حقيقة «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى » ، ومع زيادة الوعي ، وانتشار الثقافة الصحية يزداد الاهتمام بالصحة وطرق الحفاظ عليها .
ولذلك ما إن يلتقي شخص مع آخر إلا ويبادره في السؤال عن صحته وصحة أفراد أسرته ومن يهمه أمرهم لا يسأل عن مال ولاعن جاه ولا …
وقد أنشئت لذلك وزارات ومنظمات صحية إقليمية وعالمية وجميعها دأبت في البحث والاطلاع لتقديم ما هو مفيد للبشرية جمعاء، فصحة الإنسان هي الأساس في التفكير العلمي وفي الإنتاج ،واستثمار الصحة هو خير استثمار.
وللحديث عن الصحة ومكوناتها وتعزيز الاهتمام بتلك المكونات التقت العروبة المثقف الصحي راتب ابراهيم الذي تحدث عن الصحة والتعريفات العالمية لها ومكونها وسعي البلدان قاطبة لتحسين صحة شعوبها ،عن طريق وسائل متعددة. وسورية من البلدان المعروف عنها أنها تهتم بالمجال الصحي اهتماماً رائداً ،لذلك نشهد خلوها من الأمراض والأوبئة التي تفتك بمواطنين كثر بما فيها الدول المتقدمة أحياناً.
ما هي الصحة؟
هل هي خلو الجسد من المرض ؟هذا المفهوم الذي يعتقد به أكثرية المجتمع ، ويعملون عليه؟
لكن الحقيقة هي أن الصحة ليست كذلك ،لأن الصحة التامة بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية ،وبناءً على علوم وأبحاث ودراسات وحقائق علمية هي اكتمال السلامة الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية ،فقد نجد أناساً أسوياء البدن ،إلا أنهم مختلون عقلياً ،أو لديهم اضطرابات نفسية أو لديهم مشكلة في التواصل والتأقلم مع المجتمع .
مكونات الصحة
لذلك لابد من الاهتمام بمكونات الصحة الأربعة «العقلية والنفسية والجسدية والاجتماعية»لما لذلك من تأثير مؤكد على بعضها البعض ، واضطراب أحدها يؤدي لاضطراب المكونات الأخرى .
فاضطراب الجسد يؤدي إلى ضعف التطور العقلي وإمكانية التعلم والتعليم كما يترك تداعياته النفسية وصعوبة التواصل مع الآخرين.
كذلك اضطراب المقدرة العقلية يصعب معه رعاية الجسد عدا عن تداعياته النفسية والاجتماعية .
والخلل بالصحة النفسية يؤثر مباشرة على الجسد من حيث الطعام والنوم وأنماط الحياة الصحية ،وكذلك الاضطراب الاجتماعي والعزلة والانطواء يؤدي إلى خلل في باقي المكونات ،وهذا ما تؤكده طبيعة جهاز الإنسان الذي تديره جملة من العمليات البيولوجية المعقدة ،والتي تعتمد على تناغم هائل بين المكونات الغذائية والهرمونات الكيميائية والسيالة العصبية الكهربائية التي تعمل جميعها وفق حالة معقدة .
فالغذاء والرياضة والأمراض لها علاقة مباشرة بعمل الغدد الصم كالحالة النفسية وأي اضطراب بها يؤدي إلى مشاكل بنسب تلك الهرمونات الناظمة ،لعمل أعضاء الجسم كالضغط والنمو ،وعمل القلب وصحة العقل والأعصاب ،و غيره من مئات العمليات البيولوجية في مجال النمو،واستمرار الحياة وتعزيز المناعة ومقاومة الأمراض.
أهمية تعزيز
الاهتمام بتلك المكونات
ويتوجب بناء وتعزيز الاهتمام بتلك المكونات الأربعة بشكل متساو وبنفس الاهتمام الذي يولى للجسد وذلك منذ الطفولة ،وحتى ماقبلها.
أي من خلال الزواج السليم ،والحمل السليم والولادة الآمنة ورعاية المولود رعاية صحية ،لتأتي بعدها مرحلة رعاية الطفولة والتنشئة الصحيحة لجسده وعقله وحالته النفسية .
وتفاعله وتواصله مع مجتمعه مروراً بمرحلة المراهقة ثم أنماط الحياة الصحية التي يجب أن تلازم الفرد مدى الحياة للمحافظة على سلامته.
انتقادات لتعريف الصحة
لكن تعريف الصحة السابق ذكره تعرض لانتقاد كبير لتنافيه مع الحياة الواقعية خاصة مع استخدام كلمة اكتمال السلامة وهو مادفع العديد من المنظمات إلى استخدام تعريفات أخرى من بينها :
الصحة هي الحال المتوازنة للكائن الحي والتي تتيح له الأداء المتناغم والمتكامل لوظائفه الحيوية بهدف الحفاظ على حياته ونموه الطبيعي .
وتستخدم العديد من التصنيفات لتقييم مستوى الصحة في البلدان ، ومنها التصنيف الدولي لتأدية الوظائف والعجز والصحة ، والتصنيف الدولي للأمراض .
وتعتمد مهمة منع الأمراض والحفاظ على الصحة على مجموعات الفرق الصحية .
فهناك الصحة البدنية التي هي نتاج لممارسة الرياضة البدنية كالجري والقفز والتمارين الصباحية مما يؤدي إلى زيادة التدفق في الدم من وإلى القلب فتزيد من سرعة استجابة القلب واللياقة البدنية التي تأتي نتيجة للممارسة العادية والتغذية الصحية والراحة من أجل النمو البدني والانتعاش .
والصحة المهنية التي هي علم مهم جداً يهدف إلى حماية العاملين بالمصانع ومنشآت العمل من الحوادث المحتملة التي قد تتسبب بإصابات للعامل أو وفاته.
برامج الرعاية الصحية
ولكل من تلك المهام شروط وقواعد ومهارات خاصة بها ، وبرامج نوعية تبنتها منظمة الصحة العالمية ، ورعاية الطفولة وصحة المراهقين وأنماط الحياة الصحية و..
ولتلك المهام دورها المهم والحيوي في الحد من المشاكل الصحية كنتيجة ثانوية لمحصلة نمو سليم ، وبالتالي الحد من النفقات الباهظة لتكاليف المشافي والعلاج والأمراض المزمنة والوفيات .
ويجب أن يترافق ذلك مع تحسين في ظروف الحياة البيئية ، وسلامة الماء والغذاء والحد من الحوادث والإصابات .
جنينة الحسن