تتميز بهندستها الفريدة و تصميمها العمراني الرائع …ثانوية عبد الحميد الزهراوي من أقدم مدارس حمص

تستقبلك حجارتها السود لتحكي قصة تاريخ ونضال أحبه أهل المدينة الذي حفظوه عن ظهر قلب ..
جدرانها لو تمكنت من الكلام لعبرت عن حنينها لطلاب أصبحوا اليوم من رجالات البلد قضوا فيها مرحلة تعليمهم الثانوي و أضاؤوها بنشاطاتهم وورودهم إليها كل صباح لينهلوا العلم من أساتذة قديرين متميزين , و لروت كل حجرة فيها حكاية تتالي أجيال من الشباب الحمصي المتميز , الذي يحافظ على سيرة طيبة لمن سبقه ويستمرون بدخول مجالات التعليم العالي من أوسع أبوابه ….
مدرسة عبد الحميد الزهراوي التي تحولت في حمص إلى نقطة علام كانت الثانوية الأولى و التي استقبلت و لاتزال طلاب المرحلة الثانوية العلمي من كل أحياء المحافظة والريف القريب ..
تعد من أقدم المدارس الرسمية و ارتبطت بتاريخ المدينة خلال أكثر من تسعة عقود و درج على مقاعدها علماء و مفكرون و قادة و سياسيون ومشاهير من أبناء هذه المدينة تلقوا فيها كنوز العلم و المعرفة و الفكر و الثقافة…
يتميز بناء المدرسة بهندسته الفريدة و تصميمه العمراني الرائع من الداخل و الخارج و يتألف من ثلاثة طوابق تحتوي 34 قاعة مع غرف الإداريين و المدرسين و المخابر وتمتاز قاعاتها بسقوفها العالية و أبوابها و نوافذها المصممة بطريقة تسمح بدخول الضوء و الهواء بشكل جيد كما صممت جدرانها لتوفر مناخات أليفة في الصيف و الشتاء, و يوجد فيها مخبران نموذجيان الأول للعلوم و الثاني للفيزياء و الكيمياء , وفيها مكتبة زاخرة بمجموعة كبيرة من أمهات الكتب ومسرح مدرسي واسع, كما تضم متحفاً يحتوي على المواد العلمية و الفيزيائية و الكيميائية و الخرائط ومواد التشريح و غيرها من المواد التي كانت تستخدم قديماً كوسائل تعليمية و يذكر أن أعلاماً كثيرين تفخر بهم سورية وعددا كبيرا من أعلام المحافظة و الأطباء و المهندسين اللامعين والمفكرين المنتشرين اليوم في أنحاء مختلفة من بقاع العالم درجوا على مقاعد هذه المدرسة منذ تأسيسها .
(العروبة) التقت مدير المدرسة الأستاذ سليمان الموسى و الذي حدثنا بأن البناء على وضعه الحالي منذ إنشائه عام 1901 و كان سابقاً يسمى بمدرسة التجهيز الأولى ليصبح باسم ثانوية عبد الحميد الزهراوي منذ عام 1948 و لغاية تاريخه , وتعتبر معلماً من معالم حمص الأثرية إضافة إلى أن عدداً كبيراً من رجالات المدينة تخرجوا منها..
و أضاف :في السنوات العشر الأخيرة تم لحظ المدرسة بترميمين أحدهما كان الأضخم إلا أنه تمت المحافظة على هوية المدرسة و حتى على أدق التفاصيل الأثرية فيها ..
و أشار إلى أن عدد الصفوف فيها يبلغ 20 صفاً ويوجد أكثر من 900 طالب بالمدرسة و لايوجد مجال لفتح شعب جديدة رغم الازدحام ,وفي كل عام نجري تسوية مع باقي المدارس ونستقبل الطلاب من كل أحياء حمص مثل الزهراء و الوعر و المساكن الغربية وحتى من بعض قرى الريف
القريب ..
و أكد أن تعداد الكادر التدريسي بين مدرسين وإداريين يفوق الأربعين وهم من خيرة المدرسين لديهم خبرة و قدم وسمعة متميزة في مجال التعليم ..
و تعاقب على إدارتها منذ عام 1948 و حتى تاريخه 27 مديراً كل منهم وضع بصمته المتميزة ليغني تاريخ المدرسة ..
لمحة تاريخية
عبد الحميد الزهراوي من مواليد حمص 1871 تعلم اللغة العربية و آدابها و عكف على دراسة اللغة التركية و أتم دراسته في المكتب الرشدي بحمص وهو من زعماء النهضة السياسية في سورية و مفكر وصحفي و أحد شهداء العرب أصدر عدة جرائد مناهضة للاحتلال التركي و بدأ بجريدة المنبر التي كان يطبعها على الجلاتين و يوزعها سراً , و كتب إلى جريدة المعلم المصرية و أصدر الحضارة الأسبوعية و عند نشوب الحرب العالمية الأولى قُبض عليه من قبل السلطات العثمانية و حُكم عليه بالموت شنقاً مع مجموعة من المناضلين العرب بأمر جمال السفاح في 6 أيار عام 1916.
كان الشهيد الزهراوي رجل العلم و الدين و السياسة و له رسالة الفقه و التصوف و مجموعة من المحاضرات و الرسائل و الخطب و المقالات صادرتها قوات الاحتلال التركي آنذاك…

العروبة – هنادي سلامة