الأمراض المزمنة مجموعة من الأمراض غير المعدية ، ولكن عندما يصاب بها الشخص فإنها تتطور على مدى فترة زمنية طويلة تتطور بشكل بطيء نسبياً لذلك سميت بالأمراض المزمنة ، وتسمى بالأمراض غير المعدية ، وتعتبر تلك الأمراض مشكلة عالمية ، حيث أن نسبة الإصابة بها زادت في العقود الأخيرة بشكل واضح نتيجة للتغيرات الجذرية التي طرأت على السلوك الغذائي ومستوى النشاط والحركة .
وتتمتع الأمراض المزمنة بخصائص تميزها عن الأمراض العادية أو المعدية،فعادة تكون الإصابة بتلك الأمراض صامتة لا يشعر بها المصاب في البداية حتى تبدأ المضاعفات في الظهور وبعضها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلوك الغذائي والحركي ، فالسكري يرتبط بالبدانة ، وأمراض الجهاز التنفسي بالتدخين وبالتلوث، وأغلب الأمراض المزمنة يمتد علاجها طوال العمر أو لفترات طويلة كمرضى ضغط الدم المرتفع ، وذلك يكلف أموالاً قد يعجز الكثيرون عن تقديمها خاصة أن بعضها نوعي وأسعاره مرتفعة جداً ، وأن 80 % من هذه الأمراض في الدول الفقيرة .
ومن العوامل التي تزيد من خطورة تلك الأمراض التدخين وقلة النشاط الحركي ، وشرب الكحول والمواد المخدرة ، وارتفاع نسبة الدهون مما جعلها تقف وراء حدوث أكثر من 63% من مجموع الوفيات السنوية المبكرة التي يمكن توقيها إلى حد كبير والتي وصل عددها إلى 36 مليون نسمة سنوياً وأعمارهم أقل من 60 سنة . كل ذلك دعا دول العالم إلى العمل لنشر الوعي بين الناس والتدخل الصحي الذي يختلف من بلد لآخر .
وسورية من الدول ذات المعدلات المنخفضة الإصابة نتيجة للإجراءات المتبعة لضمان صحة الأفراد والمجتمع ، وتقوم وزارة الصحة السورية بتوفير التشخيص والعلاج والدواء المجاني للمرضى المزمنين ، وتغطي عشرة أمراض منها الصدرية والقلبية الوعائية والداء الرئوي الانسدادي والتصلب اللويحي والتلاسيميا والناعور وعوز هرمون النمو والبلوغ المبكر والسكري والسرطان وزرع الكلية .
كما تقوم بحملات التلقيح للأطفال دون سن الخامسة بشكل يمنع حدوث أية جائحة في سورية رغم الحرب الكونية التي شنت ضدها التي حملت معها ضمن ماحملت أمراضاً مزمنة وغير مزمنة إليها .
إن رسم الاستراتيجيات على الصعيدين الوقائي والعلاجي والسعي الدائم لرفع مستوى الثقافة الصحي وتوفير التشخيص والعلاج والدواء المجاني في المشافي والمراكز الصحية جعل سورية في مقدمة دول العالم من ناحية الاهتمام الصحي بمواطنيها مما أدى إلى ارتفاع مستوى العمر لأبنائها ، وزيادة عدد سكانها زيادة مضطردة قبل الحرب.
ذلك ليس كلاماً يطلق على عواهنه وإنما هو شهادة بل شهادات من دول العالم ومنظمة الصحة العالمية التي تؤكد سبق سورية في هذا المضمار ليس لمثيلاتها من الدول فقط بل لكثير من الدول التي تدعي أنها متقدمة ومتطورة .
وإذا وقع تقصير هنا أو هناك فإن ذلك قد يكون لأسباب خارجة عن إرادة الجهات المعنية وبسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن أو تقصير العاملين أنفسهم لسبب أو لآخر، وذلك لا يعتبر مقياساً يقاس به .
أحمد تكروني
المزيد...