نتابع في هذه المادة الجزء الثاني من آراء الأدباء حول استثمار الوقت في الحجر الصحي .
* وجيه حسن قاص وروائي يقول: كوني واحداً من المشتغلين بحرفة التّعب، حرفة الكتابة المُستحبّة، فإنني أقضي جُلّ أوقاتي في ظلّ موضوعة “الحَجْر الصّحي”، المفروض على العباد والبلاد، اتّقاءً من تبعات وباء “كورونا” الخطِر، الذي غزا العالم بأسره، وما دمت كغيري من أبناء الوطن حبيس الجدران، فقد ارتأيت – كعادتي – أنّ أستمرّ في القراءة والمطالعة، فالكتاب خير جليس، في أيام الحَجْر، وفي غير أيامه، لما للقراءة من فوائد شتّى، ومن قطوف دانية.. على طاولتي اليوم مجموعة من الكتب أقرأها تِباعاً، وفي الأوقات المسموح فيها بالخروج من الحَجْر، أخصّص ساعة يومية لرياضة المشي، الذي يفيد جداً، كما يقول الأطبّاء، للمصابين بأمراض الضّغط والسكّري وسواهما؛ كما أعمل على كتابة الزاوية الأسبوعية، الموسومة بـ “تحيّة الصباح”، في جريدة “العروبة” الحمصيّة الغرّاء؛ وأعمل اليوم على كتابة رواية، وقد أنجزت فيها ما يربو على ثمانية آلاف كلمة حتّى تاريخه، ولم أصل إلى خاتمتها بعد.. وفي قناعتي المتواضعة، وحسب فلسفتي في الحياة، فإنّ زينة المرء علمُهُ، وثمرة العلم العمل، وسرّ النّجاح هو الإخلاص، وما خلق الله للإنسان لساناً وأذنين، إلّا ليسمع أكثر ممّا يقول.. أخيراً، نجّانا الله وإيّاكم من هذه الجائِحة الخطِرة، حمى الله سوريانا العزيزة الصّامدة، التي تصدّت ببسالة لقوى الشرّ والإجرام والإرهاب، ولا تزال تتصدّى لتتار العصر، ولهذا الوباء، بكلّ الأسلحة المُتاحة، على رأسها سلاحا الصّبر والإيمان، والأعمال دائماً بخواتيمها.
الأديب محمد عزوز له الكثير من الكتب في القصة والتراجم والنقد ,بدأ رحلته الأدبية مبكراً مع مجموعة قصصية بعنوان ( ويبدأ الهمس ) عام 1995 ,ثم تلتها إصدارات أخرى كثيرة وكانت آخر إصداراته القصصية حتى عام 2019 مع مجموعة بعنوان ( نفياً منفيا ) ولديه مجموعة قصصية للفتيان بعنوان ( بناء سلمية ) عام 2017 كما كتب الأبحاث النقدية كما ذكرنا ويدير صالوناً أدبياً في منزله يقول: أخذت على عاتقي ومنذ بدأت فترة الحجر الصحي أن أجهز وبشكل نهائي بعض أعمال منجزة إفرادياً كي تكون جاهزة للطباعة في أول فرصة ومنها: تم التقديم والتدقيق وفهرسة كتابي الموسوعي ( راحلون في الذاكرة ), الألف الأولى ( الكتابة عن ألف مبدع راحل حتى نهاية عام 2019 ) وهو جاهز الآن . وبدأت للتو بإعداد الألف الثانية حيث تم إعداد دراسة مقتضبة عن مائة وخمسين مبدع لنهاية شهر آذار 2020 والعمل لا يزال قائماً . على التوازي أقوم الآن بوضع اللمسات الأخيرة على مشاريعي المنجزة التالية : – مجموعة شعرية بعنوان ( وقرأت عشقك ) – ومجموعة شعرية غنائية باللهجة المحكية ومجموعة لوحات قصصية بعنوان ( أوراق قدموسية ) – دراسات في القصة القصيرة السورية.
وفي مجال الإبداع الجديد فقد كتبت خلال فترة الحجر /20 / قصة قصيرة جديدة بعضها يرتبط بالحالة العامة التي يعيشها الناس في وطني نتيجة الحرب الكونية التي شنت عليه , ووباء كورونا . أما القراءة فأنا أقرأ على التوازي في مجموعة كتب متنوعة ، وهي عادة ظلت ترافقني منذ نشأتي ، فبين يدي الآن كتب في السياسة والتراث ومجموعات قصصية وشعرية وروايات متنوعة أنجز البعض فأبدأ بالبعض الآخر .
الشاعرة ليندا إبراهيم عضو اتحاد الكتاب العرب – جمعية الشعر صدر لها ستة دواوين شعرية ومجموعة سردية قصصية وهي إحدى المشاركات في برنامج أمير الشعراء في أبو ظبي وفازت بجائزة نازك الملائكة العراق 2014 – وجائزة عمر أبو ريشة سورية 2016.
