الذهب الأحمر «الزعفران»…فوائد طبية و اقتصادية…زراعة 22600 كورمة في المحافظة .. و نسب الإنبات جيدة وتحقق 100% في البريج
الزعفران وهو نوع من أنواع النباتات ، و من أشهر أنواع التوابل ، والذي يُستخدم بكثرةٍ في إعداد أصنافٍ كثيرةٍ من الطعام , حيث يشكل إضافةً أساسيةً لها، ويتم الحصول عليه من مياسم الزهرة، التي يتم نتفها وتجفيفها ، ويمتاز بلونه الزاهي المشرق ، ولونه الأحمر، ويُعرف بالاسم العلمي له الزعفران السوسني ، الذي يُسمّى أيضاً بزعفران الخريف البنفسجي..
وتُعتبر عملية الحصول على الجزء الفعّال من زهور الزعفران عمليةً مكلفةً , حيث نحتاج إلى أكثر من 140 زهرة للحصول على غرام واحد من الزعفران…
وتتجه مديرية زراعة حمص عبر كوادرها المتخصصة بالعمل على نشر وتوسيع زراعة الزعفران وفق خطة وطنية مدروسة بهدف دعم الاقتصاد الوطني ..
وأشار عضو اللجنة المركزية لإكثار نبات الزعفران في سورية الدكتور عبد المسيح دعيج أن للنبات شروطاً خاصة لزراعته حيث تبدأ العمليات الزراعية أولاً بإضافة السماد العضوي المتخمر للتربة قبل الزراعة , ثم تُزرع بالأبصال على عمق 10 سم بدقة متناهية حيث توضع البصلة على كعبها في منتصف الخط ثم يتم غمرها بالتراب .. و يجب أن تكون المسافة بين الأبصال 20 سم و المسافة بين الخطوط 70 سم و يروى بعد الزراعة مباشرة ثم يحتاج إلى رية كل خمسة أيام حتى هطول الأمطار, وأضاف : يجب وضع مصائد لفأر الحقل و الخلد حول الحقل , كما يتوجب وضع سياج شبك حول الحقل لمنع دخول الأغنام و الأرانب…
وأوضح دعيج أن الإنبات يبدأ بعد الزراعة بشهر تقريباً ثم يبدأ الإزهار بعد الإنبات بحوالي عشرة أيام , و في هذه المرحلة يجب مراقبة الحقل يومياً من أجل قطاف الأزهار ثم فصل المياسم عن البتلات بدقة وتجفيف المياسم والبتلات .
انطلاقة المشروع
وعن الانطلاقة ذكر دعيج أنه تم تشكيل لجنة مركزية لدراسة إمكانية نشر زراعة نبات الزعفران و تم إعداد مصفوفة المشروع التي تتضمن خطة العمل لمدة 13 عاماً نشر و إكثار هذا النبات في القطر بشكل عام , مشيراً إلى أن المرحلة الأولى لمدة 3 سنوات وتنتهي بنهاية هذا العام , وتتضمن توصيف الواقع الحالي و تحديد أماكن زراعة الزعفران , ومتابعة العناية بالكورمات المزروعة في مركز البحوث الزراعية , وزراعة ألف كورمة في مشتل البريج الحراجي وزراعة كورمات بمعدلات متناسبة في مشاتل أخرى في المحافظات والتوسع بزراعته في مراكز البحوث الموجودة في المحافظات في مديريات الزراعة وإجراء تجارب الإكثار المخبري على النبات و متابعة التجارب السابقة… و البدء بحصر الطرز الوراثية ..
أما المرحلة المتوسطة فهي تمتد لخمس سنوات أيضاً من عام 2021 ولغاية 2025 و فيها يجب الاستمرار بعملية حصر الطرز الوراثية ورسم خارطة توزع النبات , والتوسع بمساحات زراعة الزعفران والعناية بالمساحات المزروعة سابقاً , والتوصيف الجزيئي للطرز الوراثية التي تم حصرها وتحليل مكوناتها والبدء بالتوزيع على المزارعين بشكل مباشر و البدء بالإكثار النسيجي للنبات ..
وأوضح أن المرحلة الثالثة تمتد في الفترة ما بين العامين 2026 حتى 2030 وفيها يجب متابعة التوصيف الجزيئي للطور والاستمرار بالإكثار النسيجي والبدء ببرنامج التحسين الوراثي للزعفران..
