تجود السماء بالمطر فيسعد الناس مستبشرين بما قد يحمله معه من مواسم الخير لكنهم يصطدمون بالسيول التي تشكلها هذه الأمطار دون أن تجد طريقها إلى مصارف مطرية تستوعبها وعندما تجد بعضها على قيد الحياة نكتشف أن الأوساخ والردميات قد خنقتها لتصبح عاطلة عن العمل ..
فما إن تسقط نعمة السماء على الأرض حتى تتبدى عيوب الواقع الخدمي حيث تتكرر المشاهد التي لا تسر الخاطر بدءا من تحول الطرق في المدينة إلى أقنية تجري بمياه الأمطار وتتحول إلى برك ومستنقعات تربك حركة المشاة والآليات معا مع انسداد الشوايات المطرية وإن وجدت في بعض المواقع فهي لا تعمل … حفر ومطبات كثيرة في كل مكان تشكل مصيدة للمركبات التي لايمكن أن تكشف نتيجة غمرها بمياه الأمطار.
هذه هي حال معظم شوارع مدينة حمص و خاصة الأحياء التي تم مؤخرا استبدال شبكات الصرف الصحي فيها ولم يتم تعزيل الشوايات من الحصى والأتربة حيث بقيت شوارع تلك المناطق مليئة بالحفر وأكوام البحص التي تعيق الحركة دون أي اعتبار لحركة الناس اليومية ودون أي اهتمام بسلامة الأطفال الذين يتعثرون في طريقهم إلى مدارسهم كل يوم بمخلفات الحفريات.
أما بالنسبة للأرصفة فحدث ولا حرج فهي تمثل وبالا بالنسبة للمواطنين في فصل الشتاء فهم إن هربوا من الأوحال المتراكمة وسط الشوارع فإنهم يجدونها تحت أقدامهم تخرج من أطراف البلاط والزائر لأي سوق خضار يرى بأم عينه أكوام القمامة ومخلفات الخضار تنتشر في المكان عدا عن الأوحال التي تغطي المكان وتعيق حركة المتسوقين .
مانود الإشارة إليه أننا ناشدنا الجهات المعنية بتعزيل الشوايات قبل حلول فصل الشتاء لكن كالعادة أذن من طين وأخرى من عجين والصور ابلغ من الكلام .
والسؤال المطروح هنا هل تتنبه الجهات المعنية لذلك وتبادر إلى إيجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة القديمة الجديدة ..؟!
بديع سليمان – تصوير : فايز عباس