يشكو الكثير من الآباء من عدم قدرة أطفالهم على القراءة ويشكون من كتابتهم البطيئة وعدم قدرتهم على فهم الكلمات عند القراءة ، وعدم وضوح الأفكار عند التعبير الكتابي وغالبا ماتبدأ هذه الصعوبات في سن السابعة عند الطفل ولاتكتشف إلا عندما يدخل المدرسة حيث أنه يشكو من اضطرابات تؤثر على قدرته في استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة وتكون ناتجة عن عدم قدرة الدماغ على جمع المعلومات من مناطق مختلفة من الدماغ .
عن هذا الموضوع حدثتنا الدكتورة صبا حمود مدربة تنمية بشرية وتطوير قدرات للأطفال واليافعين قائلة : إن أسباب التأخر الدراسي تعود لعدة أسباب منها :
أولا – الأسباب العقلية ، مثل الضعف العقلي وتدني نسبة الذكاء وضعف القدرة على التركيز والإنتباه وضعف الذاكرة .
ثانيا – الأسباب النفسية الإنفعالية مثل إصابة بعض التلاميذ بالخمول والإنكفاء والإحباط وفقدان الثقة بالنفس وسوء التكييف وكره مادة دراسية معينة أو أكثر .
ثالثا – الأسباب الصحية والجسمية مثل تأخر النمو وضعف البنية الجسمية والتلف المخي وضعف الحواس (السمع – البصر)
رابعا – الأسباب الاجتماعية والإقتصادية مثل الإضطراب الأسروي مترافق مع طموح الأهل الزائد ورغبتهم بالتحصيل العالي لأبنائهم والتمييز بين الأبناء وقد يعود للوضع الاقتصادي السيء للأسرة والظروف المعيشية والسكنية السيئة وكبر حجم العائلة .
خامسا ـالأسباب المدرسية : مثل اضطراب العلاقات بين المعلمين أنفسهم أو بينهم وبين الإدارة وكثرة الغياب أو الهروب والنقص بالوسائل التعليمية وصعوبة الموادالدراسية وكثافة المناهج .
وكان لنا لقاء أيضا مع المرشدة النفسية ريم النقري المعلمة في مدرسة فواز الأحمد بهذا الخصوص وقد حدثتنا قائلة : صعوبات التعلم من المشاكل النمائية العصبية لدى الأطفال التي تسبب لديهم إخفاقات في الدراسة ومشاكل نفسية وسلوكية وهذا مايسمى ( الإعاقات الخفية) لأن الطفل ذكي جدا وكامل النمو ، لكنه غير قادر على تحقيق النتائج التي يريدها في الدراسة رغم الجهود التي يبذلها ، وصعوبات التعلم ناتجة عن مشكلة في النمو العصبي تؤثر على تعلم المبادئ الأساسية في التعليم وبالتالي ستتأثر كل عمليات التحصيل العلمي مثل :
أولا : عسر القراءة التي تشمل صعوبات (القراءة والنطق والكتابة والتحدث) .
ثانيا :عسر الحساب وهي صعوبة الطفل في إجراء العمليات الحسابية وفهم الوقت واستخدام النقود .
ثالثا : عسر الكتابة وهي مشاكل الخط والهجاء وتنظيم الأفكار
رابعا : اضطرابات المعالجة السمعية وهي عدم القدرة على تمييز الفرق بين أصوات الحروف وتشمل مشاكل القراءة وكتابة الجمل وتعلم اللغات وتُعتبر نوعاً من اضطراب المعالجة السمعية لكن الفرق بينهما أن اضطراب المعالجة السمعية يشمل تحليل وقراءة الأصوات في الدماغ بينما اضطراب المعالجة اللغوية يختص باللغة فقط من حيث ربط المعنى بصوت الكلمات والجمل والقصص يوجد العديد من الأطفال يعانون من صعوبات التعلم ، سواء كان من نوع واحد أو أكثر فينعتهم البعض بالغباء والفشل ، ولكنهم في الواقع هم أذكياء ، ولكنهم يحتاجون لمن يشخّص حالتهم وتقديم العلاج المناسب .
والعلاج يحتاج لوضع برنامج تدريبي وتعليمي خاص بالمشاركة بين الأسرة والمدرسة والعمل على توخي الحذر والهدوء والثبات الإنفعالي مع الطفل، وعدم الصراخ في وجهه، ثم تجزئة المهام المقدمة للطفل والحرص على تعليمه كيف يكون هادئا اثناء القيام بواجباته والإنتباه للهوايات التي يحبها حتى يتسنى له تفريغ طاقته
وان يتم سؤاله بشكل غير مباشر على إيجاد الشبه والإختلاف بين صورة وأخرى او بين المدرس والأب او بين الطبيب والفلاح والتعرف على المتضادات من خلال اللمس (طويل، قصير) (بارد، ساخن)
مدح الطفل عند قيامه بعمل جيد أمام رفاقه والناس والحرص على منحه الوقت الكافي واعطائها الأولوية لإنهاء فرائضه المدرسية والجلوس معه حتى ينتهي والبحث على طرق تحمسه لأدائها و الحرص الدائم على زرع الثقة بالنفس لدى الطفل حتى لايشعر بأنه اقل قيمة من غيره .
عبير منون
المزيد...