من جديد
وأوضح رومية أن الحرب فتكت بالعديد من المساحات المزروعة بالقطن و تراجعت نوعية المحصول كنتيجة حتمية لاستحالة تخديم الأراضي بما يلزم..
ومع استعادة الأمن و الأمان بهمة بواسل الجيش العربي السوري في مناطق متعددة بدأت زراعة القطن بالانتعاش من جديد و بدأت المساحات الزراعية للعودة إلى الخدمة بطريقة لابأس بها و بمعدل تزايد يعتبر جيداً قياساً بالظروف التي نمر بها في مختلف القطاعات الزراعية و الصناعية..
و بعد أن عانينا من تراجع نوعية الخيوط المنتجة كنتيجة طبيعية لتراجع نوعية المحصول , بدأنا نلمس و بشكل ملحوظ تحسن جودة الخيط مع استقرار المناطق الشهيرة بزراعة القطن وعودة الاهتمام الحكومي للأقطان في المزارع من جهة تأمين الأسمدة و الأدوية و التعليمات الزراعية المفيدة و الخبرات, و بدأ التحسن الفعلي في عام 2017 و ارتفعت سويته في عام 2018 ونأمل أن يكون الموسم الحالي أفضل و أن نحافظ على خط بياني متصاعد من حيث النوعية و الإنتاج.
و أوضح رومية أنه من الناحية العملية و وفق دراسة لجنة تطوير وتأهيل صناعة الغزل بسورية ثبت بكل الدراسات و الأبحاث أنه للوصول لمواصفات منتج القطن في فترة ما قبل الحرب نحن بحاجة لأربع سنوات عمل فعلية و بخطوات صحيحة و ثابتة , و هي الفترة التي تستغرقها عمليات استنبات بذور القطن بمواصفات معينة على صعيد المختبرات الزراعية إذ أنه يجب استزراع أربعة أجيال متعاقبة من البذار مع تحسينات جينية ضمن المختبرات لتناسب البيئة الطبيعية و التربة وغيرها من العوامل,مشيراً إلى أنه تم حالياً الوصول إلى منتصف الطريق بالخطة العلمية الموضوعة و من المتوقع أنه يستعيد القطن السوري ألقه بعد سنتين من الاستمرار بالعمل وفق الخطة ..
إنتاج حسب الطلب
و أضاف رومية يتم حالياً استجرار الأقطان من المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان وبمخصصات سنوية على ضوء موسم القطن و يتم تأمين مادة البوليستر عن طريق عروض الأسعار,ويمزج البوليستر مع القطن بالنسب المطلوبة لإنتاج كل نمرة من الخيوط..
وأضاف : تضم الشركة معملين للغزل الأول مخصص لإنتاج الخيوط الممزوجة مسرحة وممشطة عدد مغازله 30000 مغزل ,وينتج نمراً مختلفة من(20/1) وحتى (40/1) ممزوجا ويعود تاريخ آلات الغزل النهائي فيه لعام 1976..
أما المعمل الثاني فهو مخصص لإنتاج الخيوط القطنية 100%المسرحة وعدد مغازله 37344 مغزلاً وينتج من نمر الخيوط بدءاً من (8,5 وحتى 32/1) ويعود تاريخ آلات لعام 1978 أي لتاريخ إحداث الشركة, وخلال سنوات الحرب اتبعنا سياسة عمل ديناميكية أكثر وإنتاج ما هو مباع و ذو ريعية اقتصادية و ليس المهم أن ننتج و نضع بالمستودع , و أصبح المنتَج حسب حاجة السوق ليباع أولاً بأول و هي أنواع محددة و بمواصفات محددة من الخيوط
والخطوة التي ميزت الشركة هي إنتاج الخيوط الممزوجة الممشطة من النمر 30/1 و 40/1 و بنسب مزج حسب الطلب بالإضافة لإنتاج الخيوط المونسة من النمر 24/1 و 30/1 مسرح مما ساعد الشركة على تسويق منتوجاتها و تلبية معظم حاجة السوق من القطاعين العام و الخاص..
بحاجة لأكثـر من 12 ملياراً
و أشار إلى أن العمل مستمر رغم قدم الآلات في قسمي الغزل النهائي والمشكلة التي تواجه العمل أن الأعطال الميكانيكية كبيرة و المشاكل الفنية كثيرة وبالتالي نحن بحاجة لاستبدال هذين القسمين ولكن عملية الاستبدال ذات تكلفة مالية عالية إذ أن كل قسم بحاجة لستة مليارات تقريباً ، والقسمان بحاجة لما يصل إلى 12 مليار ليرة و في ظل هذه الظروف من الصعب القيام بأي عمليات استبدال لذا يستمر عمالنا بابتكار الطرق لتسيير العمل بما يتيسر من إمكانيات..
من قطعة حديد فونت إلى قطعة تبديل مهمة
وأوضح رومية أن إدارة الشركة تجري دراسة مالية لتعويض عبء العمل على العمال وبخاصة العاملين على خطوط الإنتاج لتحفيزهم على زيادة الطاقة الإنتاجية مشيراً إلى أنه وخلال سنوات الحرب كان أساس العمل الفني في الشركة هو إصلاح معظم اللوحات الالكترونية وتصنيع القسم الأكبر من القطع التبديلية في المشغل الميكانيكي و كان الشراء فقط للقطع التي لا يمكن تصنيعها محلياً بكوادر الشركة المتخصصة الأمر الذي وفر أرقاماً مالية كبيرة تقدر بعشرات الملايين.
وبين أنه وخلال سنوات مضت كان وضع التيار الكهربائي غير مستقر فخلال برنامج التقنين المحدد كنا نوزع التوصيل بين خطي التغذية, لكن و في اثناء البرق و الرعد و في الحالات التي كثرت فيها الانقطاعات المتكررة بدون برنامج تقنين تكمن الخطورة الأكبر على الآلات إذ أن كل انقطاع لحظي للطاقة أو هبوط مفاجئ في التوتر يتسبب بأعطال كبيرة تتطلب استنفار العمال و الفنيين لثلاثة أيام على أقل تقدير ليتمكنوا من إصلاحها كون الآلات تضم لوحات الكترونية دقيقة و (انفيريترات)
وفي ظروف الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا كان من الصعب جداً تأمين القطع البديلة و الأهم من ذلك أن الآلات قديمة جداً وهو إنتاج معامل ألمانيا « الشرقية سابقاً » و هذه المعامل غير موجودة حالياً لذلك اعتمدنا بشكل كلي على الفنيين في المشغل الميكانيكي إذ أنهم كانوا ومازالوا يعملون بجهود كبيرة و يقومون بتحويل قطعة من الحديد الفونت العادي إلى القطعة المطلوبة للآلة تماماً و ذلك بتصنيعها من الألف إلى الياء ,وهو الإجراء الذي ضمن فعلياً استمرار الآلات بالعمل رغم قدمها..
تحسن تدريجي..لكنه ثابت
وأشار رومية إلى أن صناعة الغزل في سورية تتميز بتوفر المادة الأولية و اليد العاملة و يبقى موضوع الآلات والطاقة الكهربائية و بذلك تكتمل معادلة الإنتاج ..
و أضاف : رغم أن العمل يتم بآلات قديمة تعود لعام 1976 و منقولة من الحسكة إلا أن وجود الكوادر المؤهلة في المجالات الإنتاجية و الفنية و الإدارية ساعد على الاستمرار في العمل بالإضافة إلى الدور الكبير للفنيين في المشغل الميكانيكي المجهز بكافة الآلات الصناعية من مخارط و فارزات و غيرها حيث يتم تصنيع معظم القطع التبديلية لزوم آلات الشركة فيه مما يوفر مصاريف شراء القطع و سرعة التجاوب و تأمين المطلوب..
و أضاف: تتم مراقبة العملية الإنتاجية من قبل كادر متخصص (دائرة الجودة) على مدار الورديات المتعاقبة و تجري اختبارات المنتج في جميع مراحل الإنتاج و بأحدث الأجهزة المخبرية و ذلك للمحافظة على المواصفات المطلوبة للخيوط , حيث يوجد مخبران في الشركة وهما مجهزان بأحدث أجهزة الأوستر لفحص مراحل الإنتاج بدءاً من تحديد خلطات الأقطان و انتهاء بالمنتج النهائي في المستودعات و يشرف على عملها مجوعة من مهندسي تكنولوجيا صناعة الغزول..
