قصة قصيرة : حبيبتي كورونا

لم أكن أتوقع أن يحدث معنا  مثل هذا …عندما تعرفت عليها ، كانت قد أنهت قبل عام ونيف دراستها الجامعية .وكنت أنهيت للتو خدمتي العسكرية ،حصل اللقاء والتعارف مصادفة ،عندما كانت مع أمها في زيارة لمنزل شقيقتي .

لاحظت شقيقتي اهتمامي بها،وأنني أختلس النظر إلى “كورونا ….ولم لا ؟!.فهي صبية جميلة ،طويلة القوام ،عيناها بلون الزنزلخت ،وأنا أحب هذا اللون .وشعرها أشقر وأنا أحب الشعر الأشقر .وليس فيها ما يعيبها من صفات سوى أنها تلفظ الراء غيناً …ومن جهتي رأيت أن هذا يعطي لحديثها رونقاً ونعومة .

و”كورونا ” مثقفة تعرض ثقافتها بتواضع من خلال الحديث باختصار ،وبلا طول سيرة ،كما يقولون ،وجدت نفسي  معجباً جداً بهذه الـ”كورونا “.وتوسلت لشقيقتي أن تسألها إن كانت “مرتبطة “أو ثمة شاب في ذهنها .ولكن الجواب جاء كما أردت …فالفتاة غير مرتبطة .

ولم تطل مدة التعارف فبعد الزيارة الأولى لمنزل كورونا ،مع شقيقتي ،صرت أزور منزلها لوحدي وألتقي معها بحضور أهلها .وعندما رحنا نبحث تفاصيل الخطوبة والزواج ،والمهر المعّجل والمهر المؤجل ،حصل ما لم يكن في الحسبان .

قلت لأمي “ستذهبين معي لنقدم لـ”كورونا “خاتم الخطوبة وبعض المصاغ ..وشرحت لها أنّ كورونا من عائلة معروفة في المدينة …

قالت أمي :

“كورونا ..الله يبعد الكورونا عنا .. ألا تسمع أنّهم في الإذاعة والتلفاز ،ليل نهار ،يتحدثون عنها ،وأنّها وباء مميت …!!”

أقول لها وأنا أقترب منها لتسمعني ،إذ تعاني نقصاً حاداً في السمع :

“يا أمي الفتاة اسمها كورونا ..ما علاقتها بالوباء ….!!”

“لقد تعرفت عليها قبل ظهور الوباء بأشهر ….!!”

 قالت  وهي تنظر نحو الأعلى “نفس الاسم …!!اسمع هذه التي قلت …ما اسمها ..كورونا ..لن تدخل هذا المنزل وأنا فيه ..لقد فسر منامك يا حورية –اسم أمي –رأيت أننا جميعاً في غرفة في المشفى …!!”

عبثاً حاولت أن أقنع أمي ،لكنها تصر على موقفها ..!!

أحدهم أشار عليّ أنّ أطلق على كورونا اسماً آخر …

لكنني لا أستطيع ..فأنا أحب كورونا وأعشق اسمها ….وليس لدي منزل أسكن فيه معها عندما نتزوج سوى منزل أمي الواسع ….!!

ولا تزال كورونا تسألني “متى تأتي والدتك لنعلن الخطوبة ؟!”

عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار