خريجات الكليات النظرية والمعاهد الصناعية والميكانيكية .. المهن الصعبة ” فرصة عمل” تناسب اختصاصهن

أصبح هم الحصول على عمل بعد الانتهاء من دراسة الجامعة أو المعهد يؤرق الكثير من الطلاب والطالبات …خريجي الكليات النظرية عموما وخريجات تلك الكليات والمعاهد خصوصا , لذلك رأت الكثير من الطالبات أنه من الضروري إيجاد الطريقة المثلى بعد تخرجهن من أحد المعاهد (التقنية والصناعية ,أو هندسة الكهرباء أو الميكانيك) , للدخول إلى سوق العمل والقضاء على البطالة , وبالتالي سيتمكنّ من تحقيق مكاسب مادية وتقليص الفارق الاقتصادي مع الرجل وتحقيق التوازن للأسرة .

تحدثنا مع  بعض الشباب والشابات  لمعرفة آرائهم حول ممارسة بعض الشابات للمهن الصعبة , لتأمين فرصة عمل لهن , وقد يكون ذلك مصدر عيشهن مستقبلا فكانت هذه الآراء … 

كفاءة وخبرة  

موسى عبد الكريم – خريج هندسة ميكانيك  أكد بأنه لا يمانع إطلاقاً خوض الفتاة مجالات الأعمال المتعلقة بالهندسة والميكانيك ، وغيرها من الأعمال الفنية بشرط أن تكون لديها الخبرة الكافية  فالكفاءة لا تنحصر على جنس معين ، ويجب أن يتطور المجتمع ، و لا ينظر إلى دخول الفتاة في هذا المجال أنه لا يتناسب مع مقدرتها. 

أعمال لا تناسب طبيعتها  

قيس – معهد صناعي قال : لست مع دخول الفتاة مجال الأعمال المهنية الشاقة كالنجارة ، والميكانيك ، والخراطة ، وغيرها من المهن التي لا تناسب تكوينها ، لأن ذلك لا يناسب قدرتها ، وسأشعر بصعوبة في التعامل معها  فمثلا  تعاملت مع فتاة كانت تعمل في محل ” بقالة” وكنت أشعر أنها تحتاج وقتا أطول لتنجز عملها مقارنة بالشاب  , فكيف إذا فتحت ورشة ميكانيك أو ورشة صيانة أجهزة كهربائية ؟ بالتأكيد سيكون التعامل معها صعباً جداً ، ولن يتناسب ذلك العمل مع مقدرتها ، فالمرأة عموماً لها أعمال تناسبها ، وبالمقابل هناك أعمال تناسب الرجل ، ولا ينبغي إغفال ذلك و أن تملك الفتاة ورشة أمر ليس خطاً ، لكن أن تعمل هي في هذا المجال فأنا لست مع هذا الرأي .

التميز في العمل

سامر – معهد هندسي  قال : ما الذي يمنع الفتاة من دراسة الهندسة والميكانيك ، وغيرها من المجالات المهنية مادام لديها رغبة لتكون متخصصة وماهرة في عملها ؟  المهم أن تتقن هذا العمل ، وفي  أحيان كثيرة تكون الفتاة أقدر من الرجل في مجالات عدة ، وأنا لا أُفرق بين المرأة والرجل إلا من خلال التميز بالعمل والكفاءة.

فيه صعوبة   

هيفاء – طالبة جامعية  ترى أن عمل الفتاة في مجال الميكانيك والهندسة والخراطة وغيرها من الأعمال الصعبة لا يناسب تكوينها ومقدرتها ، فالأنثى تظل أنثى ، ولا ينبغي أن تخوض أعمالاً خاصة بالرجال فعندما تعمل الفتاة بأعمال كالميكانيك وصيانة الأجهزة الكهربائية أظن أن الأمر سيحمل الكثير من الصعوبات لها ، فكيف ستتعامل مع أجهزة ثقيلة تحتاج إلى قوة بدنية ومجهود يفوق قدرة المرأة ؟ وهذا ما يجعلني لا أؤيد دخول الفتاة مثل هذه المجالات.

