للشعوب تاريخ تكتبه البطولات والتضحيات ، وتخط سطوره الدماء الطاهرة التي بذلت فداء للوطن ، ولسورية تاريخ لا تحجبه غمامة وماض مجيد لا يخبو نوره ، كتبه أبناؤها ببطولاتهم وتضحياتهم وعمدوه بدمائهم الطاهرة وحفظته الأجيال المتعاقبة ..
والمتتبع للتاريخ يدرك أنه لا يوجد اختلاف جذري بين ماكان بالأمس ، وما هو قائم اليوم فصمود الشعب وتضحيات أبنائه كرمى تراب الوطن هو العنوان الأسمى والأبطال الذين صنعوا التاريخ بالأمس ، هم نفسهم يكتبونه اليوم بالبطولة ذاتها وبالرجولة عينها.. وبدمائهم الطاهرة انتصرنا على الإرهاب وداعميه ولأن سورية درة المجد والتاريخ والحضارة الإنسانية حاولوا استباحة حرمتها ونهب تاريخها .. إلا أن ميامين الوطن .. رجاله الأشداء .. جنوده الأوفياء وقفوا سداً منيعاً في وجه قوى الشر والعدوان ولم يبخل أبطالنا بدمائهم في حماية الوطن والذود عن حياضه وتنفيذ المهام المقدسة على امتداد ساحاته ، وملاحقة العصابات الإرهابية التكفيرية والظلامية ومحاصرتها والقضاء عليها مضحين بأنفسهم لتعلو راية الحق .. راية النصر وتطهير التراب المقدس من رجس الارهاب فكانوا رموزا ً للفداء والتضحية ومشاعل نور نحو فجر النصر القادم الرحمة والنور لأرواح شهداء سورية الأبرار.. والتحية لأبناء سورية الصمود وكل المحبة والتحية لذوي الشهداء الذين يتجدد لقاؤنا معهم كل اسبوع نستمع منهم لبطولات من دافع عن الحمى وزاد عن حياض الوطن مقدماً الروح والدم .
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف حسين علي المنصور:
حربنا مستمرة وصمودنا عنوان عزتنا
الشهادة عنوان الخلود تنحني لها الهامات إجلالاً واكراماً لسمو هدفها ورفعة مكانة الشهيد وهل أسمى من أن يقدم الانسان روحه في سبيل حرية الوطن وكرامته سلام على روحك أيها الشهيد البطل الملازم شرف حسين علي المنصور
يحدثنا والد الشهيد بكل فخر واعتزاز قائلاً:
سورية كانت مستهدفة عبر التاريخ بحضارتها وثرواتها وقيمها وسيادتها ، وهي تتكىء على عمق حضاري عمره سبعة آلاف عام واليوم تتصدى مجدداً لمغول العصر ولقطعانه الإرهابيين المدعومين من أمريكا واسرائيل وأدواتها في المنطقة لقد حقق أبطال الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة الانجازات الكبرى على مساحة سورية في مواجهة الإرهاب وتوالت الانتصارات على المجموعات الإرهابية ورعاتها وعام 2020 سيكون إن شاء الله عام الانتصار الناجز على الإرهاب و داعميه وتخليص أرض الوطن من شرورهم وذلك بفضل التضحيات الكبرى لأبطال الوطن والتفاف الشعب حول جيشه وبفضل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد .. كان لابني البطل حسين دور مشرف مع رفاقه الأبطال في القضاء على المجموعات الارهابية وخاصة على الحدود مع الاردن إذ قاموا بمنع تسلل الإرهابيين والقضاء على الكثيرين منهم ببسالة وشجاعة ..
كان يقول : سنحرس حدود الوطن بعيون لاتنام وقلوب لا تخاف وهمة لا تلين وإرادة لا تكسر .. سنقدم البطولات والتضحيات حتى تطهير آخر ذرة تراب من وطننا الغالي سورية .. مستمرون حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهاب مهما كلفنا ذلك من ثمن
ويضيف والد الشهيد : بتاريخ 19/5/2012 وأثناء تأدية مهمة على حدود الأردن باغتتهم العصابات المجرمة دارت اشتباكات عنيفة قدم فيها الأبطال التضحيات وقضوا على العديد من أفراد العصابات أصيب ولدي برصاصة قناص في رأسه ونال شرف الشهادة في سبيل الوطن كل الرحمة لروحه الطاهرة ولأرواح شهداء سورية الأبرار الذين أوفوا العهد والوعد الذي قطعوه على أنفسهم أن يكونوا الجند الأوفياء الصامدين المخلصين للوطن وقائد الوطن متمثلين قول السيد الرئيس بشار الأسد:( الوطن يعلو ولا يعلى عليه وسورية فوق الجميع )
أخيراً : ان تنامي الحس الوطني وتعاظم الشعور بالمسؤولية لدى جميع المقاتلين سيحقق النصر الأكيد لسورية القوية بشعبها وجيشها الأبي الذي سيبقى على قدر المسؤولية مؤمناً بعدالة القضية التي يقاتل من أجلها وعلى استعدد دائم للتضحية بالنفس في سبيل الوطن والكرامة ..
