« بتمون » كلمة نقولها -في معظم الأحيان – على مضض لشخص هو في الغالب قريب منا وذلك عندما يحطم الحدود ، ويكسر اللوائح ، ويزيل ستار الخجل ، ويتخطى كل الأسوار .. وهو بالمقابل يقول لك : لقد بدر مني ما بدر « بالمونة ».
باعتقادي أن هذا الأمر ليس إلا شماعة أو حجة يعلق عليها أفعاله وأقواله الخاطئة، فعندما تتشاجر مع أحد أصدقائك ويخطئ بحقك فالمطلوب منك ألا تغضب منه فهو بحالة انفعال وغضب ، لا تغضب ولا تتخذ موقفاً ، لماذا؟
لأنه سيعلل ذلك بأنه «بيمون عليك» فلا تنتظر اعتذاراً منه . وعندما يتدخل صديق أو قريب أو طرف من أهلك في كل أعمالك ويعاتبك على تصرفاتك ويقوم بدور الوصي عليك ويتدخل في شؤونك الخاصة بسبب أو بدون سبب .. فلا تغضب فإنه يفعل ذلك « بالمونة » .
وعندما يستخدم صديقك هاتفك ليتحدث مع أهله في الخارج أو قريب ما، لزمن يمتد ليغتال وقتك ويقتنص مالك ..فلا تغضب فهذا لأنه بيمون عليك ..
ولا ندري حقيقة من أين جاءت هذه “ المونة “ فعلاقة الصداقة أو الزمالة بعيدة كل البعد عن هذا ، وحتى الحب لا يمت له بصلة . فكيف لي أن أسيء إلى المقربين مني وأجرح أحاسيسهم ؟ ليس من حقي أن أسبب الأذية لأي إنسان وأستغل حبه لي وليس من حقي أن أتدخل في شؤون الآخرين بحجة الحب أو الزمالة أو الصداقة .
« المونة » هي الحجة التي نستغلها عندما نريد أن نجرح أو نستغل أي فرد ، وهي الحجة التي نقولها حتى لا يغضب أحد منا ، أو إذا أردنا أن نزيل الخجل والحياء دون أن يعاتبنا أو يحاسبنا أحد. نطرح هذا الرأي ونتمنى ألا تعتبوا علينا وألا تفهمونا خطأ ، وهذا كله «بالمونة » .
المحررة
المزيد...