عبد الغني ملوك : دعوت لقراءة جديدة متنورة للتاريخ وهو عمل صعب ولكنه ليس مستحيلاً… الاستمرارية مرهونة بجودة العمل والساحة مفتوحة للمنافسة الشريفة
أصدر الروائي عبد الغني ملوك روايته الحادية عشرة قبل أيام بعنوان :”عودة لوليتا ” بعد عشر روايات أصدرها جميعها خلال الحرب الكونية المجنونة التي تعرضت لها بلدنا مسجلاً اسمه كأديب وروائي حمصي قيد الإنتاج دون كلل أو ملل, وقد قيلت في رواياته الكثير من الآراء النقدية المهمة…
عن مشروعه الروائي وجدوى الاشتغال في الرواية كعمل التقينا الأديب عبد الغني ملوك وعدنا بالحوار التالي:
*تبدو لغتك الروائية من خلال 11 رواية صدرت لك حتى الآن غير شعرية كأنك مشغول بالحكاية وإيصال الفكرة ما هو تعليقك ؟
-هذا السؤال يدفعنا إلى الجواب بسؤال آخر لماذا الرواية ؟وما هدفها؟فإذا تم الجواب ننتقل إلى الأداة وهي لغة الرواية , و عنصر حساس في إيصال فكرة الرواية وأعتقد أن الأسلوب الشعري أي الألفاظ والتعابير والكنايات ضروري وجودها في السرد وهذا يحتاج إلى موهبة أخرى غير موهبة القص ,وهنا يجب التفريق بين اللغة الشعرية المحببة وأسلوب اللعب على الألفاظ الذي ازدهر في هذه الأيام من خلال الكثير من الروايات, و أحبذ أن تكون الرواية ذات هدف غير مؤدلجة وغير مكتوبة بشكل مباشر أو تقريري, و يجب أن تمس آلام الإنسان وأن تكون غير آنية حتى يُكتب لها الخلود والأمثلة كثيرة في هذا الصدد.
*خلال عشر سنوات حرب صدرت لك إحدى عشرة رواية جميعها لم تتحدث عن الحرب بشكل مباشر لماذا؟
_الروائي ليس مؤرخاً , لكنه يكتب عن التاريخ ومدى تأثر الناس بظروف الحياة والحرب وقد كتبت عن نتائج هذه الحرب ولم أكتب عن وقائعها لأنني لست مؤرخاً ,كتبت عن الشروخ التي أحدثتها الحرب وكتبت عن مشعليها وقلت بأن هناك قوى خططت لما سمي (بالفوضى الخلاقة) وتالياً ما سمي (بالربيع العربي) ,وكانت هذه التسميات المبهمة تعني تفتيت المنطقة وتخريبها بشكل شيطاني لصالح الكيان الإسرائيلي باستخدام أدوات خليجية لتخريب المؤسسات والمنشآت والبنى التحتية .
ورواياتي جميعها تذخر بذلك ,وقد طالبت بإعادة قراءة للتاريخ العربي ودعوت للمواطنة وسيادة القانون في كل رواياتي وهذا ما أؤمن به وأعمل حالياً على مشروع رواية عن تفاصيل الحرب وتأثيرها على الحب والمجتمع.
*في رواياتك الكثير من الوعظ واقتباسات عديدة من الموروث الديني وقد استهدفك النقاد بسهامهم من خلال هذه الجزئية فما تقول؟
إن الدين لا يتعارض مع العلم , والكون قائم على العلم , ومن هنا دعوت لقراءة جديدة متنورة للتاريخ وهو عمل صعب ولكنه ليس بمستحيل ,وأنا لا ألجأ للوعظ المباشر في رواياتي فأنا لست واعظاً أنا روائي فنان أدافع عن الإنسان أينما وجد .
*يقول المثل : “عدوك ابن كارك” هل تعاني من الأمراض الثقافية كالشللية واحتكار المنابر من قبل بعض الروائيين والنقاد ؟
-ويقول المثل أيضا :”الطحان لا يغبر على الكلاس” فلكل روائي صنعته وفنياته التي يشتغل عليها والبضاعة الجيدة تطرد البضاعة السيئة أنا أكتب و أنشر حالياً والاستمرارية مرهونة بجودة العمل والساحة مفتوحة للمنافسة الشريفة أمام الجميع نعم هناك معاناة وهناك شللية وأردها أنا إلى التربية الخطأ التي تؤدي إلى نتائج خطأ فعندما تتم التربية على تقديس القيم المادية دون الروحية سنخسر الأخلاق فالعظمة ليست في المال لكن في القيمة الاجتماعية .
ميمونة العلي