تحديات عديدة  

نشأت – مهندس كهرباء  يرى أن دخول الفتاة العمل في مجال الهندسة والميكانيك حرية شخصية، ولها الحق باختيار ما يناسب طموحها ، ولكنه بالمقابل يظن أنها ستواجه صعوبة بالتعامل مع الناس في حال فتحت ورشة صيانة أجهزة كهربائية أو ورشة ميكانيك .. ويقول : أحترم اختيار المرأة العمل في مجال الهندسة والميكانيك، ولكنني أظن أنها ستواجه العديد من الصعوبات ، أولها صعوبة التعامل مع الناس ، ومنهم من سيستغرب مهنتها ، وكثيرون قد يتعاملون باستهزاء ، والأفضل أن تعمل بشركة حتى تتجنب المضايقات التي قد تلاقيها من الآخرين .

تثبت قدرتها  

أحلام – طالبة معهد  قالت : تستطيع الفتاة أن تثبت قدرتها في كل عمل تخوضه، ومن يرى عكس ذلك فهو يقلل من شأن المرأة ، فإذا وجدت الفتاة أن لديها المقدرة على الدخول في هذه المجالات فلابد أنها ستنجح ، وتثبت للجميع أنها قادرة تماماً على تحمل المسؤولية التي يستطيع أن يتحملها الرجل وتضيف : سأثبت مقدرتي في العمل ، برغم كل الصعوبات .

عدم تفهم الأهل  

تحب نهى – طالبة – أن تعمل في مجال النحت على الخشب وصناعة أشكال مختلفة منه ، لكن أهلها عارضوا اختيارها ، وأجبروها على العزوف عنه بحجة أنه لا يناسب الفتيات..

 وتقول عبير : أحب أن أعمل على النحت في الخشب ،  وكنت أحلم بأن أدخل مجال النجارة حتى أستفيد من موهبتي ، وأعمل في هذا المجال ، إلا أن والدي والعائلة بأكملها وقفوا ضدي ، مما جعلني أدخل مجال الديكور ، لأنه أقرب لموهبتي ، وتركت النجارة ، لأنها لا تناسب الفتيات على حد قول العائلة .

ريماز اتجهت في دراستها إلى المحاسبة بعد أن خابت آمالها في دراسة الهندسة الكهربائية  تقول : حصلت في الثانوية العامة على علامات تؤهلني دخول إحدى كليات الهندسة، وكنت متحمسة لأن أدرس هندسة كهربائية ، ولكن أهلي رفضوا ، بحجة أن هذا التخصص لا يناسب الفتيات وأنهم لن يسمحوا لي أن أعمل في هذا المجال  ، علما أنني  أهوى صيانة الأجهزة الكهربائية ، فإذا تعرض في المنزل أي من هذه الأجهزة للعطل أحاول صيانتها , ووالدي يسعد جداً بصيانتي لأجهزة المنزل ، لكنه لا يرغب بالتحاقي في هذا المجال فاضطررت أن أدرس المحاسبة رغم أني لم أرغب بهذا المجال .

لا فرق بين الرجل والمرأة

تشجع علا – طالبة ثانوي  دخول المرأة في أعمال الصيانة والتكنيك قائلة: لا فرق بين الرجل والمرأة، وأنا مع عمل المرأة في تخصص مثل الصيانة، بعيدا عن نظرة المجتمع السلبية، وما سيقال عن المرأة العاملة في هذا المجال، وطالما كثير من الرجال يعملون في الخياطة والطبخ وغيرها من الأعمال ذات الطابع النسائي، كما يعتقد المجتمع ، فلماذا لا تخوض المرأة غمار التحدي  والتجربة إن كانت لديها النية في ذلك؟

توافقها براءة قائلة : بدأتُ بإصلاح بعض الأجهزة المنزلية وكان آخرها الغسالة، وقد تعلمت ذلك من والدي، والأمر ليس صعبا على المرأة كما يظن البعض من ذوي النظرة القاصرة وتفكر سمر كثيرا في تخصصها المستقبلي بعد تخرجها من الثانوية، غير أنها لم تحدده بعد.

بشرى عنقة – منار الناعمة

المزيد...
آخر الأخبار