طبيب واحد في مشفى تدمر الوطني و أعداد المراجعين كبير
عندما تتوفر الإرادة تصبح الإمكانات القليلة المتوفرة متاحة لإنجاز الكثير من الأعمال المطلوبة وخاصة فيما يتعلق بالعمل الإنساني والصحي في الظروف الحالية ، رغم ما تعرض له مستشفى تدمر من التخريب والسرقة على أيدي العصابات الإرهابية المسلحة إلا أنه ما زال يقدم الخدمات الصحية للأهالي المقيمين في المدينة ولبواسل الجيش العربي السوري المرابطين في تدمر ، وفي ظل التخوف من انتشار فيروس كورونا والإجراءات الإحترازية و الوقائية منه قام مدير المستشفى الدكتور وليد عودة بجولة تفقدية على منازل المواطنين لقياس حرارتهم كإجراء أولي للاطمئنان من خلو المدينة من إصابات الفيروس . وبين الدكتور عودة لجريدة العروبة الإجراءات التي اتخذتها المستشفى لاستقبال الحالات المشتبه بها من تجهيز أجهزة التنفس الآلي الثلاثة المتوفرة في المستشفى وتجهيز قسم معزول فيها للقيام ببعض الفحوص اللازمة للحالات المشتبهة من قياس حرارة وبعض التحاليل المخبرية الأولية والصور الشعاعية و أسرة للإقامة المؤقتة حيث يتم إرسال الحالات المشتبهة إلى المراكز المخصصة في مدينة حمص عن طريق مديرية الصحة ، ولفت الدكتور عودة أنه يتم تعقيم المستشفى بشكل يومي بالتعاون مع مجلس مدينة تدمر ويوجد كادر من 90 ممرضا وممرضة وقابلة إضافة للفنيين والعمال ويوجد في المشفى في الوقت الحالي عدة أقسام منها قسم الإسعاف الذي يضم 15 سريرا وغرفة العناية المشددة التي تضم أربعة أسرة وثلاثة أجهزة تنفس آلي وقسم للتوليد وغرفة عمليات صغرى ومتوسطة وقسمي المخبر والأشعة إضافة لحاضنة أطفال واحدة . وأشار الدكتور وليد بأنه الطبيب الوحيد المتواجد في المستشفى ولا يوجد أي طبيب آخر مقيماً كان أم إختصاصياً وبالنسبة للمبنى قال : تم دراسة إعادة تأهيل قسمي بنك الدم والتوليد إلا أن الظروف الحالية حالت دون البدء بالعمل مشيراً أن المستشفى تعرض للتخريب على يد العصابات الإرهابية المسلحة ومازال جزء كبير يصل إلى 90% من كتلة البناء خارج الخدمة رغم أن المستشفى بدء بالعمل منذ تاريخ تحرير المدينة من العصابات الإرهابية عام 2017 لافتاً إلى أن التجهيزات المتوافرة حالياً كافية بالنسبة لعدد السكان المقيمين في المدينة إلا أن عودة الأهالي إلى منازلهم تجعل الحاجة ملحة للعمل على ترميم وتأهيل المستشفى بالكامل . ورغم الظروف الصعبة التي تعمل بها المستشفى من نقص بالكوادر الطبية والدمار الكبير الذي لحق بها إلا أنها استطاعت استقبال الكثير من الحالات وتقديم الخدمات الصحية والطبية للكثير من الأهالي المقيمين في المدينة وبحسب الدكتور عودة استقبلت المستشفى أكثر من 11 ألف حالة خلال العام الماضي من بينهم 200 حالة احتاجت لتداخل جراحي .
العروبة – يحيى مدلج