كانت الشهادة و ستبقى مبعث الأمل في تجدد الحياة و شموخ الوطن فهي العنوان الأسمى في قاموس النضال بما تحمله من قيم سامية و رفيعة سطرت فيها أروع الملاحم ,و هي عنوان لمدرسة نضالية متألقة أبطالها شهداؤنا الأبرار الذين تحدوا الأعداء و هم يدافعون عن الأرض و الكرامة إنها العطاء بلا حدود في سبيل حياة حرة كريمة.
برهن الشعب العربي السوري ذو الماضي المجيد انه الأقدر على التضحية و نيل شرف الشهادة ….
في الشهادة حياة و في كليهما انتصار للحق و صون للكرامة و يعلم أن لا وطن من دون تضحية و لا بناء دون إرادة و لا مستقبل دون فداء.
أبدع الأبطال بدمهم و تضحياتهم ملاحم الصمود و الانتصار في النضال و الفداء و مقاومة العدو الإرهابي الغاشم فكانوا جسوراً و منارات و قناديل شامخة على طريق الفداء .
حماة الديار هم صوت سورية وضميرها وسلاحها في مواجهة كل أشكال الإرهاب والغدر ..هم أنبل بني البشر واطهر الأبرار وحماة الشعب والأرض والعرض , بكم نكبر وبنوركم نهتدي وبتضحياتكم نقتدي وبفضل بطولاتكم بقيت سورية مرفوعة الرأس شامخة منصورة.
إن انتصارات الجيش العربي السوري التي يحققها يومياً وسط ظروف خاصة ومعقدة تجعل منها معجزات عسكرية يضمها العلم العسكري إلى أرقى صفحاته، وما هي إلا تجسيد عملي للمناقبية العسكرية العبقرية الرفيعة التي يختزلها مقاتلو جيشنا .
جيشنا البطل يحقق صباح كل يوم إنجازاً تلو الآخر، فقد تهاوت عصابات الاجرام ، التي عاثت خراباً ودماراً، لتنتهي معها المراهنة على تدمير سورية، ويجر الأعداء وراءهم ذيول الخيبة والهزيمة.
إن سورية التي بذل الشهداء الأبطال أرواحهم ودماءهم رخيصة من أجلها ستعود أكثر تماسكا وأجمل مستقبلا وان الوطن الذي يبذل أفراده أرواحهم في سبيله هو الوطن العزيز والغالي والشامخ والخالد,فتحية لحماة الوطن البواسل الذين بفضلهم يزداد الوطن منعة وقوة وشموخاً وصلابة و بعطاءاتهم الخلاقة المبدعة يسمو ويشمخ , فأنتم القلب النابض لوطن شامخ لا يعرف الذل والخنوع والاستسلام .
تتواصل قوافل الشهداء دفاعاً عن الوطن و إيماناً بأن الوطن لن يكون منيعاً بغير الشهادة و تواصل جريدة العروبة اللقاءات مع أهالي من سلك دروب الشرف و الإباء و ضحوا بالنفس ليبقى وطننا قوياً منيعاً .
والد الشهيد البطل الملازم شرف أيهم منير شحود :
تعلمنا من الشهيد قيماً رفيعة أنستنا الحزن
كتاب المجد و التاريخ أنتم و من قبلكم كان الأجداد, سلاحكم الأقوى الإيمان و الإرادة دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه لقد حفرتم في الوجدان اسماً مقدساً تفتخر الأجيال به من بعدكم …
من الأبطال الذين دخلوا التاريخ بإيمانهم و إرادتهم الشهيد البطل الملازم شرف أيهم منير شحود .
يحدثنا والد الشهيد قائلاً : لقد أرسى القائد المؤسس حافظ الأسد دعائم و قيم الصمود في نفوس أبناء وطنه إضافة إلى العطاءات الكبيرة المقدمة لأسر الشهداء مما عزز في نفس المواطن القوة و العنفوان و التصميم على الدفاع عن أرض الوطن و ترابه و التضحية بالنفس دفاعاً عن الأرض و الكرامة و الحقوق و في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد نالت أسر الشهداء كل التكريم و الاهتمام بفضل توجيهاته الكريمة و التأكيد على أهمية التمسك بنهج الشهادة و هذا ما أشار إليه السيد الرئيس بقوله:« بما أننا جميعاً نريد لوطننا الغالي أن يبقى قوياً و جميلاً فعلينا أن نكون دائماً مستعدين لتقديم ما قدمه شهداؤنا و هذا يعني أن نقدم الأرواح و الدماء ».
إن الإرادة هي العنصر الأهم في قوة المجتمع و الوطن و مجد الأوطان يبنى بهمة الأبطال و صمودهم في وجه أي اعتداء على وطنهم هؤلاء الأبطال الذين يمتلكون روح الإرادة و القوة و روح العطاء و الفداء .