نسبة الإزهار 100% في موقع البريج
وأشار دعيج أنه مع انتهاء المرحلة الأولى بلغ عدد الأزهار المقطوفة من موقع البريج العام الماضي حوالي 4 آلاف زهرة و نسبة الإزهار 100%
وعن المواقع التي تمت زراعتها في حمص و أعداد الكورمات المزروعة أشار إلى أن المديرية قامت بزراعة 2600 كورمة توزعت على عدة مواقع إذ تمت زراعة 400 كورمة في موقع البريج و نسبة الإنبات 100% أما في موقع قرية البرج المكسور تمت زراعة 400 كورمة و كانت نسبة الإنبات 70% , كما تمت زراعة 400 كورمة في موقع الدوير و نسبة الإنبات 68% أما في موقع المخرم التحتاني تمت زراعة 400 كورمة ووصلت نسبة الإنبات إلى 90% أما في موقع دائرة التأهيل و التدريب تمت زراعة 100 كورمة وحققت نسبة الإنبات 100% ..
كما تمت زراعة 20 ألف بصلة من قبل المزارعين في مواقع متفرقة في مواقع البريج ووادي الحنة وباروحة وسكرة والحواش والمشرفة و الرابية و أم حارتين و نزهة العاليات والصايد والغور و الجابرية و الدمينة …
دعم علمي و تقني
وأضاف دعيج أنه يتم متابعة المشروع وإجراء اختبارات حيوية إنبات الكورمات واختبارات الحالة الصحية للكورمات وزراعة بعض أكياس الكورمات في مشتل البريج الزراعي وإجراء تحليل فيزيائي و كيميائي للتربة في المواقع المزروعة من قبل المديرية …
ويتم دعم المشروع بإقامة ورشات عمل وندوات تعريفية لتعريف بعض الفنيين بهذا النبات للمشاركة في حصر الطرز الوراثية البرية و تمت مشاهدة عملية قطاف الأزهار و فصل المياسم …
ويتم حالياً بالتعاون بين المديرية و مركز بحوث التقانات الحيوية بجامعة البعث دراسة تأثير شروط التخزين في حيوية كورمات الزعفران و تأثير الموقع البيئي في نسبة استخلاص العناصر من بتلات الزعفران وتأثير موعد الزراعة والظروف البيئية في المحافظة ,وانطلاقاً من الأهمية الاقتصادية والطبية لمحصول الزعفران وضع مركز التقانات الحيوية في جامعة البعث إستراتيجية واضحة بالتعاون مع وزارة الزراعة والجهات المعنية بهدف نشر زراعته والتوسع بها في عدد من المناطق في سورية.
وتجدر الإشارة وحسب أحد الاختصاصين أن الصعوبة الأساسية في زراعته تكمن في عملية إكثاره ولا سيما أنه يعتمد على زراعة الكورمات (الإبصال) فقط لأنه ليس له بذور فهو نبات عقيم وراثياً إضافة إلى غلاء سعره .
توصيات لرفع سوية العمل
وأوضح دعيج أنه من التوصيات على مستوى المحافظة حالياً نشر الكورمات الناتجة من منطقة البريج , وتدعيم مخابر الوقاية في المحافظات بالتجهيزات اللازمة لاختبارات حيوية الإنبات والحالة الصحية للكورمات ..
من فوائد الزعفران
يضفي على الطعام نكهةً مميّزةً ولذيذةً. يُستخدم في تلوين الأطعمة المختلفة، والحلويات ، كصبغةٍ طبيعيةٍ لا تحتوي على أضرار جانبية يطرد الغازات من تجويف البطن و يعالج أمراض والتهابات الجهاز التنفسي ويخفّف من بعض الاضطرابات المزعجة ، مثل السعال ويخفف من تشنجات المعدة والأمعاء
و يعالج نزلات البرد , كالرشح والحمى القرمزية ، والزكام و يخفف من أعراض مرض الربو التحسسي والشعور بالأرق ، ويساعد على النوم العميق ويعالج أمراض القلب والأوعية الدموية ويقاوم نمو الأورام السرطانية ويُعالج أمراض الدم، واضطرابات الدورة الدموية ويُخفّف من حدة مرض النقرس «داء الملوك « و يُعالج اضطرابات العين والنظر و يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة التي تجعل منه مضاداً قوياً للاكتئاب , و يقوّي الكبد ، والطحال ويقي من ارتفاع ضغط الدم , ويدخل في الكثير من الصناعات الدوائية ، خصوصاً الأدوية الخاصّة بالأعصاب ، والمهدّئات , ويقوّي الجهاز العصبي المركزي ..
أخيراً
لابد لنا من التذكير بأن التربة السورية تحوي ما يقارب 1400 نوع من النباتات العطرية التي يندر وجودها في العالم و كل واحد منها هو ثروة طبية بحد ذاته , وهذا يتطلب من الجهات العلمية تكثيف الأبحاث بشكل دقيق للاستفادة القصوى من الخيرات الطبيعية في تربتنا ..
وتعتبر زراعة الزعفران من المشاريع المربحة جدا وذات جدوى اقتصادية كبيرة ويوفر فرص عمل لآلاف المواطنين لذلك يجب زيادة المساحات المزروعة به ودعم المزارعين وتشجيعهم على زراعته نظراً لمردوده الاقتصادي العالي وأهميته الصحية.
هنادي سلامة