التشكيلي محمد سلمان: أسعى لإنتاج لوحة حديثة بروح تراثية

سجّل الخط العربي والرسم حضورا بارزا في أعمال الفنان التشكيلي محمد سلمان ، وعشقه وشغفه بهما كانا الدافع القوي وراء امتلاكه تجربة واسعة وغنيّة في الجمع بين الخط العربي والرسم ولانجاز أعمال فنية متعددة أضاف لها من لمساته الخاصة وأسلوبه المميز.
وعن بداياته ونشاطاته الفنية في مجالي الخط والرسم قال : حبي وعشقي للرسم والخط لا حدود لهما وهذا ما دفعني لصقل موهبتي وتطوير مهاراتي ففي مجال الخط تتلمذت على يد الخطاط المبدع فرحان طرابلسي في معهد الثقافة الشعبية بحمص في بداية التسعينيات وبدأت مرحلة الاحتراف مع المعلم الكبير عدنان الشيخ عثمان وحالياً أعمل خطاطاً في جامعة البعث وأنا أمزج بين الخط العربي الكلاسيكي وفن الرسم المعاصر لإنتاج لوحة حديثة بروح تراثية .
الركيزة الأساسية
وقد تأثرت بفن الأيقونة السورية القديمة وأنا أقوم بتدريس فن الخط العربي للأطفال خلال فترة الصيف ولكن عموماً هناك تقصير من ناحية تدريس هذا الفن الجميل فهو مرتبط باللغة والثقافة العربية ارتباطاً وثيقاً ونحن مقصرون في هذا المجال، وهناك عدة أنواع للخط العربي مثل الرقعة والنسخ والثلث والديواني والفارسي والإجازة بالإضافة للخط الكوفي القديم والذي أصبح الركيزة الأساسية للخطوط الفنية الحديثة والتي أدخلتها التكنولوجيا المعاصرة وأصبحت تستخدم في فن الإعلان الحديث .
يعبر عن رؤيتي
وعن تجربته في الرسم قال :بالنسبة للرسم فقد كانت البدايات منذ الطفولة حيث كنت ارسم بالألوان المائية ثم تتلمذت على يد الأستاذ الراحل نبيه الحسن في المرحلة الإعدادية وكان يدرسنا كافة الأساليب وأيقونات الرسم بالإضافة للثقافة النظرية وفي مرحلة لاحقة بدأت بمتابعة دراسة فن التصوير الزيتي في معهد أدهم إسماعيل في دمشق وتتلمذت على يد كبار فناني سورية منهم الفنان فاتح المدرس الذي كان له أثر كبير في تجربتي ومن الفنانين العالميين تأثرت بتجربة الفنان الفرنسي هنري مايتس وبعد ذلك بدأت بانتهاج أسلوبي الخاص ومازلت أحاول أن أجد علاقات بالخط واللون وما بين فن الخط العربي التقليدي وبين الرسم المعاصر لأصل لأسلوب أكثر فرادة وأصالة يعبر عن رؤيتي البصرية والثقافية وهذا يحتاج مني إلى التعمق في تجربتي الفنية .
آفاق واسعة
وعن الألوان التي يستخدمها قال :في البداية كنت ارسم بالألوان المائية البسيطة والشفافة ثم بدأت بالرسم بالألوان الزيتية ومؤخراً أصبحت استخدام ألوان الاكريليك وهي ذات إمكانات عالية فهي تجف بسرعة وقوية وتعطي للفنان آفاقاً واسعة في اشتقاق الألوان وسرعة انجاز اللوحة واستخدام أسلوب الكولاج وهو( التركيب )أي استخدام مواد متنوعة كالقصاصات القماشية أو الورقية وتركيبها على اللوحة ومزجها مع اللون واستخدام أنواع متعددة من الألوان كالأحبار والباستيل مع الاكريليك مما يغني اللوحة .
تطور المهنة
وعن سؤالنا عن الخط صنعة أم موهبة قال :الخط موهبة تخلق مع الإنسان ولا يمكن أن يصبح خطاطاً من لا يمتلك هذه الموهبة ولكن أصبحت له قواعد وتقنيات نتيجة تطور المهنة وذلك بسبب وجود الكتبة الخطاطين في دواوين الخلفاء والحكام والولاة خلال مراحل الإمبراطورية الأموية وما تلاها من العباسيين والمماليك والمرحلة العثمانية ،وشهدت تطورا كبيرا في فن الخط العربي فأصبحت مهمة كتابة ونسخ المصحف الشريف من أعظم المهن وأكثرها قيمة بالإضافة إلى الكتابة داخل المساجد والقصور واستخدام الزخرفة النباتية المعقدة ومزجها مع الخط فأصبح فن الخط العربي من أرقى فنون تلك الأزمنة.
مشاركات متعددة
وعن المعارض التي شارك فيها قال :بالبداية كانت المعارض الجماعية في المدرسة والمعهد ومعسكرات الشبيبة الصيفية أما مرحلة الاحتراف فكان لي معرض في المركز الثقافي بحمص عام 1996 وكان مع عدد من الزملاء وفي عام 2005 أقمت أول معرض فردي في المركز الثقافي الروسي بدمشق وفي عام 2006 شاركت في معرض في قصر الزهراوي الأثري مع عدد من الفنانين التشكيليين الحمامصة المتميزين ، وفي عام 2007 كانت لي مشاركة في اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في معرض صالة الشعب بحمص وفي عام 2019 أقمت معرضاً في جامعة البعث كلية الهندسة بمشاركة مع بعض الفنانين التشكيليين ،وحصلت على عضوية اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين منذ عام 2003 فرع دمشق وكان لي مشاركة في معرض الخريف السنوي 2007 الذي أقيم في متحف دمشق التاريخي الذي يشارك فيه معظم فناني سورية .
بشكل تلقائي
وعن تحضير اللوحة قال : غالباً مواضيعي تنتمي إلى مدرسة الفن التجريدي ولا يوجد تحضير للوحة فهي غالباً تتحضر ذهنياً وحين تنضج في الذاكرة أبدأ العمل بشكل فطري وبدون تحضيرات مسبقة وتبدأ الأفكار تتدفق بشكل تلقائي على المساحة البيضاء حتى تكتمل عناصر اللوحة وقد تكون هناك بعض التعديلات البسيطة في النهاية وتبدأ بعدها عملية التأمل وقراءة اللوحة بشكل حيادي كأي مشاهد وهنا يأتي دور التحليل والنقد لتقييم اللوحة لتكتمل بوضع التوقيع النهائي أي أن اللوحة أصبحت منتهية .
عن صعوبات العمل قال :غالباً الصعوبات متعددة فالألوان والأدوات مكلفة ولا يوجد تسويق للأعمال الفنية إلا ضمن أوساط محددة وتحكمها العلاقات الخاصة والضيقة وذلك لأسباب كثيرة أهمها الحالة الاقتصادية للناس فالفن يحتاج لحالة من الرخاء المادي ليزدهر ويتطور هذا ما حصل في الغرب بعد الثورة الصناعية وتشكل طبقة ميسورة الحال أصبحت تهتم بالفن واقتناء الأعمال الفنية مما ساهم في تطور الفن الأوربي بشكل كبير أما في الشرق فالفنان يعاني من الإهمال والتجاهل وغالباً ما يتلاشى اسم الفنان ولا يسمع باسمه أحد .
هيا العلي

 

 

المزيد...
آخر الأخبار