و يتابع والد الشهيد: ابني أيهم بطل من الأبطال الذين اندفعوا بحماسة و حب و رجولة و إقدام للوقوف مع حماة الديار بوجه الإرهاب الذي جاء لتدمير سورية الدولة و المجتمع لصالح أعدائها ,خاض و رفاقه عدة مواجهات ضد العصابات التكفيرية في حمص و ريفها و فجروا أوكار الإرهاب الصهيوني الوهابي كان مع رفاقه لا يترددون في خطاهم الواثقة بالانتصار يقتحمون النار ليكتبوا على جبين الشمس نحن أبطال الجيش العربي السوري نرفع لواء الكرامة أينما حللنا شارك في معارك تحرير مطار الضبعة من أيدي الإرهاب دافع مع رفاقه بكل قوة وعزيمة و إصرار و حب للوطن كل ذلك إيماناً منهم بتحقيق النصر قريباً, واجه أيهم مع رفاقه العصابات المسلحة و دمروا عتادهم إلى أن ارتقى شامخاً إلى العلياء بتاريخ 23 /4/2013 …
لن نبكي على ولدنا ،نحن نتعلم منه معنى الفداء و التضحية وقيم الكرامة فالوطن وجودنا و كرامتنا و مهما قدمنا تضحيات فإنها تهون في سبيل الحفاظ على طهر ترابنا و تخليصه من دنس العصابات المجرمة و سنواصل بذل الغالي و النفيس في سبيل إعلاء راية الحق راية الوطن.
أخيراً أفتخر بوسام الشرف أفتخر باستشهاد أيهم فداء لتراب الوطن أفتخر أني والد الشهيد الذي صان العهد و الوعد و صمد في المعركة وظل يقاتل حتى آخر قطرة من دمه الطاهر .
السيدة ازدهار والدة الشهيد تقول: كنا نعيش بسلام و أمان إلى أن جاء حثالة الأرض و مشغلوهم قلبوا حياتنا رأساً على عقب فجروا الحجر و حرقوا الشجر لكن مهما أوغلوا في الإجرام لن ينالوا ما يريدون ما دام في سورية أمهات تنجب الأبطال أمهات تقدم أولادها شهداء لتجسد الوفاء بأبهى صوره و معانيه.
إن جيشنا قوي و شعبنا صامد و قيادتنا حكيمة تعرف كيف تدير الدفة بكل اقتدار لنصل إلى شاطئ الكرامة و بر الأمان لهذا نحن لا نشعر بالخوف أبداً طالما أن دربنا درب الحق و الحق لا بد أن ينتصر دربنا تزينه قصص الشهداء و ينيره طهر دمائهم ,لقد قال الشهيد البطل في آخر لقاء بيننا نحن نقاتل الإرهابيين المرتزقة الذين جاؤوا ليعيثوا فساداً و خراباً و دماراً في أرضنا الطيبة و لن نتراجع خطوة واحدة في استكمال مهامنا الوطنية حتى تخليص الوطن من شرور دعاة الفتنة و القتل و الدمار.
و تتابع والدة الشهيد: كان الشهيد البطل أيهم شجاعاً طيبا و حزني كبير على فراقه و سيبقى في غيابه حاضراً ستبقى ذكراه دائماً رفيق الدرب هو نبض القلب ماذا أقول عن ولدي أبحث عن كلمات تليق به و بمنزلته و بما يستحق من بهاء و علو قدره رحمه الله و رحم شهداء الوطن الأبرار، السلام لأرواحهم الطاهرة التي قدموها فداء لعلم البلد و صوناً لكرامة أبناء سورية .
أسرة الشهيدين البطلين الملازم شرف أحمد عدنان نصار
و الملازم شرف علي عدنان نصار:
سقيا ورود العزة و الكرامة بدمائهما الطاهرة
أكد الشهيد الانتماء الخالص للوطن عندما اعتلى صهوات المجد و سطر صفحات العز و الفخار عندما أضاءت شمسه قلوبنا المتعبة كبرنا به و كبر بنا …
سطر الوطن اسمه و رسمته أنامل الأطفال نجمة بين الغيوم نجوم الربيع في سحره و الشتاء في خيره و العطاء يوم الشدائد نجمة زينت سماء الوطن…
البطل الشهيد الملازم شرف أحمد عدنان نصار و شقيقه الشهيد البطل الملازم شرف علي عدنان نصار
يقول والد الشهيدين : سنوات الحرب تقترب من نهايتها و تقترب نهاية العدوان فأدواتهم من الإرهابيين يلفظون أنفاسهم الأخيرة و مع نهاية أنفاسهم تنتهي أهم أدوات مشغليهم من الرعاة و الداعمين و يستمر السوريون قيادة و جيشاً و شعباً في رسم معالم النصر الأكيد و في الوقت نفسه يؤسسون لبناء قواعد الصمود الجديدة لإحباط مشاريع الأعداء فأعداؤنا لن يتوقفوا عن مخططاتهم إنهم يعيشون على حساب حقوق الشعوب و مصالحها و نحن لن نتوقف عن المواجهة و الاستعداد لها لأننا نؤمن بمبادئنا و قيمنا في الدفاع عن حضارتنا و مستقبلنا …سنوات من الحرب الإرهابية على سورية و المقاتلون في الجيش العربي السوري والقوات الرديفة و الحليفة يقدمون أروع صفحات التضحية و البطولة ,مقاتلون مؤمنون بوطنهم و بالتضحية في سبيله فقد كان البطل أحمد يمتلك الرجولة و الشجاعة و التصميم على النصر و التضحية بالنفس شارك مع رفاقه في عدة معارك ضد العصابات الظلامية و كان آخرها في حلب حيث ارتقى شهيداً بتاريخ 14/8/2014 لقد قال عنه رفاقه الأبطال أنه ساهم في استهداف خطوط الأعداء الهجومية و الدفاعية و مواقع تحصيناتهم برمايات كثيفة و دقيقة رحمه الله و رحم شهداء الوطن الأبرار, فقدت بغيابه عيني التي أرى الجمال بها و قلبي الذي كان يخفق به حباً لكن ما يخفف من وطأة حزني هو أن الوطن أغلى من الروح هو يحتاج لرجال أشداء لا يهابون الموت ليقفوا بوجه من جاء بلغة الذبح و الحرق و الإجرام .
