زيارة الفريق الحكومي الى مدينتنا حمص العدية منذ أيام قليلة أشعرت المواطنين بوجود آفاق جديدة لتطوير الحياة الاقتصادية والارتقاء بالخدمات التي هي في تراجع مستمر انعكس تدهورها بشكل سلبي على معيشة المواطن الذي باتت لقمته تؤرقه و بورصة الأسعار تنقله كل يوم من حال الى حال وتوفيرحاجاته الأساسية بات ضرباً من المحال .
نحتاج تقييماً مسؤولاً عن مستوى الأداء والخدمات التي تقدمها كل مؤسساتنا الخدمية في حمص ، وتوضيح الثغرات وطرق تلافيها ، والأهم هو اعتراف القائمين على ادارتها بوجود تقصير وخلل في مكان معين علّ المساعي تستطيع الحد منه أو درءه .
فليس عن عبث أن يزور الفريق الحكومي مدينة حمص بتوجيه كريم من سيد الوطن ودعوة رئيس مجلس الوزراء الى ضرورة رفع مستوى الخدمات ومواجهة الاجراءات الاقتصادية القسرية وكذلك الوعود بتحسين الخدمات من كهرباء ونقل وطرقات وقطاع صحي دليل مد يد العون لتلك الجهات الخدمية للارتقاء بعملها والتقدم نحو الأمام لا المراوحة في المكان أو التراجع ولحث – كذلك – تلك الادارات على التواصل وهذا ما أكد عليه بعبارة «تكاملية العمل» بين الحكومة و المؤسسات المعنية في حمص … فكل مديرية في محافظتنا هي حلقة في عقد متصل ينعكس تطورها على بقية الحلقات
والواقع الخدمي في مدينتنا يتحدث عن نفسه ، كهرباء كئيبة ، شبه غائبة ، تشعرك بميل لرؤية الجانب المظلم من حياتك حتى في حضورها غائبة ، والرعونة التي تدفع العجلة سرعان ما تعود بها لتسحق كل ما أوتي تحت نظرها ، الأعطال كثرت نتيجة مجيء وانقطاع الكهرباء بطريقة غير منتظمة أو مدروسة بطريقة تشبه ما تشبه خداع البصر أو ايهام النفس بأنك تستطيع تشغيل الغسالة والتلفزيون والبراد
أما طرقاتنا وخاصة الفرعية في حاراتنا الشعبية فجديدها مثل قديمها وزفتها لا عمر مديد له ، ومتعة استكشافها بعد أول معانقة للسماء مع الأرض ، ليكشف المطر المستور والقصور والخلل والأموال التي ضاعت بين حانا ومانا… وبقية الخدمات التي تستهدف لقمة المواطن وصحته ليست على مايرام ،… وكلما تفاءلنا بالتقدم خطوة الى الأمام بتحسين واقعنا المعيشي ، يأتي من يشدنا الى الخلف متجاهلاً كل القرارات والتحذيرات والأولويات بوضع عصيه في العجلات ويمشي غير آبه سوى بمصالحه وهذه /أزمة/ لا علاقة لها بالحرب ، أزمة أخلاق ..أزمة فقدان الثقة بالقرارات التي فيها صالح المواطن ، أزمة عجز مسؤولينا عن اتخاذ اجراءات صارمة ورادعة بحق التاجر الذي باتت له الكلمة الفصل في السوق ..
جنودنا البواسل يقفون في الميدان بأقدام ثابتة مغروسة في الصخر بوجه العاصفة متحدين متوعدين سخيين بعطائهم في الصفوف الأولى وجميل أن تكون مواقف تجارنا الأكارم ومسؤولينا توازي وقفة جيشنا العظيم وعطائه وعلّ القادم أجمل … ونبقى «محكومين بالأمل «
العروبة –حلم شدود