وللحفاظ على نوعية العمل قبل الحجم يتم وبشكل دوري إعداد العاملين من خلال إتباعهم لدورات تدريبية مختلفة انطلاقاً من مبدأ مهم أن أساس النهوض بالعمل هو التدريب و التأهيل و المتابعة..
ونتيجة لما سبق ذكره وبالإضافة لعوامل رئيسية و هي تراجع انقطاعات التيار الكهربائي المفاجئة, و تحسن نوعيات الأقطان وتعويض جزء من اليد العاملة المتسربة ,نشهد تحسناً تدريجياً في العمل وبخطى ثابتة ..
وعلى سبيل المقارنة كان الربح الصافي في عام 2017 يصل إلى 169 مليون ل.س أما في عام 2018 فهو يتجاوز 205 ملايين ونأمل أن يكون مضاعفاً هذا العام ..
التسويق
و عن تسويق المنتج أكد أن خطوة التوجه لتصنيع المباع في الأسواق كانت إيجابية جداً و جنبتنا تراكم منتجات غير مباعة في المستودعات إذ أن الهدف الأساسي للعمل إنتاج أنواع من الخيوط و بمواصفات مطلوبة في الأسواق والبحث عن النوع و ليس عن الكم فقط ..
و تقوم جهات القطاع العام باستجرار المنتج و تتمثل بالشركة العربية المتحدة للصناعة و الشركة الخماسية بدمشق و شركة الشرق للألبسة الداخلية بالإضافة لشركة نسيج اللاذقية …
كما يستجر تجار و صناعيو القطاع الخاص وحرفيو و معامل وورش القطاع الخاص كميات جيدة و بذلك تتمكن شركة الوليد للغزل من تلبية حاجة السوق بنسبة جيدة..
نسبة المبيعات تتجاوز 117%
وأوضح رومية أنه و لغاية الشهر التاسع من العام الحالي وصل إنتاج الشركة من الخيوط القطنية إلى 731 طناً بقيمة مليار و 231 مليون ل.س ,أما من الخيوط الممزوجة وصلت كميات الإنتاج للفترة ذاتها إلى 384 طناً بقيمة مليار و 36 مليون ل.س
أما المبيعات للفترة ذاتها وصلت إلى 841 طناً من الخيوط القطنية بقيمة 867مليون ل.س ,بالإضافة إلى بيع كمية تصل إلى 442 طناً من الخيوط الممزوجة بقيمة مليار و 79 مليون ل.س ..
ويستمر عمال ومهندسو الشركة و فنيوها ببذل جهود كبيرة و الاعتماد على الذات على مدار الورديات المتعاقبة بهدف زيادة الإنتاج و المحافظة على مواصفاته الجيدة ..
وعن أهم بنود الخطة الاستثمارية للعام الحالي فهي تتضمن شراء ضاغط هواء لزوم العملية الإنتاجية بقيمة 21 مليون ل.س ..
نقص حاد باليد العاملة
ذكر رومية بأن الحاجة الفعلية من العمال تقتضي وجود 1400 عامل وعاملة وبسبب طبيعة العمل الصعبة و ظروف فرضتها الحرب أصبحنا نعاني من نقص حاد في الطاقات الفنية و الخبرات و اليد العاملة, و باشرنا بعدة إجراءات لتعويض النقص من خلال اختبارات و مسابقات متتالية ويوجد حالياً 974 عاملاً منهم 150 عاملاً يؤدون واجبهم الوطني بين احتياط و خدمة إلزامية أو مرضى .
وأكد أن الخبرة عملية تراكمية لايمكن تعويضها بشكل مباشر و هي بحاجة لزمن عمل حقيقي لتكتمل المعارف بتفاصيل العمل عند العامل الجديد..
مزايا للعمال
و أضاف : تعتبر صناعة الغزل من أعرق الصناعات في سورية كونها ترتبط بالمادة الأولية وبالجانب الزراعي أي أن المادة الأولية متوفرة و القوى العاملة مخلصة في عملها..