السيدة حكيمة والدة الشهيد تحدثت قائلة : ماشهدته سورية من تصعيد غير مسبوق في حجم الإجرام والتضليل الإعلامي ، يعكس حقيقة الأطراف الداعمة للإرهاب والممولة للتنظيمات التكفيرية ، والتي لطالما دأبت على الإدعاء بأنها تحارب تلك التنظيمات وفي مقدمتها – داعش – والنصرة – لكنها في واقع الأمر تقدم الدعم لها ، وتغض الطرف عن الأعمال الإجرامية التي ترتكبها في انتهاك فاضح لقوانين مجلس الأمن ومنع تمويل المجموعات الإرهابية ..
وسورية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بينما يسيطر الإرهابيون على إحدى مناطقها ، ويتخذون من أهلها دروعاً بشرية ويستهدفون المدنيين في المدن والبلدات بالقذائف والصواريخ ، لذلك رأينا الإرادة والتصميم لدى جيشنا الباسل والإصرار على سحق التنظيمات الإرهابية وتحرير كل شبر من أرض وطننا الباسل والإصرار على سحق التنظيمات الإرهابية وتحرير كل شبر من أرض وطننا الحبيب من رجسها ، مقدمين التضحيات والبطولات ..
والبطل حسين من الجنود الأوفياء والبواسل الشجعان تطوع في صفوف الجيش العربي السوري بعدما تكاثرت مخالب الأعداء على سورية كان شاباً خلوقاً ، صاحب مبدأ وعقيدة ترك دراسته الجامعية ليدافع مع رفاقه عن تراب الوطن ..
لطالما تحدث عن عظمة الشهادة وأنها الطريق إلى النصر ، وأوصاني بألا أحزن في عرس تشييعه ، وتلقي التهاني والمباركات لأننا شعب نؤمن بالشهادة ، ولا نبكي الشهداء بل نفتخر ونعتز بما قدموه وما نالوه من منزلة ، وكأنه كان يعلم ويتمنى نيل شرف الشهادة .
وأضافت : سورية تستحق منا تقديم أبنائنا فداء ودفاعاً عن سيادتها وحرمة أراضيها ، والتضحيات ستطهر التراب من الإرهاب ورجسه وآثامه .. وإرساء أسس الأمن والاستقرار في المنطقة ..
حربنا مستمرة ، صمودنا عنوان عزتنا حتى القضاء الحاسم النهائي على الإرهاب وعصاباته المجرمة ، الروح المعنوية عالية والإرادة صلبة والإيمان كبير بالواجب الوطني المقدس ..
أخيراً .. الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار .. الرحمة لروح ابني البطل حسين ، وأطيب التمنيات بالشفاء العاجل لجرحانا الأبطال والدعاء بعودة المخطوفين وتخليصهم من براثن الأعداء ..
أهل الشهيد الملازم شرف باسل غازي العبود : الشهيد أعطى الحب قولاً وفعلاً
هكذا يستمر نهج المقاومة والانتقال من الصمود إلى الانتصار .. هكذا يستمر الأبطال بما يتناسب ودائرة التحديات والمخاطر في ميدان الدفاع عن الوجود والحفاظ على الأمن الوطني بأبعاده المتعددة عبر صمود أسطوري في وجه سيل جارف استهدف تذويب الهوية ومقومات الانتماء ..
وهكذا غفا البطل الملازم شرف باسل غازي العبود بين ثنايا ثرى الوطن ، كي ينعم أبناؤه بالطمأنينة والأمن .. كي تحرس ضحكات أطفاله فتنمو أحلامهم محصنة بالإباء والكرامة والافتخار بالانتماء لهذا الوطن الأبي .