تقول: منذ جيناتي الأولى، ومنذ تشكل وعيي الذي أخذت به حيزاً مادياً جسدياً ومعنوياً في الحياة الحالية، وأنا أعتبر الكتاب والقراءة والمطالعة والتثقف والتعلم جوهر الحياة وأصل تحقيق كينونة الإنسان، وعليه فلم أُفْاجَأْ بالالتزام بالبيت، فهي عادتي، ولا بطقس القراءة، فهو سلوكي، إلا بمقدار ما أتاح لي حيزاً إضافياً لأتفرغ لهذا الأمر ولأعود لنفسي أكثر ولذاتي أكثر ولأراجع ربما فترة غير قصيرة من حياتي، بكل ما فيها من مواقف وتصرفات وأفعال وأحداث وتحولات ومنعطفات عديدة مررت بها، وربما بداعي الاعتبار والتفكر أكثر، وإذ أنني بنسبة كبيرة وفقاً لهذا الفهم والسلوك المتجذر بي والذي نشأت عليه، فإنني لا أعتبر نفسي في حجر، بمقدار ما يشغلني منه فقط هذا التحول الرهيب المقبل عليه عالمنا الذي نعيش فيه، وطالما أن الأديب لا يمتلك سوى الكلمة، وهي سلاحه إن صح التعبير، وأي سلاح، فعليه اعتبرت نفسي أقوى وأمنع طالما أن الكتاب رفيقي وهاجسي، في الفترة القصيرة هذه طالعت العديد من الكتب والروايات والدواوين الشعرية من مكتبتي، وأعترف أنني كنت أؤجل القسم الأكبر منها لحين توفر الوقت وأدرك تقصيري في هذا المجال لكن العمل والحياة العامة كانا يشغلان قسماً كبيراً جداً من حياة أي فرد منا، أن تقرأ أي أن تشارك بالفكر صاحب الفكرة، وهذا هو الفعل الحضاري الذي ينقصنا لنعود لحوار عقلاني حضاري فتخف الأزمات والحروب ربما… بالنسبة لفترة كهذه ووباء كهذا ، أجد التحدي الأكبر فيه أن أخرج بعمل ما مكتوب، ولا ينفي هذا وجود أعمال أخرى تحتاج لأرشفة ورتوش ومراجعة ربما لدفعها للنشر… أعتبر الفترة هذه بظروفها نعمة لا نقمة وتحدياً لإنجاز الأفضل .
الأديب أحمد حسن حميدان له العديد من الدراسات والبحوث النقدية والمجاميع الشعرية والقصصية منها: “يأتي من جهة الشوق” – شعر
وكتاب نقدي بعنوان ” معارك أخرى للحرب في القصة العربية القصيرة”- دراسات -إصدار اتحاد كتاب العرب – دمشق 2006.
مرايا آخر المشهد – قصص قصيرة -إصدار اتحاد كتاب العرب – دمشق 2009.يقول في هذا الشأن :
أنا لم أتأثر كثيراً في مسألة الحجر لأنني منذ عدة سنوات أقضي معظم وقتي في القراءة والكتابة وملتزم مع بعض المجلات العربية في انجاز بعض المقاربات النقدية للأعمال الأدبية بمختلف أجناسها إضافة إلى القصص القصيرة التي مازلت أكتبها إلى اليوم وأكثر ما قرأته مؤخراً هو ذاك السيل من المقالات المتضاربة التي كُتبت عن فيروس كورونا في الصحافة المقروءة وما قيل عنه عبر الفضاء المرئي ووسائل إعلامه المتعددة والمختلفة إضافة إلى وسائل التواصل الأخرى.. تذكرت في أجواء هذا الحجر رواية مئة عام من العزلة لماركيز وانتبهت لقهقهة هذا الفيروس وهو يمحو الحدود على كرتنا الأرضية الملتهبة ويسخر من تكديس أدوات الدمار الناتج عن سباق التسلح ويشرع في صياغة حياة جديدة لسائر البشرية.. كل ذلك لم يَفتني في عزلتي التي كنت أراجع فيها مخطوطين لي عن القصة السورية والقصة الإماراتية قبل إرسالهما للنشر…
الدكتور نزيه بدور له رواية بعنوان “مقتل الدكتور علي “ومجموعة قصصية بعنوان: “على شفا حب” والعديد من الأبحاث والمحاضرات الثقافية يقترف أحياناً الكلام بالألوان والريشة يقول:
المكوث في البيت فرصة ذهبية لغذاء الروح بالثقافة الإنسانية، وهي فرصة سانحة للقراءة والبحث وسماع الموسيقا.فرصة متحررة من سيف الوقت والالتزام في كل يوم صباحاً أبدأ يومي بعد فنجان القهوة بمشاهدة فيلم سينمائي من الروائع بواسطة جهاز الإسقاط على جدار غرفتي بشكل يحاكي صالة السينما. ثم أنتقل إلى كتبي و ألبوماتي عن الآثار لمتابعة إعداد محاضرة عن مملكة قطنا العظيمة وهي مشاركتي في ندوة تقيمها مطرانية الروم الأرثوذكس في حمص الشهر القادم. بشكل مواز تملأ الموسيقا فراغات يومي المتبقية.. وأنا مفعم بالأمل والتفاؤل.
وقد أنجزت مخطوطاً بعنوان” الحركة التشكيلية في سورية:مدارس ومواضيع” المسودة الثانية: “العاديات بعيون الرسامين” وأنا أعمل في مكتبي ما لا يقل عن 15 ساعة يوميا.
ميمونة العلي