و أضاف: الوطن هو أنا و أنت و هي و هم من أجله نزرع في نفوس أولادنا حب الوطن كما فعل أسلافنا من قبل.
و يتابع الوالد الحزين و الفخور بآن معاً : كان البطل علي دائم السؤال عن قصص بطولات الشهداء التي تحمل المدارس أسماءهم كان يطلب مني إعادة قصة بطولة احد الشهداء عشرات المرات, تميز بالشجاعة التي أهلته للالتحاق برفاق السلاح و مواجهة العصابات المجرمة في حمص و خوض أعنف المعارك ضدها أثبت خلالها شجاعته و رجولته و حبه لوطنه ثم انتقل إلى اللاذقية و ساهم مع البواسل في تطهير ساحات واسعة من رجس الإرهاب بعد خوض غمار معارك ضارية قاتل بشجاعة مع الأبطال كان دائم القول سألحق بأخي ورفاقي لقد تأخرت عليهم سيكرمني الله بشرف الشهادة لألتقي برفاقي و أصدقائي فيا أهلا بالشهادة في سبيل صون كرامة الوطن .
لقد استبسل هو و الأبطال في منطقة كسب على الرغم من الأعداد الكبيرة للمسلحين الإرهابيين الذين هاجموهم إلا أنهم لم ينسحبوا و لم يتركوا أماكنهم حتى فاز البطل علي بالشهادة فوزاً عظيماً بتاريخ 2/2/2016 ,الرحمة لشهداء الوطن الأنقياء أعتز و أفتخر أني والد الشهيدين البطلين اللذين جادا بدمائهما ليرويا تراب الوطن قطرات دمهم لتنبت ورود العزة و الكرامة .
والدة الشهيدين كانت دموعها تعبر عما بداخلها أكثر من كلماتها و ترتسم علامات الرضا على محياها إيماناً و تسليماً بقضاء الله و محبة بالوطن و قائده تحدثت قائلة: تجاوزت أحزاني و آلامي وسلمت بقضاء الله و قدره و بالمنزلة المباركة التي وعد الله بها الشهداء…
لقد كان أحمد و علي الهناء و السعادة لحياتي اختارا درب الصمود أقسما أن يرفعا مع الأبطال علم الكرامة و يقفا مع الفوارس رجال الشمس في وجه الحرب المسعورة و ملاحقة من قتل الأبرياء و اغتال البسمة و قطف فرحة العمر… كنت أخاف عليهما كثيراً و أقوي نفس بالقول إذا لم يقاتل أولادي و أبناء غيري من سيقف بوجه الطغيان المتمثل بالإرهابي الشيطاني خاضا مع الأبطال المعارك المشرفة و استشهدا في سبيل كرامة سورية .
كانت السعادة تغمرني عندما يتحدث رفاقهما وأبناء الحي عن أخلاقهما و أدبهما و سجاياهما كانا يقولان : نحن بخير يكفينا رؤية الابتسامة على وجهك و السعادة تدخل قلبك و قلب والدنا وإخوتنا .. لا نطلب سوى رضا الله و رضاكم ، وتضيف رحم الله شهداء الوطن الأبرار .. رحم الله الشهيد البطل أحمد و الشهيد البطل علي اسمحوا لي عبر جريدة العروبة أن أقدم عزائي لمن فقد قطعة من روحه و قلبه و أقول للجميع إن دماء الشهداء و أرواحهم و تضحياتهم ستتوج بالنصر إن شاء الله و مع كل هذا يبقى العطاء خجولاً أمام الوطن .. ما أتمناه هو تحقيق النصر و رفع العلم العربي السوري على كامل الأراضي لترتاح أرواح الشهداء
لقاءات : ذكاء اليوسف