استطاع الفنان علي مصطفى أن يرسم لنفسه طريقا خاصا به قوامه الإبداع فمنذ نعومة أظافره كان يهوى كل ما يتعلق بالرسم فطموحاته لا حدود لها في مجال الفن ، وهذا ما دفعه لصقل موهبته في مجال الرسم ، وليكمل دراسته العلمية في مجال» الحقوق » و شغفه بالرسم مكّنه من المزج بين عدة مدارس عالمية والخروج بمدرسة جديدة ليتميز بأدائه وأسلوبه الخاص وليغني مسيرته الفنية بالعديد من الأعمال الفنية المميزة .
ولدت معي
وعن بداياته ونشاطاته الفنية قال : منذ الصغر وأنا أعشق الرسم والرسم بالنسبة لي ليست هواية فقط بل شغف و موهبتي ولدت معي وتكونت منذ عمر السادسة ولكن يبقى ذلك التفكير الذي يطغى على مجتمعنا و هو أن التعليم والدراسة كانت الهدف الأهم وتبقى الموهبة خلال أوقات الفراغ أما من ناحية المدرسة فالمشكلة أن حصة الرسم أو الفنون , كانتا كما هو معروف حصة للتسلية والوقت المستقطع بين الحصص الدراسية فلا يوجد اهتمام أو عناية بهذه المادة أو غيرها من الحصص الفنية كالموسيقا وهنا تقع المسؤولية على عاتق مؤسساتنا التعليمية للاهتمام بهذه المواهب.
أعطاني دفعاً
وعن دور الأهل في تنمية مواهب أبنائهم قال : كان لأسرتي دور هام في تشجيعي على الرسم و تشجيعهم لي كان مصدرا مهما جدا لكي أتقدم أكثر وهذا أعطاني دفعا كبيرا للتقدم نحو الأمام في موضوع الرسم .
وعن نشاطاته الفنية قال :لقد شاركت بمسابقة على مستوى القطر في محافظة حمص وكانت الأولى لي حيث تم اختياري كطالب مع مجموعة من الطلاب من بعض مدارس المحافظة للمشاركة في مسابقة للرسم الجماعي وكنت في السابعة من العمر تلاها مشاركتي في مسابقات الرواد التي تقيمها منظمة طلائع البعث في عمر التاسعة ونلت المرتبة الأولى كرائد على مستوى المحافظة ولم تتسنى لي الفرصة للأسف لأكمل في هذه المسابقة…
وتوقفت النشاطات والفعاليات الفنية نهائيا ومع بدء الحرب في البلاد.
مع بدء العام الرابع من الحرب على بلدنا وتحديدا في عام 2015 ومع بدء عودة الحياة تدريجيا الى مدينة حمص بدأ معها العمل الجاد لإقامة النشاطات وإعادة تسليط الضوء على الواقع الثقافي والفني في المدينة وشاركت في معرض للفنون مع مجموعة من الهواة تحت رعاية منظمة اتحاد شبيبة الثورة في المدينة على مسرح دار الثقافة في حمص من خلال حفل فني شارك فيه مجموعة من الموهوبين من رسامين ونحاتين وموسيقيين وكانت المواضيع في ذلك الوقت معنية بالمواضيع الإنسانية وإظهار واقع الحرب وأثرها على الشارع السوري بشكل عام وحول الأفكار التي تنمي الروح القومية والوطنية في نفوس افراد المجتمع .
تلاها معرض فني شخصي في عام 2018 تحت عنوان «ريشة فنان » في صالة المعارض في كلية الهندسة المدينة في جامعة البعث .
و أضاف :في نهاية العام 2019 كانت التجربة الأولى من نوعها لنقل أعمالي الفنية للعامة وإظهار قدراتي أمام الفنانين الكبار والنقاد الفنيين من خلال معرض« ألوان » الذي أقيم في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين (صالة صبحي شعيب ) حيث قمت بتقديم ثلاثين عملا فنيا باسلوب وطابع خاص حيث قمت باتباع نمط أربعة ألوان فقط وهي ( الأحمر والأصفر والبني والأزرق ) كأسلوب رسم خاص بي وكان الاقتباس الأكبر بنمط اللوحات من الفنان الروسي الشهير فلاديمير فوليغوف بمدرسته الرومنسية ولكن بشكل عام هذا المعرض كان ثمرة تعب عشر سنوات سبقته و قمت بمزج عدة مدارس فنية مع بعضها كأسلوب لم يتطرق له أحد سابقا بالإضافة لمشاركتي بثلاث لوحات مزجت بين الفن الواقعي ( البورتريه ) والتعبيري والغرافيك…
وأخذ المعرض صدى كبيراً على نطاق واسع ولقي إعجابا كبيرا لدى الحضور ونقدا بناء جيد وبدوري أود أن أتوجه بالشكر للمعنيين في اتحاد الفنانين التشكيليين وأخص الفنان التشكيلي الأستاذ ايميل فرحة رئيس الاتحاد الذي تبنى المعرض ودعمه كثيرا.
وعن الألوان التي يستخدمها قال :طبعا أستخدم ألوان الاكرليك والغواش المائي لرسم اللوحات ومعظم اللوحات مرسومة بأصابع اليد دون استخدام أدوات الرسم كالريشة وغيرها…
طابع إنساني
وعن تجربته في مجال تصوير الأفلام القصيرة قال : قمت بتصوير عدد من الأفلام القصيرة عن الرسم والفن وجميعها كانت ذات طابع انساني منها فلم تم تصويره في عام 2018 في حمص القديمة المحررة من الإرهاب وبين الفلم حجم الخراب والدمار الذي خلفه الإرهاب في المدينة ومزج مع لوحة للسيدة الفيروز مع موسيقا لها دلالة على الأمل وانه رغم كل الظروف مازال الأمل موجدا…
خبرة سنين
وعن رأيه بالنقد سواء الايجابي أو السلبي قال : من ناحية النقد الفني فهو برأيي علم يدرس وخبرة سنين طويلة ليس مجرد كلام يقال من حيث الرأي الشخصي فلا يمكن اعتبار الفنان التشكيلي ناقدا فنيا .
محدود الأفق
و عن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية للفنان قال :هناك فرق بين الموهبة والدراسة الأكاديمية فالموهبة وليدة الفكرة وهي نعمة من الله يمنحها للمرء سواء بالفن أو بمختلف المجالات وأنا شخصيا برأيي أن الدراسة الأكاديمية وحدها لا تكفي لان الدارس أكاديميا هو شخص محدود الأفق يعتبر نفسه اكتفى ذاتيا من التلقي وأن ماقام به هو تحصيل حاصل أما الموهبة فهي تبقى وتستمر وتنمو ولا يوجد أفق محدود لها فهي دائمة التطور والنمو .
تامين الدعم والرعاية
وعن الصعوبات التي تعترض الفنان قال : الصعوبات التي تواجه الفنان بشكل عام عديدة وهي صعوبة تأمين مواد الرسم وكلفتها العالية إضافة إلى ضعف سوق بيع اللوحات والأعمال الفنية والمشكلة في عدم دعم المواهب أو تأمين صالات العرض فجميع صالات العرض هي ضمن القطاع الخاص فلا يمكننا التغاضي عن الإهمال الواضح في هذا السياق وغيره الكثير لذلك نأمل دائما أن تعود بلدنا إلى سابق عهدها كرائدة في مجال الفن , فنحن كنا وسنبقى بوابة الفن إلى العالم وعلى مر العصور .
هيا العلي
المزيد...