ولابد من الإشارة إلى صعوبة طبيعة العمل التي تتلخص في مجملها بتحويل بالات الأقطان و البوليستر إلى خيوط بنوعيات متميزة ,وكنوع من الدعم للعمال تم تقديم العديد من الميزات لهم أولها الطبابة و التي تتحمل الشركة نفقاتها بنسبة 100% وحتى في أصعب الظروف لم يتوقف هذا الإجراء إذ تتم إحالة العامل إلى المشفى العمالي و في حال عدم وجود الاختصاص تتم إحالته إلى مشفى الباسل بدمشق أو المشفى الجامعي أو حتى لأي مشفى في القطاع الخاص , كما أنه يتم تغطية نسبة عالية من نفقات طبابة الأسنان, و يوجد 95 عاملاً حالياً يعانون من حالات مرضية حادة كالشلل النصفي أوإصابات بسبب ظروف الحرب و كلها حالات تقوم الشركة برعايتها على أكمل وجه دون أن يتحمل العامل المريض أي عبء مادي , بالإضافة إلى النقل من وإلى الشركة مؤمن لكل العمال و تشمل كافة أحياء المدينة بدءاً من مساكن الادخار وصولاً إلى حي الزهراء ,بالإضافة إلى قطاع واسع من الريف إذ يتم توصيل العمال من و إلى قرى متعددة و يصل خط التخديم إلى قرى الريف بمختلف الاتجاهات إلى فاحل و القبو و نوى و المشرفة و الجابرية و الرستن بهدف تخفيف أعباء التنقل عنهم .
كما يتم منح العاملين في الشركة الحوافز الإنتاجية لتشجيعهم على زيادة الإنتاج و التقليل من تكاليفه ويتم توزيعها بشكل عادل بما يتناسب مع جهد كل عامل و بذلك يحصل عامل الآلة على النسبة الأكبر
ويستفيد جميع العمال في الصالات الإنتاجية من الوجبة الغذائية والعديد من المزايا العينية من ألبسة و أحذية و غيرها وفق النظام الداخلي للشركة ..مع سعي مستمر لتقديم الأفضل وبشكل خاص بالنسبة لموضوع الوجبة الغذائية إذ أن جهوداً كبيرة تبذل في سبيل التوصل إلى صيغة ترفع من قيمتها المادية بشكل يتناسب مع الواقع ..
صعوبات بوجه العمل
و تحدث رومية عن أهم الصعوبات التي تعترض العملية الإنتاجية و التي يأتي في أولها انقطاع التيار الكهربائي غير المنتظم مما يسبب إرباكات في العمل عند الفصل و الوصل و ضياعاً في الوقت و تسعى الشركة بالتعاون مع شركة كهرباء حمص للوصول إلى صيغة عمل تحقق الاستقرار في الشبكة الكهربائية, بالإضافة لصعوبة واضحة في تصدير الفائض من الإنتاج الزائد عن حاجة السوق الداخلية و تأمين القطع التبديلية نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على سورية ..
و أوضح أن العمل حالياً بنظام الورديات 8-16 ساعة و هو حالة مؤقتة نتيجة الظروف التي مرت بها المحافظة و عدم إمكانية تبديل الورديات ليلاً بسبب تواجد الكثير من العاملين في الأرياف البعيدة و تعذر نقلهم بوسائط النقل الجماعي و تسعى الشركة لإعادة العمل 8 ساعات متعاقبة في أقرب وقت ممكن ..
أخيراً
لدى الشركة كادر من الإنتاجيين والفنيين والإداريين المميزين وهم ذوو خبرة ومشهود لهم بالتفاني والإخلاص في العمل, وبجهودهم و بدعم من وزارة الصناعة و مؤسسة الصناعات النسيجية استمر العمل في الشركة ومازال كادر الشركة يبذل كافة الجهود اللازمة لزيادة الطاقات الإنتاجية والتسويقية للشركة لتكون دوماً رافداً مهماً لاقتصادنا الوطني من خلال تحقيق الأرقام الإنتاجية المطلوبة وإنتاج خيوط بالمواصفات العالمية والمنافسة لإنتاج الشركات الخاصة حتى في الأسواق الخارجية.
هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار