هل المال سبب للتفريق بين الزوجين ؟!

يعتبر المال بالنسبة لمعظم الناس أداة لتحقيق أهدافهم في الحياة , وليس مجرد وسيلة للبيع والشراء, فهو مرادف للحب والسطوة والسعادة والأمان واستقلال الذات والحرية .. وأكثر الناس إذا ما تعلقوا بالمال بدا هذا التعلق وكأنه تعلق بشخص ما.. ومن المعروف أنه إذا أقام شخصان فيما بينهما شراكة فإن المال يكون الشريك الثالث .
والرجل والمرأة اللذان يفكران بالارتباط والزواج , يحاول كل منهما إبراز كل شيء ايجابي في سبيل هذا الارتباط , فالفتاة مثلاً تحاول أن تخفي عن خطيبها أنها مبذرة للمال , وبالمقابل الرجل يحاول أن يظهر لها أنه حريص ولهذا السبب نجد أن الكثيرين قد صادفوا بعد الزواج مشاكل أساسها المال .
فهل المال هو السبب الذي يؤدي الى نشوب الخلاف بين الزوجين ؟
عن هذا المجال تحدثت الباحثة الاجتماعية (أ.م) فقالت :
تلعب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية دوراً مهماً في تكون النظرة نحو المال , ففي قصص العشق والغرام نلقي باللوم عند الفشل في إتمام الحياة الزوجية على القدر والنصيب , وهذا ظلم كبير , فقد أثبتت التجارب أن أكثر الحالات التي تقف حاجزاً منيعاً بوجه اثنين اتفقا على الزواج , هي الظروف المادية ونظرة الأهل الى حالة أحد الطرفين المادية .
إن إخفاق الناس في تقصي شخصياتهم المالية يؤدي الى سوء الفهم والشعور بالإهانة . كمثل حالة رجل يرى المال هو الأمان لأنه لايريد إنفاق الكثير على الهدايا , وإنما بضرورة التوفير , وقد تزوج من امرأة مبذرة ترى أن المال عنصر سعادة وفي إحدى المناسبات الزوجية قضى أياماً وهو يتردد على محال بيع أشرطة التسجيل(الكاسيت) ليشتري شريطاً كان يرقص مع زوجته على أنغامه في وقت سابق , بينما هي اشترت له هدية ثمينة وهناك فرق في النظرة الى المال بين الرجل والمرأة ويمكن تشبيه هذا الفرق على اعتبار أن الرجل صياد والمرأة جامعة , بمعنى أن الرجل بحسب هذا الاعتبار يشتري قميصاً ويظل يلبسه حتى يفنيه , ثم يخرج لشراء قميص آخر بينما المرأة تميل الى الجمع والرجال لا يزالون ينشؤون على أنهم أقدر على التعامل مع الأمور المالية .
وعندما يكسب أحد الرجال مالاً في مشروع استثماري فإنه يعزو هذا الكسب الى حذقه وشطارته وإذا ما خسر مالاً فإنه يلقي اللوم على عاتق شركائه أو على سوء الطالع , وبالمقابل فإن المرأة إذا ما كسبت مالاً من عمل ما , فإنها ترجع ذلك الى حظها وقدرتها على التدبير , وإذا خسرته لا تلوم إلا نفسها وفي حالة الزوجين العاملين, إذا كان دخل الرجل أكبر من دخل زوجته اتجه تفكيره الى الاعتقاد أن زيادة دخله تخوله سلطة أكبر في اتخاذ القرارات , وعلى النقيض من ذلك إذا كان دخل الزوجة أكبر فإنها لا ترى خيراً في ممارسة الديمقراطية عند اتخاذ القرارات .
ولقد نشأ الرجال وتربوا على الاعتقاد بأن المال يساوي السلطة وأنه هو السبيل الى كسب الاحترام غير أن السلطة والقدرة على التحكم لا حاجة لأن يكونا متعارضين مع المعاشرة اللطيفة لأن العلاقات الزوجية لا يكتب لها النجاح إلا إذا أبدى الزوجان استعدادهما للبوح لبعضهما بكل عوامل الضعف والانكشاف دون حرج , والفرق الأهم بين النظريتين فيما يتعلق بالمال , الرغبة في دمج دخلي الرجل والمرأة , والرجل ميال لذلك كي تبقى له اليد العليا في التصرف واتخاذ القرارات في حين أن رغبة المرأة تكون بالانفراد , وإذا ما احتدمت الخصومة بينهما في هذا المجال كان نقاشهما على النحو التالي :
الرجل : لماذا ترغبين في امتلاك المال المنفرد , لابد أنك لا تثقين بي ؟
المرأة : لماذا تحب أن تدمج المال جميعه , لابد أنك تريد أن تبقى متحكماً في أموري ؟
ربما كان هناك شيء من الصدق في هذين الموقفين , ولكن على الزوجين ألا ينظرا الى هذا الأمر نظرة سلبية , وألا يعتبرا موقف بعضهما بعضاً موجهاً ضدهما وإنما أن يريا فيه سبيلاً الى التفاهم والانسجام ,وبذلك يبطل دور المال في نشوء خلاف وتفريق بين الزوجين ..
رفعت مثلا

المزيد...
آخر الأخبار