تحتاج صناعة آلة العود للخبرة والإتقان والجودة ,هذه العوامل سعى الشاب ذي يزن رافع الجوراني للإلمام بها ليجيد صناعتها من خلال بث الروح في قطعة الخشب ليجعلها آلة موسيقية تهذب النفوس والأرواح .
تجارب متعددة
وعن بداياته وممارسته لهذه المهنة وكيفية تعلمها قال : بدأت بعمر العشرين عاماً و بعد إنهائي المرحلة الثانوية أكملت دراستي بمعهد تقنيات الحاسوب اختصاص برمجة في جامعة البعث وفي نهاية عام 2015 قمت مع والدي الذي له الفضل الأكبر في هذا العمل على تجربة صناعة العود وبدأنا بدراسة مقاسات هذه الآلة وكلها مقاسات تعتمد على الرياضيات وقمنا بصناعة أول عود وكانت تجربة ناجحة ولكنها لا تخلو من الأخطاء البسيطة وأكملنا تجربتنا بعود ثان تجاوزت فيها الأخطاء التي كانت بالتجربة الأولى ونجحنا وهنا بدأت مسيرتنا بهذا العمل بالتدريج وتطورت جودة الإنتاج بجودة الآلات حتى وصلنا لمرحلة متقدمة بتصدير الآلة إلى أكثر من دولة خارج سورية مثل لبنان – العراق – ألمانيا واستراليا،وبعد هذا الانجاز انتقلت من معهد تقنيات الحاسوب إلى كلية التربية الموسيقية لأنها تتناسب مع طبيعة عملي.
معادلات رياضية
وعن مهنة صناعة العود قال : هذه المهنة هي عبارة عن قياسات ومعادلات رياضية أكثر مما هي مهنة العمل بالأخشاب فأي خطأ بسيط حتى ولو كان 1ميليمتر يسبب خطأ كبيرا بالعود ولكن لا نهمش موضوع الخبرة بالأخشاب وطريقة التعامل معها.
تكلفة خاصة
وعن أنواع الأخشاب المستعملة في صناعة العود قال : يوجد العديد من الأنواع ولكل نوع تكلفة خاصة فيوجد مثلاً خشب الجوز وهو من منشأ محلي ويوجد بعض الأنواع الأخرى التي يكون منشؤها مناطق أخرى من العالم مثل الهند نستورد منها خشب الأمرينت والأبنوس والسيسم والذي هو من أفخر الأنواع المستخدمة بصناعة العود ولكل نوع من هذه الأخشاب طبيعة صوت به مثل خشب البادوك ( الورد ) أو خشب الوينغي أو الأمرنيت فهو يعطينا صوت حاد للعود ،أما خشب السيسم أو خشب الجوز فهو يعطينا الرخامة بصوت العود وانتقاء أنواع الخشب يكون حسب ذوق الفنان الذي يريد العود وإن كان يحب الصوت الحاد أم الصوت الطربي الرخيم وبعد اختبار نوع الخشب المناسب لذوق الفنان يتم اختيار المقاسات بما يتناسب مع حجم جسم الشخص من طول الزند وعرض القصعة وعمقها .
جودة الصناعة
وبالنسبة لاختلاف صناعته عن الدول الأخرى أوضح أن الاختلاف يكون بجودة الصناعة فقد يتم تقييم العود حسب جودة صناعته لا حسب منشئه ويتم التركيز بالتقييم على صوت العود بالدرجة الأولى وعلى متانته بالدرجة الثانية وعلى جمال شكله بالدرجة الثالثة وبالوقت الحالي العود السوري هو تقريباً بالمستوى الأول عالمياً بالنسبة للجودة .
و عن علاقته بالة العود قال :تربطني بالعود علاقة قوية لدرجة انه أصبح جزءا هاما من حياتي .
خبرة كبيرة
وعن شروط العازف الناجح قال : يجب على الصانع أن يكون لديه خبرة في هذا المجال لكي يستطيع التمييز بين العود الجيد والسيئ ولكن لا يشترط أن يكون بدرجة الاحتراف في العزف والعود الجيد يكون ذا صوت جميل ومتانة جيدة وشكل جميل وهذه الأمور يجب عليه مراعاتها عند شراء هذه الآلة ولكل شخص منا ذوقه الخاص بطبيعة صوت العود الذي يفضله.
الإتقان والجودة
وعن تميزالعود السوري قال التميز بالجودة والإتقان والجهد الكبير المبذول لصناعة هذه الآلة .
تأمين المواد الأولية
وعن الصعوبات قال : بسبب الحصار الاقتصادي على بلدنا الحبيب سورية نعاني من صعوبة تأمين المواد الأولية مثل الأخشاب و الأوتار التي مصدرها يكون خارج سورية ونعاني من صعوبة تصدير الآلة للخارج ومن التكاليف المرتفعة للشحن للخارج وحالياً نسعى جاهدين للارتقاء بهذه المهنة عالمياً لنجعل العود السوري في المرتبة الأولى عالمياً ولنرفع اسم سورية على مستوى العالم وفي النهاية أحب أن أقول أن صناعة العود ليست فقط مهنة وإنما هي إبداع ،وإبداع ببث روح في قطعة خشب لنجعلها آلة موسيقية تهذب النفوس والأرواح فالبيت الذي تملؤه الموسيقا نرى فيه الحب والسعادة .