تحدثنا والدة الشهيد قائلة : الشمس تقبل سمرة الجباه، والريح تعانق الأعلام المرفرفة في سماء العزة والمجد والخلود والسؤدد، الانتصارات تهتف أنشودتها .. أصوات الصناديد تتعالى وهم يطهرون تراب الوطن من رجس الإرهاب التكفيري الوحشي .. دموع الشوق تنهمر من عيون الأمهات والأحباب .. هنا معركة وهناك أخرى يخوضها شباب مفعمون بالعزيمة ، يملؤهم الكبرياء ، يقهرون الصعاب ضد العصابات الإرهابية ومخططاتهم التي استهدفت سورية وانكسرت أمام إرادة شعبها الأبي ، المتمسك بالحقوق،والمدافع بشرف وإباء عن الكرامة والهوية ومقومات السيادة ..
خاض أبطال الوطن معارك الشرف على امتداد الجغرافية السورية ، بذلوا التضحيات صونا ً للكرامة ودفاعا ً عن العزة ضد قوى البغي والعدوان والإرهاب التي تستهدف سورية لإخضاعها وثنيها عن مواقفها الثابتة ..
وتتابع والدة الشهيد: كم هز الشوق جوانحي فحبه في دمي أيقونة تهوى الخلود .. أجل شوقي له خالد ماحييت وحبي أبدي لذاك الشاب المفعم بالرجولة ونبل الأخلاق، هو من مصنع البطولة والرجولة مع رفاقه من أبطال الجيش العربي السوري، خاضوا معارك بطولية ضد أعداء الوطن في مخيم اليرموك – المليحة – زملكا – القدم ، نجحوا في كل المهام القتالية ، كان مع رفاقه الأبطال قلبا ً واحدا ً ويدا ً واحدة ، واجهوا الإرهاب بقلوب شجاعة، مقدامة، وأفشلوا خططه نفذ البطل باسل مع رفاقه كل المهام بزرع العبوات الناسفة والألغام في طريق العصابات الإرهابية، وفي محيط تجمعاتها ..
أذكر كلامه عندما قال بعنفوان الأبطال: إننا على العهد باقون ، حماة لهذا الوطن مدافعون عن كرامته ، معاهدين قائدنا المفدى بأننا سنبقى الجند الأوفياء ، الميامين ،المستعدين للقيام بواجباتنا الوطنية على أكمل وجه، وسنبقى على العهد الذي قطعناه مهما تمادت العصابات في إجرامها .. ومهما كبر حجم مخططاتهم ومؤامراتهم ، نحن لانهاب الموت ولا التهديد ، عزائمنا أشد وأصلب لنصنع الانتصار لتكون سورية الحبيبة أكثر قوة ومنعة في تصديها لكل المؤامرات التي تحيكها الدول الاستعمارية ..
بتاريخ 24/12/2014 اشتدت المعارك ضد عصابات القتل والغدر والإجرام في مخيم اليرموك بدمشق ، قاتل البطل باسل مع رفاقه حتى النفس الأخير من حياته، أصابته طلقات الوحوش البرابرة وشظايا كفرهم في أنحاء جسده الطاهر فارتقى إلى العلياء شهيدا ً في سبيل الغالية سورية ..
وأضافت: يشرفني أن أكون والدة الشهيد البطل الذي قدم روحه ودمه كرمى وطنه ، يلفني الفخار والشموخ بوسام العز الذي أهدانا إياه البطل الحمد لله رب العالمين وكل الرحمة لأرواح الشهداء الأبرار.. الدعاء لسورية بتحقيق النصر الكامل وسحق الإرهاب الغاشم .
حلا شقيقة الشهيد تقول: الشهيد هو حمامة السلام، أنبل النبلاء، منبع الخير والرجاء ، عاش للمجد منهلا ً وملاذا ً ، به يشدو الحق ، فنحن شعب إذا أردنا العلا، بذلنا جهدنا وأرواحنا في سبيله .. غاية الحياة أن نظل كراما ً ننشد النصر رغم كل افتراء ..
الشهيد أعطى الحب في القول والفعل، وبادل الوطن عظيم التضحيات وأهدى لقلوب الأحبة الأشواق والأمنيات وأوسمة الفخر والاعتزاز .
أنظر إلى السماء فأرى وجهه يشع نوراً وهو يطرز الوجود بسيمفونية الخلود ويرسل ينابيع من الدفء والحنان والأمان، ليشرق نوره في أوصالي ، يرفعني بكبرياء للأعالي، ويذيب الصقيع في عروقي ، ويجعل وجهه لعيوني منارة .
لقاءات : ذكاء اليوسف